{ فعاليات اليوم الوطني )
 
» أقلامٌ تشدو في حب الوطن «  
     
 


آخر 10 مشاركات وتستمر الحياة       لذّة ما بعد الشوكلاتة.       رسائل فقدت عناوينها / لن تصل ..       تلويح منديل       ليتك تجي ..       متى يستقيم العود       قلت تبارك الكبرياء (2)       قصاصة ادبية ....رجل الصمت       قاتل الله الغياب ( دفتر لتفقد الأعضاء )       أمي .....وتنهمر الدموع      
روابط تهمك القرآن الكريم الصوتيات الفلاشات الألعاب الفوتوشوب اليوتيوب الزخرفة قروب الطقس مــركز التحميل لا باب يحجبنا عنك تنسيق البيانات
العودة   منتديات مدائن البوح > المدائن الدينية والاجتماعية > الكلِم الطيب (درر إسلامية)

الكلِم الطيب (درر إسلامية)

رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا



الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )

رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم اليوم, 03:46 PM   #181


الصورة الرمزية البراء

 عضويتي » 968
 جيت فيذا » Feb 2024
 آخر حضور » اليوم (06:33 PM)
آبدآعاتي » 11,427
الاعجابات المتلقاة » 1341
 حاليآ في » الكويت
إهتماماتي  » الرياضة
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute
 آوسِمتي الذكرى الخامسة  


/ نقاط: 0

مطر من مداد  


/ نقاط: 0

الكاتب المميز  


/ نقاط: 0

البراء متواجد حالياً

افتراضي رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )



الكذب

إن الكذب هو رأس الخطايا وبدايتها، وهو من أقصر الطرق إلى النار،كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "وإيّاكم والكذِبَ، فإنّ الكَذِبَ يَهْدِي إلَى الفُجُورِ، وإِنّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النّارِ وَمَا يزَالُ العبْدُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرّى الكَذِبَ حَتّى يُكْتَبَ عِنْدَ الله كَذّابا".[رواه البخاري ومسلم].
والكذب إخبار بالشيء على خلاف ما هو عليه. وهو مذموم عند كل العقلاء، ولو لم يكن من مضاره إلا أنه يجعل صاحبه في ريبة لا يكاد يصدق شيئًا لكفى، كما قال بعض الفلاسفة: من عرف من نفسه الكذب لم يصدِّق الصادق فيما يقول، ثم إن من عرف بالكذب فإنه لا يكاد يُصَدَّق في شيء أبدًا، وإن صدق، بل إن سمع الناس بكذبةٍ ربما خرجت من غيره فإنهم ينسبونها إليه:
حسب الكذوب من البلـ ـية بعضُ ما يُحكى عليه
فمتى سمعت بكـذبة مـ ـن غـيره نـسبت إليـه
وقد ذكر الكذب في محكم كتابه في نحو مائتي آية، كلها إما على سبيل الذم، وإما على سبيل تبيان سوء عاقبة الفاعل.
والكذب هو الإخبار بالشيء بخلاف ما هو عليه على وجه العلم والتعمد. وهو كبيرة تجر صاحبها -والعياذ بالله- إلى النار، كما في الحديث المتفق عليه : " إن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً ." ويؤدي إلى اللعن والطرد من رحمة الله قال تعالى: ( قتل الخراصون ) أي لعن الكذابون، وقال (إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب) وهو من خصال أهل النفاق، كما جاء في صحيح مسلم : " آية المنافق ثلاث وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان ."
وبالجملة فإن الكذب محرم.. وهو على عدة أقسام: منه الكذب على الله ورسوله، وهذا متعاطيه مقعده محجوز له في النار، كما في الحديث المتواتر : " من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ." ومنه الكذب على الناس كي يضحكهم أو يجلب أنظارهم إليه ونحو ذلك، ومنه أن يقول: رأيت في منامي كذا وهو كاذب، وهذا قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم كما في البخاري : " من تحلم بحلم لم يره، كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل ." والحديث عن الكذب يطول، ولم يرخص في شيء منه إلا في مواطن ثلاث: في الحرب، وإصلاح ذات البين، وحديث الرجل إلى امرأته، وحديث المرأة إلى زوجها، كما في زيادة مسلم في حديث أم كلثوم حيث روى عنها أنها قالت: ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقوله الناس إلا في ثلاث: تعني: الحرب والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها.

معنى الكَذِبِ لُغةً واصطِلاحًا
معنى الكَذِبِ لُغةً:

الكَذِبُ: نَقيضُ الصِّدقِ، يقالُ: كَذَب يَكذِبُ كَذِبًا وكِذْبًا. وتقولُ: كَذَّبتُ الرَّجُلَ: إذا نسَبْتَه إلى الكَذِبِ، وأكذَبْتُه: إذا أخبَرْتَ أنَّ الذي يحدِّثُ به كَذِبٌ .
معنى الكَذِبِ اصطِلاحًا:
قال أبو الوفاءِ ابنُ عَقيلٍ: (الكَذِبُ: هو الخَبَرُ عن الشَّيءِ على خلافِ ما هو به) .
وقال الماوَرْديُّ: (الكَذِبُ هو الإخبارُ عن الشَّيءِ بخِلافِ ما هو عليه) .
وقال ابنُ حَجَرٍ: (الكَذِبُ هو الإخبارُ بالشَّيءِ على خِلافِ ما هو عليه، سواءٌ أكان عَمدًا أم خَطَأً) .
وقال النَّوويُّ: (الإخبارُ عن الشَّيءِ على خِلافِ ما هو، عمدًا كان أو سهوًا، سواءٌ كان الإخبارُ عن ماضٍ أو مُستقبَلٍ) .

الفَرْق بَيْنَ الكَذِبِ وبعضِ الصِّفاتِ

الفَرْقُ بَيْنَ الخَرْصِ والكَذِبِ:
(أنَّ الخَرْصَ هو الحَزْرُ، وليس من الكَذِبِ في شيءٍ، والخَرْصُ ما يُحزَرُ من الشَّيءِ، يقالُ: كم خَرْصُ نَخلِك؟ أي: كم يجيءُ من ثمَرتِه، وإنما استُعمِلَ الخَرصُ في موضعِ الكَذِبِ؛ لأنَّ الخَرصَ يجري على غيرِ تحقيقٍ، فشُبِّه بالكَذِبِ، واستُعمِلَ في مَوضِعِه) .
الفَرْقُ بَيْنَ الكَذِبِ والافتراءِ والبُهتانِ:
(الكَذِبُ: هو عدَمُ مطابقةِ الخبرِ للواقِعِ، أو لاعتقادِ المُخبَرِ لهما، على خلافٍ في ذلك.
والافتراءُ: أخَصُّ منه؛ لأنَّه الكَذِبُ في حَقِّ الغيرِ بما لا يرتضيه، بخِلافِ الكَذِبِ؛ فإنَّه قد يكونُ في حَقِّ المتكَلِّمِ نفسِه؛ ولذا يقالُ لمن قال: فعلتُ كذا ولم أفعَلْ كذا، مع عدَمِ صِدقِه في ذلك: هو كاذِبٌ، ولا يقالُ: هو مُفتَرٍ، وكذا مَن مدَح أحدًا بما ليس فيه، يقالُ: إنَّه كاذِبٌ في وَصفِه، ولا يقالُ: هو مُفتَرٍ؛ لأنَّ في ذلك ممَّا يرتضيه المقولُ فيه غالبًا.
وقال سُبحانَه حكايةً عن الكُفَّارِ: افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا [الأنعام: 93] ؛ لزعِمهم أنَّه أتاهم بما لا يرتضيه اللهُ سُبحانَه مع نِسبتِه إليه.
وأيضًا قد يحسُنُ الكَذِبُ على بعضِ الوجوهِ، كالكَذِبِ في الحَربِ، وإصلاحِ ذاتِ البَينِ، وعِدَةِ الزَّوجةِ... بخلافِ الافتراءِ.
وأمَّا البُهتانُ: فهو الكَذِبُ الذي يواجِهُ به صاحِبُه على وَجهِ المكابَرةِ له بما لم يُحِبَّه) .
الفَرْقُ بَيْنَ الزُّورِ والكَذِبِ:
أنَّ الزُّورَ هو الكَذِبُ الذي قد سُوِّيَ وحُسِّن في الظَّاهِرِ ليُحسَبَ أنَّه صِدقٌ، وهو من قولِك: زَوَّرْتُ الشَّيءَ: إذا سوَّيْتَه وحَسَّنْتَه، وقيل: أصلُه فارسيٌّ من قولِهم: زورٌ، وهو القُوَّةُ، وزوَّرْتُه: قوَّيتُه .
الفَرْقُ بَيْنَ الكَذِبِ والإفكِ:
(أنَّ الكَذِبَ: اسمٌ موضوعٌ للخبَرِ الذي لا مُخبَرَ له على ما هو به، وأصلُه في العربيَّةِ التَّقصيرُ، ومنه قولُهم: كَذَب عن قِرنِه في الحَربِ: إذا ترَك الحملةَ عليه، وسواءٌ كان الكَذِبُ فاحِشَ القُبحِ أو غيرَ فاحشِ القُبحِ.
والإفكُ: هو الكَذِبُ الفاحِشُ القُبحِ، مِثلُ الكَذِبِ على اللهِ ورسولِه، أو على القرآنِ، ومِثلُ قَذفِ المحصَنةِ، وغيرِ ذلك ممَّا يفحُشُ قُبحهُ، وأصلُه في العربيَّةِ الصَّرفُ، وتُسَمَّى الرِّياحُ المُؤتَفِكاتِ؛ لأنَّها تقلِبُ الأرضَ فتَصرِفُها عمَّا عُهِدَت عليه، وسُمِّيَت ديارُ قومِ لُوطٍ المؤتَفِكاتِ؛ لأنَّها قُلِبَت بهم .
الفَرْقُ بَيْنَ الخُلفِ والإخلافِ والكَذِبِ:
الخُلفُ والإخلافُ والكَذِبُ: لا يكادُ النَّاسُ يُفَرِّقون بَيْنَهما، والكَذِبُ فيما مضى، وهو أن تقولَ: فعَلْتُ كذا، ولم تفعَلْه، والخُلفُ والإخلافُ لِما يُستقبَلُ، وهو أن تقولَ: سأفعلُ كذا، ولا تفعَلُه، ويرشِدُ إليه قولُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إذا وعَد أخلَفَ)) ، وقولُه تعالى: وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ [المنافقون: 1] أي: فيما أخبروا به من إيمانِهم فيما مضى، وقولُه تعالى: فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ [إبراهيم: 47] أي: فيما وعدَهم بالنَّصرِ وإهلاكِ أعدائِهم في المُستقبَلِ .
الفَرْقُ بَيْنَ الكَذِبِ والمُحالِ:
(أنَّ المُحالَ ما أُحيلَ من الخَبَرِ عن حَقِّه حتى لا يَصِحَّ اعتقادُه، ويُعلَمَ بُطلانُه اضطِرارًا، مِثلُ قولِك: سأقومُ أمسِ، وشَرِبتُ غدًا، والجِسمُ أسوَدُ أبيَضُ في حالٍ واحدةٍ، والكَذِبُ هو الخبَرُ الذي يكونُ مُخبَرُه على خلافِ ما هو عليه، ويَصِحُّ اعتقادُ ذلك ويُعلَمُ بطلانُه استدلالًا، والمحالُ ليس بصِدقٍ ولا كَذِبٍ، ولا يقعُ الكَذِبُ إلَّا في الخبرِ، وقد يكونُ المُحالُ ليس بصِدقٍ ولا كَذِبٍ، ولا يقَعُ الكَذِبُ إلَّا في الخبرِ، وقد يكونُ المحالُ في صورةِ الخبرِ، مِثلُ قولِك: هو حَسَنٌ قبيحٌ من وجهٍ واحدٍ، وفي صورةِ الاستخبارِ، مِثلُ قولِك: أقدِمَ زيدٌ غدًا؟ وفي صورةِ التَّمنِّي، كقولِك: ليتني في هذا الحالِ بالبَصرةِ ومكَّةَ، وفي صورةِ الأمرِ، مِثلُ قولِك: اتَّقِ زيدًا أمسِ، وفي صورةِ النَّهيِ، كقولِك: لا تَلْقَ زيدًا في السَّنةِ الماضيةِ، ويقعُ في النِّداءِ، كقولِك: يا زيدُ بَكْر؛ على أن تجعَلَ زيدًا بَكرًا، وخِلافُ المحالِ المُستقيمُ، وخِلافُ الكَذِبِ الصِّدقُ) .
الفَرْقُ بَيْنَ الجَحدِ والكَذِبِ:
(أنَّ الكَذِبَ هو الخبرُ الذي لا مُخبَرَ له على ما هو به، والجَحدُ إنكارُك الشَّيءَ الظَّاهرَ، أو إنكارُك الشَّيءَ مع عِلمِك به؛ فليس الجَحدُ له إلَّا الإنكارَ الواقِعَ على هذا الوجهِ، والكَذِبُ يكونُ في إنكارٍ وغيرِ إنكارٍ) ، (فالجَحدُ نفيُ ما في القَلبِ ثباتُه، وإثباتُ ما في القلبِ نفيُه، وليس بمرادِفٍ للنَّفيِ من كُلِّ وجهٍ) .

ذم الكذب والنهي عنه
أ- من القُرآنِ الكريمِ

1- قال اللهُ تعالى: إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ [النحل: 105] . (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ على اللهِ وعلى رسولِه شِرارُ الخَلقِ، الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ من الكَفَرةِ والمُلحِدين المعروفين بالكَذِبِ عِندَ النَّاسِ) ، فالذين لا يؤمنون بآياتِ اللهِ هم المعتادون للكَذِبِ، وهو منحَصِرٌ فيهم، وفي هذا تحذيرٌ وزجرٌ من الوقوعِ في الكَذِبِ واختلاقِه؛ لأنَّ اللهَ سُبحانَه أخبر أنَّه إنما يفتري الكَذِبَ من لا يؤمِنُ، ومن اعتاد ذلك من المُسلِمين فإنَّه على خَطَرٍ .
2- وقال سُبحانَه: وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ [الجاثية: 7] . الوَيلُ: كَلِمةُ دُعاءٍ بالهلاكِ والعَذابِ ، وأَفَّاكٍ (أي: كذَّابٍ في مقالِه، أثيمٍ في فِعالِه. وأخبر أنَّ له عذابًا أليمًا، وأنَّ مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ [الجاثية: 10] تكفي في عقوبتِهم البليغةِ) ، فالمعنى: أنَّه مُلاقٍ جهنَّمَ بعد موتِه، فهي مِن بَعدِه، أي: بعدَ مفارقتِه الدُّنيا، فهي لمَّا كانت بعدَ حياتِه كانت وراءَه .
3- وقال عزَّ وجَلَّ: هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ [الشعراء: 221-223] . يقولُ اللهُ سُبحانَه: هل أخبركم بالذين تتنزَّلُ عليهم الشَّياطينُ؟ تتنَزَّلُ بكثرةٍ على كُلِّ كثيرِ الكَذِبِ في أقوالِه، كثيرِ الآثامِ في أفعالِه، يَسترِقُ هؤلاء الشَّياطينُ ما يسمعونَه في السَّماءِ، ثمَّ يُلقونَه إلى أوليائِهم من الكَهَنةِ، وأكثَرُ هؤلاء الكُهَّانِ كاذِبون فيما يخبِرون به ، كما يُبَيِّنُه حديثُ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: إنَّ نبيَّ اللهَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إذا قَضى اللهُ الأمرَ في السَّماءِ ضَرَبَتِ المَلائِكةُ بأجنِحَتِها خُضعانًا لقَولِه، كأنَّه سِلسِلةٌ على صَفْوانٍ، فإذا فُزِّعَ عَن قُلوبِهم قالوا: ماذا قال رَبُّكُم؟ قالوا للَّذي قال: الحَقُّ، وهوَ العَلِيُّ الكَبيرُ، فيَسمَعُها مُستَرِقُ السَّمعِ، ومُستَرِقُ السَّمعِ هَكَذا بَعضُه فوقَ بَعضٍ -ووَصفَ سُفيانُ بكَفِّه فحَرفَها، وبَدَّدَ بَينَ أصابِعِه- فيَسمَعُ الكَلِمةَ فيُلقيها إلى من تَحتَه، ثُمَّ يُلقيها الآخَرُ إلى من تَحتَه، حَتَّى يُلقِيَها على لسانِ السَّاحِرِ أوِ الكاهِنِ، فرُبَّما أدرَكَ الشِّهابُ قَبلَ أن يُلقِيَها، ورُبَّما ألقاها قَبلَ أن يُدرِكَه، فيَكذِبُ مَعَها مِائةَ كَذْبةٍ، فيُقالُ: ألَيسَ قد قال لنا يَومَ كذا: كذا وكذا؟! فيُصَدَّقُ بتِلكَ الكَلِمةِ الَّتي سَمِعَ مِنَ السَّماءِ)) .
4- وقال سُبحانَه: إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ * لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ * لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ [النور: 11 - 13] . يقولُ اللهُ تعالى: إنَّ الذين قذَفوا أمَّ المُؤمِنين عائشةَ كَذِبا وباطِلًا جماعةٌ منكم -أيُّها المُسلِمونَ- لا تحسَبوا قَذْفَهم لها شَرًّا لكم، بل هو خيرٌ لكم؛ لكُلِّ فَردٍ من أولئك القاذفين حَظُّه من العذابِ بقَدْرِ جُرمِه ، وقَولُه تعالى: لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ... فيه توبيخٌ وتعنيفٌ للذين سَمِعوا الإفكَ فلم يجِدُّوا في دفعِه وإنكارِه، واحتجاجٌ عليهم بما هو ظاهرٌ مكشوفٌ في الشَّرعِ من وجوبِ تكذيبِ القاذِفِ بغيرِ بيِّنةٍ، والتَّنكيلِ به إذا قذَف امرأةً محصَنةً من عُرْضِ نِساءِ المُسلِمين؛ فكيف بأمِّ المُؤمِنين الصِّدِّيقةِ بنتِ الصِّدِّيقِ، حُرمةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وحبيبةِ حَبيبِ اللهِ ؟! وصيغةُ الحصرِ في قولِه: فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ للمبالغةِ؛ كأنَّ كَذِبَهم لقُوَّتِه وشناعتِه لا يُعَدُّ غيرُهم من الكاذِبين كاذِبًا؛ فكأنَّهم انحصرت فيهم ماهيَّةُ الموصوفين بالكَذِبِ، والتَّقييدُ بقولِه: عِنْدَ اللَّهِ لزيادةِ تحقيقِ كَذِبِهم، أي: هو كَذِبٌ في عِلمِ اللهِ؛ فإنَّ عِلمَ اللهِ لا يكونُ إلَّا موافقًا لنفسِ الأمرِ، واسمُ الإشارةِ لزيادةِ تمييزِهم بهذه الصِّفةِ؛ ليَحذَرَ النَّاسُ أمثالَهم .
5 - وقال تعالى في وَصفِ المُنافِقين: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ [الحشر: 11-12] . قال السَّعديُّ في قولِه: وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ: (في هذا الوعدِ الذي غرُّوا به إخوانَهم، ولا يُستكثَرُ هذا عليهم؛ فإنَّ الكَذِبَ وصفُهم، والغُرورَ والخِداعَ مقارِنُهم، والنِّفاقَ والجُبنَ يَصحَبُهم؛ ولهذا كَذَّبَهم اللهُ بقولِه الذي وُجِد مُخبَرُه كما أخبَرَ اللهُ به، ووقع طِبقَ ما قال، فقال: لَئِنْ أُخْرِجُوا من ديارِهم جلاءً ونفيًا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ لمحبَّتِهم للأوطانِ، وعدَمِ صَبرِهم على القتالِ، وعدَمِ وفائِهم بوعدِهم) .

( يتبع )


 توقيع : البراء






نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس
قديم اليوم, 03:51 PM   #182


الصورة الرمزية البراء

 عضويتي » 968
 جيت فيذا » Feb 2024
 آخر حضور » اليوم (06:33 PM)
آبدآعاتي » 11,427
الاعجابات المتلقاة » 1341
 حاليآ في » الكويت
إهتماماتي  » الرياضة
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute
 آوسِمتي الذكرى الخامسة  


/ نقاط: 0

مطر من مداد  


/ نقاط: 0

الكاتب المميز  


/ نقاط: 0

البراء متواجد حالياً

افتراضي رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )



تابع – الكذب

ذم الكذب والنهي عنه
ب- من السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ

1- عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((آيةُ المُنافِقِ ثلاثٌ: إذا حدَّث كَذَب، وإذا وَعَد أخلَفَ، وإذا اؤتُمِن خان)) . المقصودُ من الحديثِ: أنَّ هذه الخِصالَ خِصالُ نِفاقٍ، وصاحِبُها شبيهٌ بالمُنافِقين في هذه الخِصالِ، ومتخَلِّقٌ بأخلاقِهم، لا أنَّه مُنافِقٌ نِفاقًا أكبَرَ يُظهِرُ الإسلامَ وهو يُبطِنُ الكُفرَ، بل هو نفاقٌ أصغَرُ عَمَليٌّ، وذَكَر من هذه الخِصالِ: أن يحَدِّثَ بحديثٍ لمن يصَدِّقُه به وهو كاذِبٌ له ، وفي هذا تنفيرٌ وتحذيرٌ من الوقوعِ في الكَذِبِ.
2- عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((... وإنَّ الكَذِبَ يهدي إلى الفُجورِ، وإنَّ الفُجورَ يهدي إلى النَّارِ، وإنَّ الرَّجُلَ ليَكذِبُ حتَّى يُكتَبَ كذَّابًا)) .
وفي روايةٍ: ((وما يزالُ الرَّجُلُ يكذِبُ ويتحَرَّى الكَذِبَ حتَّى يُكتَبَ عِندَ اللهِ كَذَّابًا)) .
فالنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أخبر أنَّ الكَذِبَ يوصِلُ إلى الفُجورِ، وهو الميلُ عن الاستقامةِ، وقيل: الانبعاثُ في المعاصي، وهذا فيه التَّحذيرُ من الكَذِبِ والتَّساهُلِ فيه؛ فإنَّه إذا تساهل فيه كَثُر منه فعُرِف به وكتبَه اللهُ لمبالغتِه كذَّابًا إن اعتاده، ومعنى يُكتَبُ هنا: يُحكَمُ له بذلك، ويستحِقُّ الوصفَ بصفةِ الكذَّابين وعقابَهم، والمرادُ إظهارُ ذلك للمخلوقين إمَّا بأن يكتُبَه في ذلك ليشتَهِرَ بحَظِّه من هذه الصِّفةِ في الملأِ الأعلى، وإمَّا بأن يُلقيَ ذلك في قلوبِ النَّاسِ وألسنَتِهم كما يوضَعُ له البغضاءُ، وإلَّا فقَدَرُ اللهِ تعالى وكتابُه السَّابِقُ قد سبَق بكُلِّ ذلك. واللهُ أعلمُ .
3- عن سَمُرةَ بنِ جُندَبٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((رأيتُ رجُلَين أتياني قالا: الذي رأيتَه يُشَقُّ شِدقُه، فكذَّابٌ يَكذِبُ بالكَذبةِ تُحمَلُ عنه حتى تبلُغَ الآفاقَ، فيُصنَعُ به إلى يومِ القيامةِ)) .
قولُه: ((يُشَقُّ شِدقُه)): أي: يُقطَعُ طَرَفُ فمِه إلى قفاه، قولُه: ((فكذَّابٌ))، أي: فهو كثيرُ الكَذِبِ ((يحَدِّثُ بالكَذبةِ فتُحمَلُ عنه)): أي: فتُروى وتُنقَل تلك الكَذْبةُ عنه ((حتَّى تبلُغَ الآفاقَ)) أي: حتى تُنشَرَ في أطرافِ الأرضِ . وإنَّما استحقَّ التَّعذيبَ لِما ينشأُ عن تلك الكَذبةِ من المفاسِدِ، وهو فيها مختارٌ غيرُ مُكرَهٍ ولا مُلجَأٍ .
3- وعن ثابتِ بنِ الضَّحَّاكِ رَضِيَ اللهُ عنه، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((من حلَف بمِلَّةٍ غيرِ الإسلامِ كاذِبًا متعَمِّدًا فهو كما قال)) .
(ومعنى الحديثِ النَّهيُ عن الحَلِفِ بما حَلَف به من ذلك، والزَّجرُ عنه، وتقديرُ الكلامِ: من حلَف بملَّةٍ غيرِ الإسلامِ كاذِبًا متعَمِّدًا، فهو كما قال، يعنى فهو كاذبٌ حقًّا؛ لأنَّه حين حلَف بذلك ظنَّ أنَّ إثمَ الكَذِبِ واسمَه ساقطان عنه؛ لاعتقادِه أنَّه لا حُرمةَ لِما حلَف به، لكن لَمَّا تعمَّد تَرْكَ الصِّدقِ في يمينِه، وعدَل عن الحقِّ في ذلك، لَزِمه اسمُ الكَذِبِ، وإثمُ الحَلِفِ، فهو كاذبٌ كَذْبتينِ: كاذِبٌ بإظهارِ تعظيمِ ما يعتَقِدُ خلافَه، وكاذِبٌ بنفيِه ما يَعلَمُ إثباتَه، أو بإثباتِ ما يَعلَمُ نَفيَه. فإن ظَنَّ ظانٌّ أنَّ في هذا الحديثِ دليلًا على إباحةِ الحَلِفِ بملَّةٍ غيرِ الإسلامِ صادِقًا، لاشتراطِه في الحديثِ أن يحلِفَ به كاذبًا، قيل له: ليس كما توهَّمتَ؛ لورودِ نهيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن الحَلِفِ بغيرِ اللهِ نهيًا مُطلَقًا ، فاستوى في ذلك الكاذِبُ والصَّادِقُ، وفي النَّهيِ عنه) .
4- وعن أبي محمَّدٍ الحَسَنِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: ((حَفِظتُ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: دَعْ ما يَريبُك إلى ما لا يَريبُك؛ فإنَّ الصِّدقَ طُمَأنينةٌ، وإنَّ الكَذِبَ رِيبةٌ)) . قال ابنُ رجبٍ: (يشيرُ إلى أنَّه لا ينبغي الاعتمادُ على قولِ كُلِّ قائلٍ، كما قال في حديثِ وابصةَ: "وإنْ أفتاك النَّاس وأفتَوك" ، وإنما يعتَمَدُ على قولِ من يقولُ الصِّدقَ، وعلامةُ الصِّدقِ أنَّه تطمَئِنُّ به القلوبُ، وعلامةُ الكَذِبِ أنَّه تحصُلُ به الرِّيبةُ، فلا تسكُنُ القلوبُ إليه، بل تنفِرُ منه.
ومن هنا كان العُقلاءُ في عهدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا سمِعوا كلامَه وما يدعو إليه عرَفوا أنَّه صادِقٌ، وأنَّه جاء بالحَقِّ، وإذا سَمِعوا كلامَ مُسيلِمةَ عرَفوا أنَّه كاذِبٌ، وأنَّه جاء بالباطِلِ) .
5- عن أبي ذرٍّ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((ثلاثةٌ لا يُكَلِّمُهم اللهُ يومَ القيامةِ، ولا ينظُرُ إليهم ولا يُزَكِّيهم ولهم عذابٌ أليمٌ. قال: فقرأها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثلاثَ مرارٍ، قال أبو ذرٍّ: خابوا وخَسِروا! من هم يا رسولَ اللهِ؟ قال: المُسبِلُ، والمنَّانُ، والمُنَفِّقُ سِلعتَه بالحَلِفِ الكاذِبِ)) .
قولُه: ((والمُنَفِّقُ سِلعتَه بالحَلِفِ الكاذِبِ)) أي: الذي يرَوِّجُ متاعَه بالحَلِفِ الكاذِبِ، مثلُ أن يقولَ البائِعُ للمُشتري: اشتريتُ هذا بمئةِ دينارٍ واللهِ، ولم يشتَرِها بمئةٍ، بل بأقَلَّ من مئةٍ .
6- وعن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((ثلاثةٌ لا يَنظُرُ اللهُ إليهم يومَ القيامةِ ولا يُزَكِّيهم ولهم عذابٌ أليمٌ... وفيه: ورجلٌ أقام سِلعتَه بعد العَصرِ فقال: واللهِ الذي لا إلهَ غيرُه لقد أُعطيتُ بها كذا وكذا، فصَدَّقه رجلٌ، ثمَّ قرأ هذه الآيةَ: إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا [آل عمران: 77] )) .
7- وعن عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو رَضِيَ اللهُ عنهما قال: ((جاءَ أعرابِيٌّ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: يا رَسولَ اللَّهِ، ما الكَبائِرُ؟ قالَ: الإشراكُ باللَّهِ. قلَ: ثُمَّ ماذا؟ قال: ثُمَّ عُقوقُ الوالِدَينِ. قال: ثُمَّ ماذا؟ قال: اليَمينُ الغَموسُ. قُلتُ: وما اليَمينُ الغَموسُ؟ قال: الذي يَقتَطِعُ مالَ امرِئٍ مُسلِمٍ هو فيها كاذِبٌ)) .

ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ
- عن أبي بَكرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عنه قال: (إيَّاكم والكَذِبَ؛ فإنَّ الكَذِبَ مجانِبُ الإيمانِ) .
- قال عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه: (لأن يضَعَني الصِّدقُ -وقلَّما يفعَلُ- أحبُّ إليَّ من أن يرفَعَني الكَذِبُ، وقلَّما يفعَلُ) .
- وقال عُمَرُ أيضًا: (لا يجِدُ عبدٌ حقيقةَ الإيمانِ حتى يدَعَ المِراءَ وهو محِقٌّ، ويدَعَ الكَذِبَ في المُزاحِ، وهو يرى أنَّه لو شاء لغَلَب) .
- وعن عُمَرَ بنِ الخطَّابِ قال: (بحَسْبِ المرءِ من الكَذِبِ أن يحَدِّثَ بكُلِّ ما سَمِع) .
وفيه الزَّجرُ عن التَّحديثِ بكُلِّ ما سمِع الإنسانُ؛ فإنَّه يسمَعُ في العادةِ الصِّدقَ والكَذِبَ، فإذا حدَّث بكلِّ ما سمِع فقد كَذَب لإخبارِه بما لم يكُنْ .
- وقال عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه ضِمنَ حديثٍ طويلٍ: (أعظَمُ الخطايا الكَذِبُ) .
- ورُويَ عنه أيضًا أنَّه قال: (الكَذِبُ لا يصلُحُ منه جِدٌّ ولا هَزلٌ) .
- وكان ابنُ عبَّاسٍ يقولُ: (الكَذِبُ فُجورٌ، والنَّميمةُ سِحرٌ، فمن كَذَب فقد فَجَر، ومن نمَّ فقد سَحَر) .
- وقال عُمَرُ بنُ عبدِ العزيزِ: (ما كَذَبتُ منذُ عَلِمتُ أنَّ الكَذِبَ يَشينُ صاحِبَه) .
- وقال الأحنَفُ: (ما خان شريفٌ، ولا كَذَب عاقِلٌ، ولا اغتاب مُؤمِنٌ. وكانوا يحلِفون فيَحنَثون، ويقولون فلا يَكذِبون) .
- وقال أيضًا: (اثنانِ لا يجتَمِعانِ أبدًا: الكَذِبُ والمروءةُ) .
- وقال ميمونُ بنُ ميمونٍ: (مَن عُرِف بالصِّدقِ جاز كَذِبُه، ومن عُرِف بالكَذِبِ لم يجُزْ صِدقُه) .
- وقال الأحنَفُ لابنِه: (مِن دناءةِ الكَذِبِ أنَّ الكاذِبَ لا يُقبَلُ قولُه في صديقِه ولا عَدُوِّه) .
- و(قال سليمانُ بنُ سعدٍ: لو صحِبني رجلٌ فقال: اشترِطْ خصلةً واحدةً لا تزيدُ عليها، لقلْتُ لا تَكْذِبْني...) .
- وقال الماوَرديُّ: (الكَذِبُ جِماعُ كُلِّ شَرٍّ، وأصلُ كُلِّ ذمٍّ لسُوءِ عواقبِه، وخُبثِ نتائجِه؛ لأنَّه يُنتِجُ النَّميمةَ، والنَّميمةُ تُنتِجُ البغضاءَ، والبغضاءُ تَؤولُ إلى العداوةِ، وليس مع العداوةِ أمنٌ ولا راحةٌ؛ ولذلك قيل: من قَلَّ صِدقُه قَلَّ صديقُه) .
- وقال ابنُ القَيِّمِ: (إيَّاك والكَذِبَ؛ فإنَّه يُفسِدُ عليك تصوُّرَ المعلوماتِ على ما هي عليه، ويفسِدُ عليك تصويرَها وتعليمَها للنَّاسِ) .

آثارُ الكَذِبِ
1- الكَذِبُ يَذهَبُ بالمروءةِ.
2- الكَذِبُ يُعَرِّضُ صاحِبَه للإهانةِ والاحتقارِ وضَياعِ الهَيبةِ.
3- (الكاذِبُ يُصَوِّرُ المعدومَ موجودًا، والموجودَ معدومًا، والحَقَّ باطلًا، والباطِلَ حَقًّا، والخيرَ شَرًّا، والشَّرَّ خيرًا؛ فيَفسُدُ عليه تصوُّرُه وعِلمُه عُقوبةً له، ثمَّ يُصَوَّرُ ذلك في نَفسِ المخاطَبِ) .
4- الكَذِبُ يهدي إلى الفُجورِ.
5- الكذَّابُ لا تَسكُنُ القلوبُ إليه، بل تَنفِرُ منه.
6- الكذَّابُ لا يُفلِحُ أبدًا.
7- الكَذِبُ من علاماتِ النِّفاقِ.
8- الكَذِبُ يمحَقُ البركةَ، ويَنقُصُ الرِّزقَ، كما قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (البَيِّعانِ بالخيارِ ما لم يتفَرَّقا، فإن صَدَقا وبيَّنَا بورِكَ لهما في بيعِهما، وإن كتَمَا وكذَبَا مُحِقَت بركةُ بيعِهما) .
9- الكَذِبُ يَحرِمُ صاحِبَه هدايةَ اللهِ تعالى وتوفيقَه، كما قال اللهُ تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ [غافر: 28] .
10- الكَذِبُ سَبَبٌ لحُلولِ اللَّعنةِ على صاحِبِه، فتكونُ النَّتيجةُ بذلك الطَّردَ من رحمةِ اللهِ عزَّ وجَلَّ، كما قال اللهُ تعالى: ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ على الْكَاذِبِينَ [آل عمران: 61] .
11- الكَذِبُ يؤدِّي إلى الفسادِ؛ قال الجاحِظُ: (الصِّدقُ والوفاءُ تَوءمانِ، والصَّبرُ والحِلمُ تَوءمانِ، فيهنَّ تمامُ كُلِّ دينٍ، وصلاحُ كُلِّ دُنيا، وأضدادُهنَّ سَبَبُ كُلِّ فُرقةٍ، وأصلُ كُلِّ فسادٍ) .

أقسامُ الكَذِبِ
الكَذِبُ إمَّا أن يكونَ اختراعًا لقِصَّةٍ لا أصلَ لها، أو زيادةً في القِصَّةِ أو نُقصانًا يُغَيِّرانِ المعنى، أو تحريفًا بتغييرِ عبارةٍ؛ فما كان اختراعًا يقالُ له: الافتراءُ والاختلاقُ، وما كان من زيادةٍ أو نقصانٍ فمَينٌ، وكلُّ من أورد كَذِبًا في غيرِه، فإمَّا أن يقولَه بحَضرةِ المقولِ فيه أو بغيرِ حضرتِه، وأعظَمُ الكَذِبِ ما كان اختراعًا بحضرةِ المقولِ فيه، وهو المعَبَّرُ عنه بالبُهتانِ .
وينقَسِمُ الكَذِبُ باعتبارِ القولِ والفِعلِ إلى عِدَّةِ أقسامٍ:
1- الكَذِبُ في الأقوالِ.
2- الكَذِبُ في الأفعالِ.
وينقَسِمُ الكَذِبُ بحسَبِ الأداءِ والمطابقةِ للواقِعِ لعِدَّةِ أنواعٍ على النَّحوِ الآتي:
(الكَذِبُ يرادُ به أمرانِ؛ أحَدُهما: الخبَرُ غيرُ المطابِقِ لمُخبَرِه، وهو نوعانِ: كَذِبٌ عَمدٌ، وكَذِبٌ خَطَأٌ، فكَذِبُ العَمدِ معروفٌ، وكَذِبُ الخَطَأِ... منه قولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم "كذَب من قالها" ، لمن قال: حَبِط عَمَلُ عامرٍ؛ حيث قَتَل نفسَه خطأً، ومنه قولُ عُبادةَ بنِ الصَّامِتِ: "كذَب أبو محمَّدٍ" ؛ حيث قال: الوِترُ واجِبٌ، فهذا كلُّه مِن كَذِبِ الخطأِ، ومعناه: أخطأَ قائِلُ ذلك.
والثَّاني من أقسامِ الكَذِبِ: الخبرُ الذي لا يجوزُ الإخبارُ به، وإن كان خبرُه مُطابقًا لمُخبَرِه، كخَبَرِ القاذِفِ المنفَرِدِ برؤيةِ الزِّنا، والإخبارِ به؛ فإنَّه كاذِبٌ في حُكمِ اللهِ وإن كان خبَرُه مطابقًا لمُخبَرِه؛ ولهذا قال تعالى: فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ [النور: 13] ، فحَكَم اللهُ في مِثلِ هذا أن يعاقَبَ عقوبةَ المُفتري الكاذِبِ وإن كان خبَرُه مطابقًا، وعلى هذا فلا تتحقَّقُ توبتُه حتى يعتَرِفَ بأنَّه كاذِبٌ عِندَ اللهِ، كما أخبَر اللهُ تعالى به عنه، فإذا لم يعترِفْ بأنَّه كاذِبٌ وجعَلَه اللهُ كاذبًا، فأيُّ توبةٍ له؟ وهل هذا إلَّا محضُ الإصرارِ والمجاهَرةِ بمخالفةِ حُكمِ اللهِ الذي حكَم به عليه ؟

( يتبع )


 توقيع : البراء






نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس
قديم اليوم, 03:57 PM   #183


الصورة الرمزية البراء

 عضويتي » 968
 جيت فيذا » Feb 2024
 آخر حضور » اليوم (06:33 PM)
آبدآعاتي » 11,427
الاعجابات المتلقاة » 1341
 حاليآ في » الكويت
إهتماماتي  » الرياضة
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute
 آوسِمتي الذكرى الخامسة  


/ نقاط: 0

مطر من مداد  


/ نقاط: 0

الكاتب المميز  


/ نقاط: 0

البراء متواجد حالياً

افتراضي رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )



تابع - الكذب

صُوَرُ الكَذِبِ ومَظاهِرُه

للكَذِبِ صُوَرٌ ومظاهِرُ كثيرةٌ؛ منها:
1- الكَذِبُ على اللهِ تعالى ورسولِه:
وهذا أعظَمُ أنواعِ الكَذِبِ، (والكَذِبُ على اللهِ نوعانِ:
النَّوعُ الأوَّلُ: أن يقولَ: قال اللهُ كذا، وهو يَكذِبُ.
والنَّوعُ الثَّاني: أن يُفَسِّرَ كلامَ اللهِ بغيرِ ما أراد اللهُ؛ لأنَّ المقصودَ من الكلامِ معناه، فإذا قال: أراد اللهُ بكذا كذا وكذا، فهو كاذِبٌ على اللهِ، شاهِدٌ على اللهِ بما لم يُرِدْه اللهُ عزَّ وجَلَّ، لكِنَّ الثَّانيَ إذا كان عن اجتهادٍ وأخطأَ في تفسيرِ الآيةِ، فإنَّ اللهَ تعالى يعفو عنه؛ لأنَّ اللهَ قال: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [الحج: 78] وقال: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة: 286] ، وأمَّا إذا تعمَّد أن يفسِّرَ كلامَ اللهِ بغيرِ ما أراد اللهُ، اتِّباعًا لهواه أو إرضاءً لمصالحَ أو ما أشبه ذلك، فإنَّه كاذِبٌ على اللهِ عزَّ وجَلَّ) .
- وقال تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ [الأنعام: 93] . (يقولُ تعالى: لا أحَدَ أعظَمُ ظُلمًا ولا أكبَرُ جُرمًا ممن كَذَب على اللهِ، بأن نسَب إلى اللهِ قولًا أو حُكمًا، وهو تعالى بريءٌ منه، وإنما كان هذا أظلَمَ الخلقِ؛ لأنَّ فيه من الكَذِبِ وتغييرِ الأديانِ أُصولِها وفروعِها ونسبةِ ذلك إلى اللهِ- ما هو من أكبَرِ المفاسِدِ.
ويدخُلُ في ذلك ادِّعاءُ النُّبُوَّةِ، وأنَّ اللهَ يوحي إليه، وهو كاذِبٌ في ذلك؛ فإنَّه -مع كَذِبِه على اللهِ، وجرأتِه على عظمتِه وسُلطانِه يوجِبُ على الخَلقِ أن يتَّبِعوه، ويجاهِدُهم على ذلك، ويستَحِلُّ دِماءَ من خالفه وأموالَهم.
ويدخُلُ في هذه الآيةِ كُلُّ من ادَّعى النُّبُوَّةَ، كمُسَيلِمةِ الكذَّابِ، والأسوَدِ العَنسيِّ، والمختارِ، وغيرِهم ممن اتَّصف بهذا الوصفِ) . وقد بدأت الآيةُ أوَّلًا بالعامِّ، وهو افتراءُ الكَذِبِ على اللهِ، وهو أعمُّ من أن يكونَ ذلك الافتراءُ بادِّعاءِ وَحيٍ أو غيرِه، ثمَّ ثانيًا بالخاصِّ، وهو افتراءٌ منسوبٌ إلى وحيٍ من اللهِ تعالى، وهذا فيه تنبيهٌ على مزيدِ العقابِ فيه والإثمِ، وقد أخبَرنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم محذِّرًا ممَّن يدَّعون الدَّجَلَ والنُّبُوَّةَ بالكَذِبِ، فقال: ((لا تقومُ السَّاعةُ حتى يُبعَثَ دجَّالون كذَّابون قريبًا من ثلاثين، كُلُّهم يزعُمُ أنَّه رسولُ اللهِ)) .
وقال الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم "من كَذَب عَلَيَّ متعَمِّدًا فليتبوَّأْ مَقعَدَه من النَّارِ" . وذلك لأنَّ الكَذِبَ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ليس مِثلَ الكَذِبِ على أحدٍ غيرِه؛ لأنَّ كلامَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تشريعٌ، وكلامَ غيرِه ليس كذلك؛ فالكَذِبُ عليه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أعظَمُ مَضرَّةً، وأوقَعُ فسادًا في نفوسِ المُسلِمين، وهو أشدُّ في الإثمِ من الكَذِبِ على غيرِه) .
وقال: ((من حدَّث عنِّي حديثًا وهو يُرى أنَّه كَذِبٌ، فهو أحدُ الكاذِبين)) .
وكفى بهذه الجملةِ وعيدًا شديدًا في حقِّ من روى الحديثَ فيظُنُّ أنَّه كَذِبٌ فضلًا عن أن يتحقَّقَ ذلك ولا يُبَيِّنَه؛ لأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جعَل المحَدِّثَ بذلك مشاركًا لكاذبِه في وضعِه .
(وأكثرُ النَّاسِ كَذِبًا على رسولِ اللهِ هم الرَّافضةُ الشِّيعةُ، فإنَّه لا يوجَدُ في طوائِفِ أهلِ البِدَعِ أحدٌ أكثَرُ منهم كَذِبًا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، كما نصَّ على هذا عُلَماءُ مُصطلَحِ الحديثِ رحمهم اللهُ، لمَّا تكلَّموا على الحديثِ الموضوعِ قالوا: إنَّ أكثرَ من يكذِبُ على الرَّسولِ هم الرَّافضةُ الشَّيعةُ، وهذا شيءٌ مشاهَدٌ ومعروفٌ لمن تتَّبع كُتُبَهم) .
2- الكَذِبُ على النَّاسِ بادِّعاءِ الإيمانِ:
وهو (كذِبٌ يظهِرُ الإنسانُ فيه أنَّه من أهلِ الخيرِ والصَّلاحِ، والتُّقى والإيمانِ، وهو ليس كذلك، بل هو من أهل الكُفرِ والطُّغيانِ -والعياذُ باللهِ- فهذا هو النِّفاقُ، النِّفاقُ الأكبَرُ. الذين قال اللهُ فيهم: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ [البقرة: 8] ، لكِنَّهم يقولون بألسنتِهم، ويحلِفون على الكَذِبِ وهم يعلمون، وشواهِدُ ذلك في القرآنِ والسُّنَّةِ كثيرةٌ؛ إنَّهم -أعني المُنافِقين أهلَ الكَذِبِ- يَكذِبون على النَّاسِ في دعوى الإيمانِ، وهم كاذبون، وانظُرْ إلى قولِ اللهِ تعالى في سورة "المُنافِقون"؛ حيث صدَّر هذه السُّورةَ ببيانِ كَذِبهم؛ حيثُ قال تعالى: إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ [المُنافِقون: 1] أكَّدوا هذه الجُملةَ بثلاثةِ مُؤَكِّداتٍ: "نشهد" "إنَّ" "اللَّام"، يؤكِّدون أنَّهم يشهَدون أنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ، فقال اللهُ تعالى: وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ المُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ [المُنافِقون: 1] في قولِهم: نشهَدُ إنَّك لرسولُ اللهِ هذا أيضًا من أنواعِ الكَذِبِ، وهو أشدُّ أنواعِ الكَذِبِ على النَّاسِ؛ لأنَّ فاعِلَه -والعياذُ باللهِ- مُنافِقٌ) .
3- الكَذِبُ في الحديثِ بَيْنَ النَّاسِ:
(الكَذِبُ في الحديثِ الجاري بَيْنَ النَّاسِ؛ يقولُ: قُلتُ لفُلانٍ كذا. وهو لم يَقُلْه. قال فلانٌ كذا. وهو لم يَقُلْه. جاء فلانٌ. وهو لم يأتِ، وهكذا، هذا أيضًا محرَّمٌ ومن علاماتِ النِّفاقِ، كما قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "آيةُ المُنافِقِ ثلاثٌ: إذا حدَّث كَذَب" ...) .
4- الكَذِبُ لإضحاكِ النَّاسِ:
رُوِيَ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: ((وَيلٌ للذي يحدِّثُ بالحديثِ؛ ليضحِكَ به القومَ، فيَكذِبُ، وَيلٌ له، وَيلٌ له!)) .
قال المُناويُّ: (كرَّره إيذانًا بشِدَّةِ هَلَكتِه؛ وذلك لأنَّ الكَذِبَ وَحدَه رأسُ كُلِّ مذمومٍ، وجِماعُ كُلِّ فضيحةٍ، فإذا انضَمَّ إليه استجلابُ الضَّحِكِ الذي يميتُ القَلبَ، ويجلِبُ النِّسيانَ، ويورِثُ الرُّعونةَ، كان أقبَحَ القبائِحِ؛ ومِن ثَمَّ قال الحُكَماءُ: إيرادُ المُضحِكاتِ على سَبيلِ السُّخْفِ نهايةُ القباحةِ) .
وقال ابنُ عُثَيمين: (وهذا يفعَلُه بعضُ النَّاسِ ويُسمُّونها النُّكَتَ، يتكَلَّمُ بكلامٍ كَذِبٍ، ولكِنْ من أجلِ أن يُضحِكَ النَّاسَ، هذا غَلَطٌ، تكلَّمْ بكلامٍ مُباحٍ من أجلِ أن تُدخِلَ السُّرورَ على قلوبِهم، وأمَّا الكلامُ الكَذِبُ فهو حرامٌ) .
(والحِكمةُ من هذا المنعِ أنَّه يجُرُّ إلى وضعِ أكاذيبَ مُلفَّقةٍ على أشخاصٍ مُعَيَّنين، يؤذيهم الحديثُ عنهم، كما أنَّه يعطي ملَكةَ التَّدرُّبِ على اصطِناعِ الكَذِبِ وإشاعتِه، فيختَلِطُ في المجتَمَعِ الحَقُّ بالباطِلِ، والباطِلُ بالحقِّ) .
5- المبالغةُ في الإطراءِ والمدحِ:
(تمدُّحُ النَّاسِ مَدرَجةٌ إلى الكَذِبِ، والمُسلِمُ يجِبُ أن يحاذِرَ حينما يُثني على غيرِه، فلا يَذكُرُ إلَّا ما يَعلَمُ من خيرٍ، ولا يجنَحُ إلى المبالغةِ في تضخيمِ المحامِدِ، وطَيِّ المثالِبِ، ومهما كان الممدوحُ جديرًا بالثَّناءِ فإنَّ المبالغةَ في إطرائِه ضَربٌ من الكَذِبِ المحرَّمِ) .
فعن المقدادِ رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((أمرَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن نحثِيَ في وجوهِ المدَّاحين التُّرابَ)) .
قال النَّوويُّ: (اعلَمْ أنَّ مدحَ الإنسانِ والثَّناءَ عليه بجميلِ صِفاتِه قد يكونُ في حضورِ الممدوحِ، وقد يكونُ بغيرِ حُضورِه؛ فأمَّا الذي في غيرِ حُضورِه فلا مَنْعَ منه إلَّا أن يجازِفَ المادِحُ، ويدخُلَ في الكَذِبِ، فيَحرُمَ عليه بسَبَبِ الكَذِبِ لا لكونِه مدحًا، ويُستحَبُّ هذا المدحُ الذي لا كَذِبَ فيه إذا ترتَّب عليه مصلحةٌ، ولم يجُرَّ إلى مفسدةٍ، بأن يبلُغَ الممدوحَ فيُفتَتَنَ به، أو غيرِ ذلك) .
6- كَذِبُ التَّاجِرِ في بيانِ سِلعتِه:
عن عبدِ اللهِ بنِ أبي أوفى رَضِيَ اللهُ عنهما: (أنَّ رجُلًا أقام سِلعةً في السُّوقِ فحَلَف فيها لقد أعطى بها ما لم يُعْطِه؛ ليوقِعَ فيها رجلًا من المُسلِمين، فنزلت: إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا [آل عمران: 77] ) .
وقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((ثلاثةٌ لا يُكَلِّمُهم اللهُ يومَ القيامةِ، ولا ينظُرُ إليهم: رجُلٌ حَلَف على سلعةٍ لقد أعطَى بها أكثَرَ ممَّا أعطَى وهو كاذبٌ، ورجُلٌ حَلَف على يمينٍ كاذبةٍ بعد العصرِ ليقتَطِعَ بها مالَ رجلٍ مُسلِمٍ...)) . فهذا بائعٌ حلَف كَذِبًا أنَّه اشترى سِلعةً بأكثَرَ من الثَّمَنِ الذي اشتراها به حقيقةً، ويريدُ أن يبيعَها به، فصدَّقه المشتري من أجلِ تلك اليمينِ، وهو كاذِبٌ فيها، والثَّاني: رجُلٌ حلَف كَذِبًا يدَّعي بذلك شيئًا من مالِ أخيه بغيرِ حَقٍّ، فيحلِفُ ليأخُذَ مالَ غيرِه الذي لا يحِلُّ له .
7- الكَذِبُ على الأولادِ:
فكثيرًا ما يكذِبُ الوالِدانِ على أولادِهما الصِّغارِ؛ رَغبةً في التَّخلُّصِ منهم، أو تخويفًا لهم؛ كي يكفُّوا عن العَبَثِ واللَّعِبِ، أو حَفزًا لهم كي يجِدُّوا في أمرٍ ما، أو غيرَ ذلك .
8- شهادةُ الزُّورِ:
(الحَيفُ في الشَّهادةِ من أشنَعِ الكَذِبِ؛ فالمُسلِمُ لا يبالي إذا قام بشهادةٍ ما أن يقَرِّرَ الحَقَّ، ولو على أدنى النَّاسِ منه وأحَبِّهم إليه، لا تميلُ به قرابةٌ ولا عصبيَّةٌ، ولا تُزيغُه رغبةٌ أو رهبةٌ.
وتزكيةُ المُرَشَّحين لمجالِسِ الشُّورى أو المناصِبِ العامَّةِ نوعٌ من أنواعِ الشَّهادةِ، فمَن انتخَب المغموطَ في كفايتِه وأمانتِه، فقد كَذَب وزَوَّر، ولم يقُمْ بالقِسطِ) .
فعن أبي بَكرةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((ألا أنبِّئُكم بأكبَرِ الكبائِرِ؟ ثلاثًا. قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ. قال: الإشراكُ باللهِ، وعُقوقُ الوالِدَين. وجلس وكان متَّكِئًا فقال: ألا وقولُ الزُّورِ. قال: فما زال يكَرِّرُها حتى قُلنا: ليته سكَت)) . والزُّورُ: هو الباطِلُ، ويشمَلُ الكَذِبَ في القولِ والشَّهاداتِ وغيرِها، وقد كرَّر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم التَّحذيرَ من قولِ الزُّورِ تنبيهًا على استقباحِه، وكرَّره دونَ الأوَّلينِ؛ لأنَّ النَّاسَ يهونُ عليهم أمرُه، فيظنُّون أنَّه أقَلُّ من سابقِه، فهوَّل صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أمرَه ونفَّر عنه حين كرَّره، وقد حصَل في مبالغةِ النَّهيِ عنه ثلاثةُ أشياءَ: الجلوسُ وكان متَّكِئًا، واستفتاحُه بـ«ألَا» التي تفيدُ تنبيهَ المخاطَبِ، وإقبالُه على سماعِه، وتكريرُ ذِكِره .
9- المبالغةُ في المعاريضِ:
لا ريبَ أنَّ في المعاريضِ مندوحةً عن الكَذِبِ، ولكِنْ هناك من يبالغُ في المعاريضِ، ويتوسَّعُ فيها توسُّعًا يخرِجُه عن طَورِه، ويجعَلُه يُدخِلُ فيها ما ليس منها، فتجِدُه يقلِبُ الحقائقَ، وينالُ من الآخرين، ويُلَبِّسُ عليهم، ويحصلُ على مآربِه بالمراوغةِ والمخاتَلةِ؛ ممَّا يوقِعُه في الكَذِبِ، فتُفقَدُ الثِّقةُ به وبحديثِه .
10- الكَذِبُ في الأحلامِ:
عن ابنِ عبَّاسٍ، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((من تحلَّم بحُلمٍ لم يَرَهْ، كُلِّف أن يعقِدَ بَيْنَ شعيرَتينِ ولن يفعَلَ)) .
((من تحلَّم)) أي: من تكَلَّف الحِلمَ بأن يقولَ: حَلَمتُ بكذا وكذا، ولم يكُنْ حَلَم ولا رأى شيئًا. قولُه: ((كُلِّف)) المرادُ به نوعٌ من التَّعذيبِ .
فإن قُلتَ: الكَذِبُ في اليقَظةِ أكثَرُ ضَرَرًا لتعدِّيه إلى غيرِه ولتضَمُّنِه المفاسِدَ، فما وجهُ تعظيمِ الكاذِبِ في رؤياه بذلك؟ قُلتُ: هو لأنَّ الرُّؤيا جزءٌ من النُّبُوَّةِ، والكاذِبُ فيها كاذِبٌ على اللهِ، وهو أعظَمُ الفِرَى، وأولى بعظيمِ العُقوبةِ .
وعن ابنِ عُمَرَ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((مِن أفرَى الفِرَى أن يُرِيَ عينَيه ما لم تَرَ)) .
((أفرى)) أفعلُ تفضيلٍ، أي: أعظَمُ الكَذْباتِ، والفِرى: جَمعُ فِريةٍ، وهي الكَذْبةُ العظيمةُ التي يُتعَجَّبُ منها .
11- كَذِبُ الحُكَّامِ:
عن أبي هُرَيرةَ قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((ثلاثةٌ لا يُكَلِّمُهم اللهُ يومَ القيامةِ ولا يُزَكِّيهم -قال أبو معاويةَ: ولا ينظُرُ إليهم- ولهم عذابٌ أليمٌ: شيخٌ زانٍ، ومَلِكٌ كذَّابٌ، وعائِلٌ مُستكبِرٌ)) .
و(خصَّ هؤلاء الثَّلاثةَ بأليمِ العذابِ وعُقوبةِ الإبعادِ لالتزامِ كُلِّ واحدٍ منهم المعصيةَ التي ذُكِر، على بُعدِها منه، وعدَمِ ضَرورتِه إليها، وضَعفِ دواعيها عندَه، وإن كان لا يُعذَرُ أحَدٌ بذنبٍ، ولا في معصيتِه اللهَ تعالى، لكِنْ لَمَّا لم تدْعُهم إلى هذه المعاصي ضرائرُ مُزعِجةٌ، ولا دواعٍ مُعتادةٍ، ولا حملَتْهم عليها أسبابٌ لازمةٌ- أشبَهَ إقدامُهم عليها المعاندةَ والاستخفافَ بحَقِّ المعبودِ محضًا، وقَصْدَ معصيتِه لا لغيرِ معصيتِه...
فالإمامُ لا يخشى من أحَدٍ من رعيَّتِه، ولا يحتاجُ إلى مداهنتِه ومصانعتِه؛ إذ إنما يداهِنُ الإنسانُ ويصانِعُ بالكَذِبِ وشِبهِه من يحذَرُه ويخشى معاقبتَه، أو أذاه ومعاتبتَه، أو يَطلُبُ عنده بذلك منزلةً أو منفعةً، فهو غَنيٌّ عن الكَذِبِ جُملةً) .
12- الكَذِبُ السِّياسيُّ:
الكَذِبُ الذي يقومُ على القاعدةِ الميكافيليَّةِ التي تقولُ: (إنَّ الغايةَ تُبَرِّرُ الوسيلةَ) أو (الغايةُ تُسَوِّغُ الواسِطةَ). وهذه القاعدةُ يأخذُ بها غالبيَّةُ السِّياسيِّين .
13- الكَذِبُ الإعلاميُّ وعلى الإنترنتِ ووسائِلِ التَّواصُلِ الاجتماعيِّ:
وهذا من أخطَرِ مظاهِرِ الكَذِبِ التي استُحدِثَت في عصرِنا؛ حيث انتشرت هذه الوسائلُ الإعلاميَّةُ بَيْنَ جميعِ شُعوبِ العالمِ وبينَ مختَلِفِ النَّاسِ الأطفالِ والشَّبابِ والكُهولِ والمُسِنِّين، وأصبح لهذه الوسائلِ الإعلاميَّةِ من التَّأثيرِ الشَّيءُ العظيمُ بل والخطيرُ، خاصَّةً مع سرعةِ الوصولِ إلى أعدادٍ كبيرةٍ في وقتٍ وجيزٍ؛ لذا كان لا بُدَّ من بيانِ بعضِ مظاهِرِ الكَذِبِ عَبْرَ هذه الوسائِلِ لتجَنُّبِها والحَذَرِ منها:
- إنشاءُ حِساباتٍ وهميَّةٍ على مواقعِ الإنترنتِ ووسائِلِ التَّواصُلِ، واستعمالُ أسماءٍ مُستعارةٍ غيرِ حقيقيَّةٍ، أو استعمالُ صُوَرٍ مُستعارةٍ ليست لصاحِبِ الحسابِ الحقيقيِّ.
- المسارعةُ إلى إذاعةِ المنشوراتِ والأخبارِ بكُلِّ أنواعِها، ونشرِها على مواقعِ الإنترنتِ ووسائِلِ التَّواصُلِ، دونَ تثبُّتٍ ولا تحقُّقٍ من صحَّتِها أو مراعاةٍ للعواقِبِ التي تترتَّبُ على نشرِها.
- نَقلُ الأخبارِ الكاذبةِ والشَّائعاتِ عن الأحوالِ العامَّةِ للبُلدانِ والدُّوَلِ، أو عن الشَّخصيَّاتِ العامَّةِ والمشاهيرِ.
- الدَّجَلُ الإعلاميُّ: الذي يقلِبُ الحقائقَ، ويُلَبِّسُ على النَّاسِ بزُخرُفِ القولِ، فيرفَعُ السِّفلةَ الأقزامَ، ويضَعُ السَّادةَ الأعلامَ، ويُغري بالرَّذيلةِ ويحَسِّنُها لتنتشِرَ، ويُزري بالفضيلةِ وينتَقِصُها لتَنزويَ.
- الكَذِبُ الإعلاميُّ وعلى وسائِلِ التَّواصُلِ الاجتماعيِّ، وممارَسةُ الكِهانةِ، وادِّعاءُ مَعرفةِ الغَيبِ تحتَ مسميَّاتِ: الطَّالعِ، والنُّجومِ، وقراءةِ الأبراجِ، وحَظُّك اليومَ، والتَّوقُّعاتِ والتَّنبُّؤاتِ، إلى غيرِ ذلك.
- ومن مظاهرِ الكَذِبِ الذي يُنشَرُ على الوسائِلِ الإعلاميَّةِ من القنَواتِ الفضائيَّةِ والإنترنتِ: ما يقومُ به من يتقدَّمون لترشيحِ أنفُسِهم للأعمالِ والمناصِبِ العامَّةِ من استخدامِ الكَذِبِ والخِداعِ، وتخديرِ النَّاسِ بالأمانيِّ الباطلةِ، والوعودِ المعسولةِ الكاذبةِ، وما إن يحرِزُ هَدَفَه ويَصِلُ إلى مبتغاه حتى يتنكَّرَ لِمن أيَّده، ويَقلِبَ لهم ظَهرَ المجَنِّ، وتتبخَّرَ الأمانيُّ والوعودُ، ويَظهَرَ كَذِبُه .

( يتبع )


 توقيع : البراء






نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس
قديم اليوم, 04:01 PM   #184


الصورة الرمزية البراء

 عضويتي » 968
 جيت فيذا » Feb 2024
 آخر حضور » اليوم (06:33 PM)
آبدآعاتي » 11,427
الاعجابات المتلقاة » 1341
 حاليآ في » الكويت
إهتماماتي  » الرياضة
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute
 آوسِمتي الذكرى الخامسة  


/ نقاط: 0

مطر من مداد  


/ نقاط: 0

الكاتب المميز  


/ نقاط: 0

البراء متواجد حالياً

افتراضي رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )



تابع – الكذب

أسبابُ الوُقوعِ في الكَذِبِ

(دوافعُ الكَذِبِ كثيرةٌ؛ منها الخوفُ من النَّقدِ، والخوفُ من العقابِ أو العتابِ، ومنها إيثارُ المصلحةِ العاجلةِ، ومنها قِلَّةُ مراقبةِ اللهِ والخوفِ منه، ومنها اعتيادُ الكَذِبِ وإلفُه، ومنها البيئةُ والمجتَمَعُ، ومنها سوءُ التَّربيةِ، إلى غيرِ ذلك من دوافعِ الكَذِبِ) .
قال الماوَرديُّ: (وأمَّا دواعي الكَذِبِ فمنها:
- اجتِلابُ النَّفعِ واستِدفاعُ الضُّرِّ، فيَرَى أنَّ الكَذِبَ أسلَمُ وأغنَمُ، فيُرَخِّصُ لِنَفسِه فيه اغتِرارًا بالخُدَعِ، واستِشفافًا لِلطَّمَعِ. ورُبَّما كان الكَذِبُ أبعَدَ لِما يُؤَمِّلُ وأقرَبَ لِما يَخافُ؛ لأنَّ القَبيحَ لا يكونُ حَسَنًا والشَّرَّ لا يَصيرُ خَيرًا. وليس يُجنَى مِن الشَّوكِ العِنَبُ، ولا مِن الكَرَمِ الحَنظَلُ...
- ومنها: أن يُؤثِرَ أن يَكونَ حَديثُه مُستَعذَبًا، وكَلامُه مُستَظرَفًا، فلا يَجِدُ صِدقًا يَعذُبُ، ولا حَديثًا يُستَظرَفُ؛ فيَستَحلي الكَذِبَ الذي ليست غَرائِبُه مُعوِزةً، ولا ظَرائِفُه مُعجِزةً.
وهذا النَّوعُ أسوأُ حالًا ممَّا قبلُ؛ لأنَّه يصدُرُ عن مهانةِ النَّفسِ، ودناءةِ الهِمَّةِ.
وقد قال الجاحِظُ: لم يكذِبْ أحَدٌ قَطُّ إلَّا لصِغَرِ قَدْرِ نَفسِه عِندَه.
وقال ابنُ المقفَّعِ: لا تتهاوَنْ بإرسالِ الكَذْبةِ من الهَزْلِ؛ فإنَّها تُسرِعُ إلى إبطالِ الحَقِّ.
- ومنها: أن يَقصِدَ بالكَذِبِ التَّشَفِّيَ من عَدوِّه فيُسَمِّيه بقَبائِحَ يَختَرِعُها عليه، ويَصِفُه بفضائِحَ يَنسُبُها إليه. ويَرى أنَّ مَعَرَّةَ الكَذِبِ غُنمٌ، وأنَّ إرسالَها في العَدوِّ سَهمٌ وسُمٌّ. وهذا أسوأُ حالًا من النَّوعينِ الأوَّلينِ؛ لأنَّه قد جمَع بَينَ الكَذِبِ المُعِرِّ والشَّرِّ المُضِرِّ. ولذلك ورَدَ الشَّرعُ برَدِّ شَهادةِ العَدوِّ على عَدوِّه.
- ومنها: أن تَكونَ دَواعي الكَذِبِ قد تَرادَفت عليه حتَّى ألِفَها، فصارَ الكَذِبُ لَهُ عادةً، ونَفسُه إليه مُنقادةً، حتَّى لو رامَ مُجانَبةَ الكَذِبِ عَسُرَ عليه؛ لأنَّ العادةَ طَبعٌ ثانٍ.
وقد قالت الحُكَماءُ: من استحلى رَضاعَ الكَذِبِ عَسُر فِطامُه.
وقيل في منثورِ الحِكَمِ: لا يلزَمُ الكذَّابَ شيءٌ إلَّا غَلَب عليه) .

الوسائِلُ المعينةُ على تَركِ الكَذِبِ
1- مراقبةُ اللهِ تعالى.
2- معرفةُ خُطورةِ الكَذِبِ وآثارِه السَّيِّئةِ وعُقوباتِه، وأنَّه من صفاتِ المُنافِقين.
3- معرفةُ ما للصِّدقِ من ثمارٍ طَيِّبةٍ، وأنَّه شعارُ الصَّالحين.
4- حفظُ اللِّسانِ والإقلالُ من الكلامِ.
5- الحِرصُ على الرُّفقةِ الصَّالحةِ وملازمةُ مجالِسِ الخيرِ.
قال صالحُ بنُ عبدِ القُدُّوسِ:
واحذَرْ مؤاخاةَ الدَّنيِّ لأنَّه
يُعدي كما يُدي الصَّحيحَ الأجرَبُ
واختَرْ صديقَك واصطَفيه تفاخُرًا
إنَّ القَرينَ إلى المقارِنِ يُنسَبُ
ودَعِ الكَذوبَ ولا يكُنْ لك صاحِبًا
إنَّ الكَذوبَ لبِئسَ خِلًّا يُصحَبُ
6- محاسَبةُ النَّفسِ.
7- الشَّجاعةُ ونَبذُ الخَوفِ.
8- وجودُ القُدوةِ الصَّالحةِ في الصِّدقِ ونَبذِ الكَذِبِ.
9- تربيةُ الصِّغارِ على نَبذِ الكَذِبِ.
10- التَّواصي بالصِّدقِ وإشاعتُه بَيْنَ المُسلِمين، ونَبذُ الكَذِبِ والتَّحذيرُ منه.
11- دعاءُ اللهِ تعالى واللُّجوءُ إليه.

حُكمُ الكَذِبِ وما يُباحُ منه وحُكمُ المعاريضِ
حُكمُ الكَذِبِ وما يُباحُ منه:
قال النَّوويُّ: (قد تظاهرت نصوصُ الكِتابِ والسُّنَّةِ على تحريمِ الكَذِبِ في الجملةِ، وهو من قبائحِ الذُّنوبِ وفواحِشِ العُيوبِ. وإجماعُ الأمَّةِ مُنعَقِدٌ على تحريمِه مع النُّصوصِ المتظاهِرةِ...) .
ثمَّ قال: (وقد ضبط العُلَماءُ ما يباح منه. وأحسنُ ما رأيتُه في ضبطِه ما ذكره الإمامُ أبو حامدٍ الغزاليُّ فقال: الكلامُ وسيلةٌ إلى المقاصِدِ؛ فكلُّ مقصودٍ محمودٍ يُمكنُ التوصُّلُ إليه بالصِّدقِ والكَذِبِ جميعًا، فالكَذِبُ فيه حرامٌ لعَدَمِ الحاجةِ إليه، وإن أمكنَ التوصُّلُ إليه بالكَذِبِ ولم يمكِنْ بالصِّدقِ فالكذبُ فيه مباحٌ إن كان تحصيلُ ذلك المقصودِ مباحًا، وواجبٌ إن كان المقصودُ واجبًا، فإذا اختفى مسلمٌ من ظالمٍ وسأل عنه، وجبَ الكَذِبُ بإخفائِه، وكذا لو كان عندَه أو عندَ غيرِه وديعةٌ وسأل عنها ظالمٌ يُريدُ أخذَها، وجبَ عليه الكَذِبُ بإخفائِها، حتى لو أخبرَه بوديعةٍ عندَه فأخذَها الظالمُ قهرًا، وجبَ ضمانُها على المُودَعِ المُخبِرِ، ولو استحلفَه عليها لزمَه أن يَحلِفَ ويُورِّيَ في يمينِه، فإن حلفَ ولم يُوَرِّ حنثَ على الأصحِّ، وقيل: لا يحنَثُ، وكذلك لو كان مقصودَ حَرْبٍ أو إصلاحِ ذاتِ البَينِ، أو استمالةِ قَلبِ المجنيِّ عليه في العَفوِ عن الجنايةِ لا يحصُلُ إلَّا بكَذِبٍ، فالكَذِبُ ليس بحَرامٍ، وهذا إذا لم يحصُلِ الغَرَضُ إلَّا بالكَذِبِ، والاحتياطُ في هذا كلِّه أن يُوَرِّيَ، ومعنى التَّوريةِ: أن يقصِدَ بعبارتِه مقصودًا صحيحًا ليس هو كاذبًا بالنِّسبةِ إليه، وإن كان كاذبًا في ظاهِرِ اللَّفظِ، ولو لم يقصِدْ هذا بل أطلَقَ عبارةَ الكَذِبِ فليس بحرامٍ في هذا الموضِعِ. قال أبو حامِدٍ الغزاليُّ: وكذلك كُلُّ ما ارتبط به غرضٌ مقصودٌ صحيحٌ له أو لغيرِه؛ فالذي له مِثلُ أن يأخذَه ظالمٌ ويسألَه عن مالِه ليأخُذَه، فله أن يُنكِرَه، أو يسألَه السُّلطانُ عن فاحشةٍ بينَه وبينَ اللهِ تعالى ارتكَبَها فله أن يُنكِرَها ويقولَ: ما زنيتُ، أو ما شَرِبتُ مثَلًا.
وقد اشتَهَرتِ الأحاديثُ بتلقينِ الذين أقرُّوا بالحدودِ الرُّجوعَ عن الإِقرارِ. وأمَّا غَرَضُ غيرِه، فمِثلُ أن يُسأَلَ عن سرِّ أخيه فيُنكِرَه، ونحوِ ذلك، وينبغي أن يُقابِلَ بين مَفسدةِ الكَذِبِ والمفسدةِ المترتِّبةِ على الصِّدقِ؛ فإن كانت المفسدةُ في الصِّدقِ أشدَّ ضَررًا فله الكَذِبُ، وإن كان عكسُه أو شكَّ، حَرُمَ عليه الكَذِبُ؛ ومتى جازَ الكَذِبُ فإن كان المبيحُ غَرَضًا يتعلَّقُ بنفسِه فيُستحَبُّ ألَّا يَكذِبَ، ومتى كان متعَلِّقًا بغيرِه لم تَجُزِ المسامحةُ بحقِّ غيرِه، والحَزمُ تركُه في كُلِّ موضعٍ أُبيحَ إلَّا إذا كان واجِبًا) .
بعضُ الحالاتِ التي يباحُ فيها الكَذِبُ، وهي:
1- في الحَربِ؛ لأنَّ الحَربَ خَدعةٌ، ومقتضياتُها تستدعي التَّمويهَ على الأعداءِ، وإيهامَهم بأشياءَ قد لا تكونُ موجودةً، واستعمالَ أساليبِ الحَربِ النَّفسيَّةِ ما أمكَن، ولكِنْ بصورةٍ ذَكيَّةٍ لَبِقةٍ.
عن حُذَيفةَ بنِ اليمانِ رَضِيَ اللهُ عنهما: (ما منَعَني أن أشهَدَ بَدرًا إلَّا أني خرَجتُ أنا وأبي حُسَيلٍ، قال: فأخَذَنا كُفَّارُ قُرَيشٍ، قالوا: إنَّكم تريدون محمَّدًا، فقُلْنا: ما نريدُه، ما نريدُ إلَّا المدينةَ، فأخذوا منا عَهدَ اللهِ وميثاقَه لننصَرِفَنَّ إلى المدينةِ، ولا نقاتِلُ معه، فأتينا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأخبَرْناه الخبرَ، فقال: انصَرِفا، نَفِي لهم بعَهْدِهم، ونستعينُ اللهَ عليهم!) .
قال النَّوويُّ: (في هذا الحديثِ جَوازُ الكَذِبِ في الحَربِ) .
2- في الصُّلحِ بَيْنَ المتخاصِمَينِ؛ حيث إنَّ ذلك يستدعي أحيانًا أن يحاوِلَ المُصلِحُ تبريرَ أعمالِ كُلِّ طَرَفٍ وأقوالِه بما يحَقِّقُ التَّقارُبَ ويزيلُ أسبابَ الشِّقاقِ، وأحيانًا يَنسُبُ إلى كُلٍّ من الأقوالِ الحَسَنةِ في حَقِّ صاحِبِه ما لم يَقُلْه، وينفي عنه بعضَ ما قاله، وهو ما يَعوقُ الصُّلحَ ويزيدُ شُقَّةَ الخِلافِ والخِصامِ.
3- في الحياةِ الزَّوجيَّةِ؛ حيثُ يحتاجُ الأمرُ أحيانًا إلى أن تكذِبَ الزَّوجةُ على زوجِها، أو يكذِبَ الزَّوجُ على زوجتِه، ويخفيَ كُلٌّ منهما عن الآخَرِ ما من شأنِه أن يُوغِرَ الصُّدورَ، أو يولِّدُ النُّفورَ، أو يثيرَ الفِتَنَ والنِّزاعَ والشِّقاقَ بَيْنَ الزَّوجينِ، كما يجوزُ أن يَزُفَّ كُلٌّ منهما للآخَرِ من معسولِ القولِ ما يزيدُ الحُبَّ، ويَسُرُّ النَّفسَ، ويُجَمِّلُ الحياةَ بَيْنَهما، وإن كان ما يُقالُ كَذِبًا؛ لأنَّ هذا الرِّباطَ الخطيرَ يَستحِقُّ أن يُهتَمَّ به غايةَ الاهتمامِ، وأن يُبذَلَ الجُهدُ الكافي ليظَلَّ قوِيًّا جميلًا مثمِرًا .
فعن أمِّ كُلثومٍ بِنتِ عُقبةَ بنِ أبي مُعَيطٍ، وكانت من المهاجِراتِ الأُوَلِ اللَّاتي بايَعْنَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أخبرته: أنَّها سمعتْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو يقولُ: ((ليس الكَذَّابُ الذي يُصلحُ بَيْنَ النَّاسِ، ويقولُ خَيرًا ويَنْمي خيرًا)). قال ابنُ شِهابٍ: ولم أسمَعْ يُرَخَّصُ في شيءٍ ممَّا يقولُ النَّاسُ كَذِبٌ، إلَّا في ثلاثٍ: الحَربُ، والإصلاحُ بَيْنَ النَّاسِ، وحديثُ الرَّجُلِ امرأتَه، وحديثُ المرأةِ زَوجَها .
قال النَّوويُّ: (قال القاضي: لا خلافَ في جوازِ الكَذِبِ في هذه الصُّوَرِ، واختلفوا في المرادِ بالكَذِبِ المباحِ فيها ما هو؟ فقالت طائفةٌ: هو على إطلاقِه، وأجازوا قولَ ما لم يكُنْ في هذه المواضِعِ للمصلحةِ، وقالوا: الكَذِبُ المذمومُ ما فيه مضَرَّةٌ، قالوا: ولا خلافَ أنَّه لو قصَد ظالمٌ قَتْلَ رجُلٍ هو عندَه مختَفٍ، وجب عليه الكَذِبُ في أنَّه لا يَعلَمُ أين هو، وقال آخَرون -منهم الطَّبريُّ-: لا يجوزُ الكَذِبُ في شيءٍ أصلًا، قالوا: وما جاء من الإباحةِ في هذا المرادُ به التَّوريةُ واستعمالُ المعاريضِ لا صريحُ الكَذِبِ، مِثلُ أن يَعِدَ زَوجتَه أن يحسِنَ إليها ويكسوَها كذا، وينويَ: إنْ قَدَّر اللهُ ذلك، وحاصِلُه: أن يأتيَ بكَلِماتٍ محتَمِلةٍ يفهَمُ المخاطَبُ منها ما يُطيِّبُ قَلبَه، وإذا سعى في الإصلاحِ نَقَل عن هؤلاء إلى هؤلاء كلامًا جميلًا، ومن هؤلاء إلى هؤلاء كذلك ووَرَّى، وكذا في الحَربِ بأن يقولَ لعَدُوِّه: مات إمامُكم الأعظَمُ، وينويَ إمامَهم في الأزمانِ الماضيةِ، أو غَدًا يأتينا مَدَدٌ، أي: طعامٌ ونَحوُه، هذا من المعاريضِ المباحةِ، فكُلُّ هذا جائزٌ) .
ثمَّ قال: (وأمَّا كَذِبُه لزوجتِه وكَذِبُها له فالمرادُ به في إظهارِ الوُدِّ والوَعدِ بما لا يلزَمُ، ونحوِ ذلك، فأمَّا المخادعةُ في منعِ ما عليه أو عليها أو أخذِ ما ليس له أو لها، فهو حرامٌ بإجماعِ المُسلِمين. واللهُ أعلَمُ) .
وقال ابنُ حزمٍ: (ولا بأسَ بكَذِبِ أحَدِ الزَّوجينِ للآخَرِ فيما يُستجلَبُ به المودَّةُ) .

( يتبع )


 توقيع : البراء






نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس
قديم اليوم, 04:05 PM   #185


الصورة الرمزية البراء

 عضويتي » 968
 جيت فيذا » Feb 2024
 آخر حضور » اليوم (06:33 PM)
آبدآعاتي » 11,427
الاعجابات المتلقاة » 1341
 حاليآ في » الكويت
إهتماماتي  » الرياضة
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute
 آوسِمتي الذكرى الخامسة  


/ نقاط: 0

مطر من مداد  


/ نقاط: 0

الكاتب المميز  


/ نقاط: 0

البراء متواجد حالياً

افتراضي رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )




تابع – الكذب

حُكمُ المعاريضِ ونماذِجُ منها:

حُكمُ المعاريضِ:
(المعاريضُ: أن يريدَ الرَّجُلُ أن يتكَلَّمَ بالكلامِ الذي إن صرَّح به كان كَذِبًا، فيعارِضَه بكلامٍ آخَرَ يوافِقُ ذلك الكلامَ في اللَّفظِ ويخالفُه في المعنى، فيتوهَّمُ السَّامعُ أنَّه أراد ذلك) .
قال النَّوويُّ: (اعلَمْ أنَّ هذا البابَ من أهمِّ الأبوابِ؛ فإنَّه ممَّا يَكثُرُ استعمالُه، وتعُمُّ به البلوى؛ فينبغي لنا أن نعتنيَ بتحقيقِه، وينبغي للواقِفِ عليه أن يتأمَّلَه ويعمَلَ به) .
وقال أيضًا: (واعلَمْ أنَّ التَّوريةَ والتَّعريضَ معناهما: أن تُطلِقَ لفظًا هو ظاهِرٌ في معنًى، وتريدَ به معنًى آخَرَ يتناوَلُه ذلك اللَّفظُ، لكِنَّه خلافُ ظاهِرِه، وهذا ضَربٌ من التَّغريرِ والخِداعِ.
قال العُلَماءُ: فإن دَعَت إلى ذلك مصلحةٌ شرعيَّةٌ راجحةٌ على خِداعِ المخاطَبِ، أو حاجةٌ لا مندوحةَ عنها إلَّا بالكَذِبِ، فلا بأسَ بالتَّعريضِ، وإن لم يكُنْ شَيءٌ من ذلك فهو مكروهٌ وليس بحرامٍ، إلَّا أن يتوصَّلَ به إلى أخذِ باطِلٍ أو دفعِ حَقٍّ، فيصيرَ حينئذٍ حرامًا، هذا ضابطُ البابِ) .
عن عِمرانَ بنِ حُصَينٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّه قال: (إنَّ في المعاريضِ لمندوحةً عن الكَذِبِ) .
وقال عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه: (أمَا في المعاريضِ ما يُغني المُسلِمَ عن الكَذِبِ) .
وعن عَونُ بنُ عبدِ اللهِ قال: (كساني أبي حُلَّةً فخَرَجتُ فيها، فقال لي أصحابي: كساك هذه الأميرَ؟ فأحبَبْتُ أن يَرَوا أنَّ الأميرَ كسانيها، فقلتُ: جزى اللهُ الأميرَ خيرًا، كسا اللهُ الأميرَ من كِسوةِ الجنَّةِ، فذكَرْتُ ذلك لأبي، فقال: يا بُنَيَّ لا تَكذِبْ ولا تَشَبَّهْ بالكَذِبِ) .
نماذِجُ من المعاريضِ:
عن أنَسٍ رَضِيَ اللهُ عنه: ((أنَّ رجلًا أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: يا رسولَ اللهِ، احمِلْني، قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّا حاملوك على وَلَدِ ناقةٍ. قال: وما أصنعُ بوَلَدِ النَّاقةِ؟! فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: وهل تَلِدُ الإبِلَ إلَّا النُّوقُ!)) ، والمعنى: أنَّ كُلَّ الإبِلِ هي من وَلدِ النَّاقةِ؛ فأراد النَّبيُّ ولدًا كبيرًا يطيقُ حَملَك، وفَهِم الرَّجُلُ وَلَدَ النَّاقةِ الذي لو حُمِل عليه الإنسانُ يَبرُكُ ولا يستطيعُ المشيَ، وهذا من جُملةِ مُزاحِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، ومن ملاطفتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم للرَّجُلِ، وهو من بابِ المعاريضِ ؛ ففي الحديثِ عن أبي هُرَيرةَ أنَّ بعضَ الصَّحابةِ قالوا: ((يا رسولَ اللهِ، إنَّك تُداعِبُنا! قال: إني لا أقولُ إلَّا حَقًّا)) .
ومن المعاريضِ ما استخدَمَتْه أمُّ سُلَيمٍ والِدةُ أنسِ بنِ مالكٍ مع زوجِها أبي طلحةَ حينما مات ابنُه الصَّغيرُ وهو غائبٌ عن البيتِ، فاستخدمت المعاريضَ في إخبارِه بموتِه حتى لا يُصدَمَ، ثمَّ أخبرَتْه بحقيقةِ موتِه صراحةً بعدَ أن هيَّأَتْه لتلقِّي الخبرِ؛ فروى أنسُ بنُ مالكٍ رَضِيَ للهُ عنه: ((مات ابنٌ لأبي طلحةَ من أمِّ سُلَيمٍ، فقالت لأهلِها: لا تُحَدِّثوا أبا طلحةَ بابنِه حتَّى أكونَ أنا أحَدِّثُه، قال: فجاء فقَرَّبت إليه عشاءً، فأكل وشَرِب، فقال: ثمَّ تصَنَّعَت له أحسَنَ ما كان تَصنَّعُ قبلَ ذلك، فوَقَع بها، فلمَّا رأت أنَّه قد شَبِع وأصاب منها، قالت: يا أبا طلحةَ أرأيتَ لو أنَّ قومًا أعاروا عاريَّتَهم أهلَ بَيتٍ، فطَلَبوا عاريَّتَهم، ألهم أن يمنَعوهم؟ قال: لا، قالت: فاحتَسِبِ ابنَك، قال: فغَضِب، وقال: تركْتِني حتَّى تلطَّخْتُ، ثمَّ أخبَرْتِني بابني! فانطلق حتى أتى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأخبره بما كان، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: بارَك اللهُ لكما في غابِرِ ليلَتِكما. قال: فحَمَلت، قال: فكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في سفَرٍ وهي معه، وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا أتى المدينةَ من سَفَرٍ لا يطرُقُها طُروقًا، فدَنَوا من المدينةِ، فضرَبَها المخاضُ، فاحتَبَس عليها أبو طلحةَ، وانطلق رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: يقولُ أبو طلحةَ: إنَّك لتعلَمُ يا رَبِّ إنَّه يُعجِبُني أن أخرُجَ مع رسولِك إذا خرج، وأدخُلَ معه إذا دخَل، وقد احتُبِسْتُ بما ترى! قال: تقولُ أمُّ سُلَيمٍ: يا أبا طلحةَ، ما أجِدُ الذي كنتُ أجِدُ، انطَلِقْ، فانطلَقْنا، قال وضرَبَها المخاضُ حينَ قَدِما، فولَدَت غُلامًا، فقالت لي أمي: يا أنَسُ، لا يُرضِعُه أحدٌ حتى تغدوَ به على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فلمَّا أصبح احتمَلْتُه فانطلَقْتُ به إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال فصادَفْتُه ومعه مِيسَمٌ، فلمَّا رآني قال: لعلَّ أمَّ سُلَيمٍ ولَدَت؟ قُلتُ: نعم، فوضَعَ الميسَمَ، قال: وجئتُ به فوضعْتُه في حِجرِه، ودعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعَجوةٍ من عجوةِ المدينةِ، فلاكها في فيه حتى ذابت، ثمَّ قذَفَها في في الصَّبيِّ، فجَعل الصَّبيُّ يتلمَّظُها، قال: فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: انظُروا إلى حُبِّ الأنصارِ التَّمرَ! قال: فمَسَح وجهَه وسَمَّاه عبدَ اللهِ)) ، ويؤخَذُ من هذا الحديثِ جوازُ استعمالِ المعاريضِ إذا دعت الحاجةُ إليها، وشرطُ جوازِها أن لا تُبطِلَ حَقًّا لمُسلِمٍ، وكان الحامِلُ لأمِّ سُلَيمٍ على ذلك المبالغةَ في الصَّبرِ، والتَّسليمَ لأمرِ اللهِ تعالى، ورجاءَ إخلافِه عليها ما فات منها، إذ لو أعلَمَت أبا طلحةَ بالأمرِ في أوَّلِ الحالِ تنكَّدَ عليه وقتُه، ولم تبلُغِ الغَرَضَ الذي أرادَتْه، فلمَّا عَلِم اللهُ صِدقَ نِيَّتِها بلَّغها مناها، وأصلَح لها ذُرِّيَّتَها .
وقال النَّخَعيُّ: (إذا بلغ الرَّجُلَ عنك شيءٌ قُلتَه، فقُل: اللهُ يعلَمُ ما قلتُ من ذلك من شيءٍ. فيتوهَّمُ السَّامِعُ النَّفي، ومقصودُك: اللهُ يعلَمُ الذي قُلتُه) .
(وكان النَّخَعيُّ إذا طلبه رجُلٌ قال للجاريةِ: قولي له: اطلُبْه في المسجِدِ.
وقال غيرُه: خرج أبي في وقتٍ قبلَ هذا.
وكان الشَّعبيُّ يخُطُّ دائرةً ويقولُ للجاريةِ: ضعي أصبَعَك فيها، وقولي: ليس هو هاهنا) .
و(ذُكِر عن حمَّادٍ أنَّه إذا أتاه من لا يريدُ الجلوسَ معه، قال متوجِّعًا: ضِرْسي، ضِرْسي! فيترُكُه الثَّقيلُ الذي ليس بصُحبتِه خَيرٌ!
وأُحضِر سُفيانُ الثَّوريُّ إلى مجلِسِ الخليفةِ المهديِّ فاستحسَنَه، فأراد الخروجَ، فقال الخليفةُ: لا بدَّ أن تجلِسَ، فحلَف الثَّوريُّ على أنَّه يعودُ، فخرج وترَك نَعلَه عِندَ البابِ، وبعدَ قليلٍ عاد فأخَذ نَعلَه وانصرَفَ، فسأل عنه الخليفةُ فقيل له: إنَّه حلَف أن يعودَ، فعاد وأخَذ نَعْلَه!) .
و(عن إسحاقَ بنِ هانئٍ قال: كنَّا عِندَ أحمدَ بنِ حنبَلٍ في منزِلِه، ومعه المرُّوذيُّ ومهنَّى، فدقَّ داقٌّ البابَ، وقال: المرُّوذيُّ هاهنا؟ فكأنَّ المرُّوذيَّ كَرِه أن يَعلَمَ مَوضِعَه، فوضَع مهنَّى أصبَعَه في راحتِه، وقال: ليس المرُّوذي هاهنا، وما يَصنَعُ المرُّوذي ها هنا! فضحك أحمَدُ ولم يُنكِرْ)

ذم الكذب في واحة الادب
أ- مِنَ الشِّعرِ


1- قال الشَّاعِرُ:
لا يَكذِبُ المرءُ إلَّا من مهانتِهِ
أو عادةِ السُّوءِ أو من قِلَّةِ الأدَبِ
لبَعضُ جيفةِ كَلبٍ خَيرٌ رائحةً
من كَذْبةِ المرءِ في جِدٍّ وفي لَعِبِ
2- وقال آخَرُ:
لا عُذرَ للسَّيِّدِ حينَ يَكذِبُ
إذ ليس يرجو أحدًا أو يَرهَبُ
وليس معذورًا إذا ما يغضَبُ
إذا العِقابُ عندَه لا يَصعُبُ
3- وقال آخَرُ:
الكَذِبُ عارٌ وخيرُ القولِ أصدَقُه
والحَقُّ ما مسَّه من باطِلٍ زَهَقا
4- وقال آخَرُ:
الكَذِبُ راقَك أنَّه متجَمِّلٌ
والصِّدقُ ساءَك أنَّه عُريانُ
من ساء من مَرَضٍ عُضالٍ طَبعُهُ
يَستقبِحُ الأيَّامَ وهْيَ حِسانُ
5- وقال الأبرَشُ:
الكَذِبُ مُردِيك وإن لم تَخَفْ
والصِّدقُ مُنجيك على كُلِّ حالِ
فانطِقْ بما شِئتَ تجِدْ غِبَّه
لم تُبتخَسْ وَزنةَ مِثقالِ .
6- وقال آخَرُ:
إنَّ الكريمَ إذا ما كان ذا كَذِبٍ
شان التَّكرُّمَ منه ذلك الكَذِبُ
الصِّدقُ أفضَلُ شَيءٍ أنت فاعِلُهُ
لا شيءَ كالصِّدقِ لا فَخرٌ ولا حَسَبُ
7- وقال الكريزيُّ:
إذا عُرِف الكذَّابُ بالكَذبِ لم يَزَلْ
لدى النَّاسِ كذَّابًا وإن كان صادِقَا
ومِن آفةِ الكَذَّابِ نِسيانُ كَذبِهِ
وتَلْقاه ذا ذِهنٍ إذا كان حاذِقَا
8- وقال بعضُ الشُّعَراءِ:
وما شيءٌ إذا فكَّرْتَ فيه
بأذهَبَ للمروءةِ والجَمالِ
من الكَذِبِ الذي لا خَيرَ فيه
وأبعَدَ بالبهاءِ من الرِّجالِ
9- وقال الشَّاعِرُ:
حَسْبُ الكَذوبِ من البليَّـ
يةِ بعضُ ما يُحكى عليه
مهما سَمِعتَ بكَذبةٍ
من غيرِه نُسِبَت إليه

ب- من الأمثالِ والحِكَمِ

- إنَّ الكذوبَ قد يَصدُقُ:
يقالُ في الرَّجُلِ المعروفِ بالكَذِبِ تكونُ منه الصَّدْقةُ الواحِدةُ أحيانًا .
- جاء بالحَظِرِ الرَّطْبِ :
إذا جاء بكثرةِ الكَذِبِ .
- عِندَ النَّوى يَكذِبُك الصَّادِقُ:
قالوا: يُضرَبُ مَثَلًا للرَّجُلِ يُعرَفُ بالصِّدقِ ثمَّ يحتاجُ إلى الكَذِبِ .
- أكذَبُ مَن دَبَّ ودَرَجَ:
أي: أكذَبُ الكِبارِ والصِّغارِ، (دَبَّ) لضَعفِ الكِبَرِ، (ودرَجَ) لضَعفِ الصِّغَرِ، وقيل: بل معناه: أكذَبُ الأحياءِ والأمواتِ. والدَّبيبُ: للحَيِّ، والدُّروجُ: للمَيِّتِ؛ يقالُ: درجَ القومُ: إذا انقَرَضوا .
- وقيل في منثورِ الحكَمِ: (الكذَّابُ لِصٌّ؛ لأنَّ اللِّصَّ يَسرِقُ مالَك، والكذَّابَ يَسرِقُ عَقلَك) .
- وقال بعضُ البُلَغاءِ: (الصَّادِقُ مُصانٌ خليلٌ، والكاذِبُ مُهانٌ ذليلٌ) .
- (وقيل لكَذوبٍ: أصدَقْتَ قطُّ؟ قال: أكرهُ أن أقولَ: لا، فأَصدُقَ!) .
- (ويقالُ: الأذِلَّاءُ أربعةٌ: النَّمَّامُ، والكَذَّابُ، والمَدِينُ، والفقيرُ) .
- ومن الألفاظِ المرادِفةِ للكَذِبِ: (المَينُ، والزُّورُ، والتَّخرُّصُ، والإفكُ، والباطِلُ، والخَطلُ، والفَنَدُ، والتَّزيُّدُ، واللَّفْتُ، والانتحالُ، والبَهْتُ) .
- وكان يقالُ: عِلَّةُ الكَذوبِ أقبَحُ عِلَّةٍ، وزَلَّةُ المتوَقِّي أشَدُّ زَلَّةٍ .
- وقال بعضُ الحُكَماءِ: (الصِّدقُ مُنجيك وإن خِفْتَه، والكَذِبُ مُرْديك وإن أمِنْتَه) .
- وكان يقالُ: (أسُّ النِّفاقِ الذي بُنيَ عليه الكَذِبُ) .


 توقيع : البراء






نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس
قديم اليوم, 04:06 PM   #186


الصورة الرمزية البراء

 عضويتي » 968
 جيت فيذا » Feb 2024
 آخر حضور » اليوم (06:33 PM)
آبدآعاتي » 11,427
الاعجابات المتلقاة » 1341
 حاليآ في » الكويت
إهتماماتي  » الرياضة
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute
 آوسِمتي الذكرى الخامسة  


/ نقاط: 0

مطر من مداد  


/ نقاط: 0

الكاتب المميز  


/ نقاط: 0

البراء متواجد حالياً

افتراضي رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )



موضوعنا القادم سيكون ان شاء الله عن ( الكسل )


 توقيع : البراء






نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 16 ( الأعضاء 0 والزوار 16)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأخلاق أرزاق فاطمة الكلِم الطيب (درر إسلامية) 14 07-16-2024 05:02 PM
الأخلاق وهائب….!!!! النقاء الكلِم الطيب (درر إسلامية) 12 02-25-2024 02:59 PM
ربيع الأخلاق بُشْرَى الصحة والجمال،وغراس الحياة 4 05-15-2023 12:50 PM
لنتصدق على فقراء الأخلاق. رهيبة الكلِم الطيب (درر إسلامية) 6 09-16-2022 10:57 PM
الأخلاق وهائب المهرة الكلِم الطيب (درر إسلامية) 5 03-16-2021 10:07 PM

Bookmark and Share


الساعة الآن 06:34 PM

أقسام المنتدى

المدائن الدينية والاجتماعية | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | أرواح أنارت مدائن البوح | الصحة والجمال،وغراس الحياة | المدائن الأدبية | سحرُ المدائن | قبس من نور | المكتبة الأدبية ونبراس العلم | بوح الأرواح | المدائن العامة | مقهى المدائن | ظِلال وارفة | المدائن المضيئة | شغب ريشة وفكر منتج | المدائن الإدارية | حُلة العيد | أبواب المدائن ( نقطة تواصل ) | محطة للنسيان | ملتقى الإدارة | معا نحلق في فضاء الحرف | مدائن الكمبيوتر والجوال وتطوير المنتديات | آفاق الدهشة ومواسم الفرح | قناديـلُ الحكايــــا | قـطـاف الـسـنابل | المدائن الرمضانية | المنافسات الرمضانية | نفحات رمضانية | "بقعة ضوء" | رسائل أدبية وثنائيات من نور | إليكم نسابق الوفاء.. | الديوان الشعبي | أحاسيس ممزوجة | ميدان عكاظ |




Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
 المنتدى حاصل على تصريح مدى الحياه
 دعم وتطوير الكثيري نت
مجتمع ريلاكس
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas