» يومٌ من عمري « | ||||||
|
آخر 10 مشاركات |
روابط تهمك | القرآن الكريم | الصوتيات | الفلاشات | الألعاب | الفوتوشوب | اليوتيوب | الزخرفة | قروب | الطقس | مــركز التحميل | لا باب يحجبنا عنك | تنسيق البيانات |
|
الكلِم الطيب (درر إسلامية) رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا |
رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
حكمة اختيار العرب مهداً للرسالة
إِن اختيار الله سبحانه وتعالى للعرب مَهْبطاً لرسالته ووحيه وكتابه العزيز أمرٌ يختص به سبحانه فهو أعلم وأحكم وليس لنا القدرة بادراك ذلك إِلا من خلال ما أخبرنا به سبحانه أو عن طريق نبيه الكريم من توضيحٍ لمراد الله فيما أمر، فالله عز في علياءه لا يُسأل عما يَفعل وكل الخلقِ يُسألون، ولكن النَّظر والتفكر ضمن آداب الشرع ورؤيته الجلية للأمور بابٌ لِفهم بعض الجوانب وإدراكٌ لأوجه الحكمة فيها.
ومن التساؤلات التي قد تطرأ على بال كل عاقل لماذا كان العرب مهداً وقاعدة لآخر الرسالات السماوية وبهم بدأت الرسالة وكانوا منبع الدعوة للإسلام ومنهم انتشر للعالمين؟ ولمحاولة الإِجابة على هذا التساؤل لا بد لنا أن نعي ما هي تلك المميزات والسمات التي جعلتهم مؤهلين لذلك وما هي بعض تلك المقومات التي انفردوا بها عن باقي الشعوب في ذلك الوقت، ولا بد أن نعي معها أيضاً الصورة العامة للحضارات والمجتمعات التي عاصرت تلك الحقبة وما كانت عليه، ونحدد ذلك هنا ببعض النقاط الأساسية لنستدرك منها تلك الصور ولنوجِد ذلك الوعي للخروج من تلك التساؤلات.. * إنَّ الحال العام للأمم الأخرى كالرومانيين والفرس وغيرهم كان في اضطراب عقدي وتشوش فكري فالنظام الحياتي السائد آنذاك عندهم إما كان قائماً على فلسفة مادية بحته خالية من الجانب الروحاني الصحيح أو كان قائماً على خرافات واعتقادات باطله عن حقائق الأمور أو خروجٍ عن الأصول الصحيحة للرسالات السابقة... فتلك الحال لم تجعلهم مؤهلين لحمل رسالة عالمية جديدة مع وجود تلك الرواسب العميقة في تصورهم وقيمهم وسلوكهم العام مع غيابٍ في المنظومة الخُلقية السوية في كثير من اتجاهاتهم. * إن المشهور عند الناس أنَّ اليهودية والنصرانية من الديانات السماوية، وإِن الانطباع المصاحب الذي يراه الناس نتيجة الخلل عند المنتسبين لهذه الرسالات جراء ما أصابها من تحريف ليرافقه الفقد في إعطاء الثقة لهم، فقد أخلَّوا بما لديهم فكيف يوثق بهم بما جد . * بالنسبة للعرب فقد كانوا في بدائيةٍ بسيطة غير منغمسين في نهر الأفكار المنحرفة ولا العقائدُ المُحرفة، ومع ما أصابهم من ميل عن الحنيفية التي لم تأخذ دهرا طويلا منهم إلا أنهم بقيت لهم أعمال مشتركة معها. ومع ما كانوا عليه من جاهلية وتعدي في السلوك إلا أنهم كانوا في عزلةٍ عن الحضارات الأخرى ولهم كيانٌ شبه مستقل مع اتساع الرقعة التي كانوا عليها لكن كانت لهم قيم إِنسانية قلَّ ما تأثرت بالمدنيَّة فحافظوا على عاداتهم وعصبيتهم ونصرتهم لمكارم الأخلاق لحدٍ بلغ منهم الإسراف في بعض الأحيان، فالأصالة جِذْرٌ متمكن في السلوك العربي، وان القواعد الفطرية السليمة والقائمةُ عليها الأخلاق العربية بقيت كجزء راسخ في الشخصية العربية والتي تفردوا بها، فكان العربي يأنف من التقييد والقبول بدنايا الأمور مع طواعيته للخير أفضل من غيره، ومع ذلك كانت الحال العامة غير منتظمة والتطبيق الأخلاقي يأخذ أحياناً منحى غير سوي وإنما ذلك يعود لغياب التوجيه الفعال بالالتزام العقدي والقالب الإيماني، فطبائعهم أشبه ما تكون بالمادة الخام التي لم تأخذ أي شكل من أشكال الحضارة المحيطة بهم ويرى أيضاً فيهم الجانب الفطري السليم والنزعة القوية للإنسانية مع الغياب للصورة المثلى.. * إنَّ الثوابت الأخلاقية الحميدة والأوضاع الاجتماعية التي كانت سائدة عندهم ولها قيمتها ومكانتها نستطيع أن نعتبرها جزءاً مُؤَهِلاً لحمل الرسالة على أن تكون على هيئتها المثلى، وقد ظهرت تلك الهيئة المثلى وتضمنت تلك الصور العملية عندما شُذبت ووضعت في قالب الإسلام وفي التطبيق العملي للدين وتوجيهاته فتمت إِعادة هيكلة تلك الشخصية بقالب إِيماني وتشريعٍ رباني فتولد عنها إنسانٌ راقٍ برقي المنهج الذي اتبعه. * إن التكليف بحمل تلك الرسالة يحتاج إلى أمور، ومن أَهمها القوة والأَمانة؛ والقُوى المعتبرة عند العرب كانت في ما اختصوا به من الميول للفطرة السليمة ومن جوده أفهامهم ونبوغهم في إِدراكهم وعُلو قيمهم وفي نقاء خامتهم مع بروزهم بلغتهم العربية ورِفعة مَلَكَتِهم فكان كل ذلك باباً من أبواب القوامة لحمل وحفظ الرسالة وعمل الدعوة، ولازم ذلك الأمانة والقوة في الأداء والتي عُرفوا بها وتميزوا بها من الحفظ للمكارم والدفاع عن المعتقد وان كان ذلك يقابل الحياة عندهم، فالإسلام أتى وهذب كل ذلك وجعله في الطريق الأمثل والعمل الأكرم. إِنَّ الله الحكيم العليم اصطفى العرب من العالمين واصطفى منهم رسوله الأمين وكان ☺ أمياً لا يقرأ ولا يكتب وذلك لحكمه أرادها الله سبحانه حتى لا يقول المبطلون أنه جاء بالقرآن من عنده. وأضيف: ليعلم كل المتفلسفين في كل حين أن كلامهم وكلام أسلافهم من جهد عقلي ممجوج هو دوامات أفكار وليس شرعا أو حكمه فالشرع وصحيح علو الحكمة لا بد أن يكون من أمر الله وحده ويجعل له رسولاً مبلغا وناقلا. وواقع رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أنه معلم البشرية وقدوة المسلمين وأسوتهم وندرك من ذلك الاختيار بكون النبي عليه السلام أُميّ الإِعجاز والتمكن وكمال الأمانة ونستسقي فهماً من ذلك بأن أميه العرب من نهجٍ وفهم كامل كانت دليلاً على عدم اختلاقهم ذلك الدين الجديد وهذا فيه ردٌ جلي على كل مبطلٍ ومُنْكِرْ.. وخلاصةً: فالأمر الأهم والفهم الأعم عندنا إِن الله قد اختص العرب برسالته وجعل منهم نبيه عليه السلام وجعل الميزان بالتقوى وما دام هذا أمره سبحانه فهذا يكفينا، فسبحانه ربي هو الحكيم العليم وهو أعلم حيث يجعل رسالته.. للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لكل حرف حكمة!!!! | عذبة الروح | ظِلال وارفة | 10 | 11-08-2024 01:29 PM |
حكمة عجوز | جراح | ظِلال وارفة | 6 | 10-07-2024 11:59 AM |
حكمة عاشق. | سفير الأحزان | قبس من نور | 12 | 12-21-2022 08:48 AM |
أصول اختيار العطر المفعم بالجاذبية | سليدا | الصحة والجمال،وغراس الحياة | 2 | 05-18-2021 08:23 PM |
أحسن اختيار شريك حياتك | سليدا | الصحة والجمال،وغراس الحياة | 5 | 02-05-2021 02:53 AM |