| |
» أقلامٌ تشدو في حب الوطن « | ||||||
|
آخر 10 مشاركات |
روابط تهمك | القرآن الكريم | الصوتيات | الفلاشات | الألعاب | الفوتوشوب | اليوتيوب | الزخرفة | قروب | الطقس | مــركز التحميل | لا باب يحجبنا عنك | تنسيق البيانات |
الكلِم الطيب (درر إسلامية) رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا |
رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
اليوم, 03:46 PM | #181 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
الكذب
إن الكذب هو رأس الخطايا وبدايتها، وهو من أقصر الطرق إلى النار،كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "وإيّاكم والكذِبَ، فإنّ الكَذِبَ يَهْدِي إلَى الفُجُورِ، وإِنّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النّارِ وَمَا يزَالُ العبْدُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرّى الكَذِبَ حَتّى يُكْتَبَ عِنْدَ الله كَذّابا".[رواه البخاري ومسلم]. والكذب إخبار بالشيء على خلاف ما هو عليه. وهو مذموم عند كل العقلاء، ولو لم يكن من مضاره إلا أنه يجعل صاحبه في ريبة لا يكاد يصدق شيئًا لكفى، كما قال بعض الفلاسفة: من عرف من نفسه الكذب لم يصدِّق الصادق فيما يقول، ثم إن من عرف بالكذب فإنه لا يكاد يُصَدَّق في شيء أبدًا، وإن صدق، بل إن سمع الناس بكذبةٍ ربما خرجت من غيره فإنهم ينسبونها إليه: حسب الكذوب من البلـ ـية بعضُ ما يُحكى عليه فمتى سمعت بكـذبة مـ ـن غـيره نـسبت إليـه وقد ذكر الكذب في محكم كتابه في نحو مائتي آية، كلها إما على سبيل الذم، وإما على سبيل تبيان سوء عاقبة الفاعل. والكذب هو الإخبار بالشيء بخلاف ما هو عليه على وجه العلم والتعمد. وهو كبيرة تجر صاحبها -والعياذ بالله- إلى النار، كما في الحديث المتفق عليه : " إن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً ." ويؤدي إلى اللعن والطرد من رحمة الله قال تعالى: ( قتل الخراصون ) أي لعن الكذابون، وقال (إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب) وهو من خصال أهل النفاق، كما جاء في صحيح مسلم : " آية المنافق ثلاث وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان ." وبالجملة فإن الكذب محرم.. وهو على عدة أقسام: منه الكذب على الله ورسوله، وهذا متعاطيه مقعده محجوز له في النار، كما في الحديث المتواتر : " من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ." ومنه الكذب على الناس كي يضحكهم أو يجلب أنظارهم إليه ونحو ذلك، ومنه أن يقول: رأيت في منامي كذا وهو كاذب، وهذا قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم كما في البخاري : " من تحلم بحلم لم يره، كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل ." والحديث عن الكذب يطول، ولم يرخص في شيء منه إلا في مواطن ثلاث: في الحرب، وإصلاح ذات البين، وحديث الرجل إلى امرأته، وحديث المرأة إلى زوجها، كما في زيادة مسلم في حديث أم كلثوم حيث روى عنها أنها قالت: ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقوله الناس إلا في ثلاث: تعني: الحرب والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها. معنى الكَذِبِ لُغةً واصطِلاحًا معنى الكَذِبِ لُغةً: الكَذِبُ: نَقيضُ الصِّدقِ، يقالُ: كَذَب يَكذِبُ كَذِبًا وكِذْبًا. وتقولُ: كَذَّبتُ الرَّجُلَ: إذا نسَبْتَه إلى الكَذِبِ، وأكذَبْتُه: إذا أخبَرْتَ أنَّ الذي يحدِّثُ به كَذِبٌ . معنى الكَذِبِ اصطِلاحًا: قال أبو الوفاءِ ابنُ عَقيلٍ: (الكَذِبُ: هو الخَبَرُ عن الشَّيءِ على خلافِ ما هو به) . وقال الماوَرْديُّ: (الكَذِبُ هو الإخبارُ عن الشَّيءِ بخِلافِ ما هو عليه) . وقال ابنُ حَجَرٍ: (الكَذِبُ هو الإخبارُ بالشَّيءِ على خِلافِ ما هو عليه، سواءٌ أكان عَمدًا أم خَطَأً) . وقال النَّوويُّ: (الإخبارُ عن الشَّيءِ على خِلافِ ما هو، عمدًا كان أو سهوًا، سواءٌ كان الإخبارُ عن ماضٍ أو مُستقبَلٍ) . الفَرْق بَيْنَ الكَذِبِ وبعضِ الصِّفاتِ الفَرْقُ بَيْنَ الخَرْصِ والكَذِبِ: (أنَّ الخَرْصَ هو الحَزْرُ، وليس من الكَذِبِ في شيءٍ، والخَرْصُ ما يُحزَرُ من الشَّيءِ، يقالُ: كم خَرْصُ نَخلِك؟ أي: كم يجيءُ من ثمَرتِه، وإنما استُعمِلَ الخَرصُ في موضعِ الكَذِبِ؛ لأنَّ الخَرصَ يجري على غيرِ تحقيقٍ، فشُبِّه بالكَذِبِ، واستُعمِلَ في مَوضِعِه) . الفَرْقُ بَيْنَ الكَذِبِ والافتراءِ والبُهتانِ: (الكَذِبُ: هو عدَمُ مطابقةِ الخبرِ للواقِعِ، أو لاعتقادِ المُخبَرِ لهما، على خلافٍ في ذلك. والافتراءُ: أخَصُّ منه؛ لأنَّه الكَذِبُ في حَقِّ الغيرِ بما لا يرتضيه، بخِلافِ الكَذِبِ؛ فإنَّه قد يكونُ في حَقِّ المتكَلِّمِ نفسِه؛ ولذا يقالُ لمن قال: فعلتُ كذا ولم أفعَلْ كذا، مع عدَمِ صِدقِه في ذلك: هو كاذِبٌ، ولا يقالُ: هو مُفتَرٍ، وكذا مَن مدَح أحدًا بما ليس فيه، يقالُ: إنَّه كاذِبٌ في وَصفِه، ولا يقالُ: هو مُفتَرٍ؛ لأنَّ في ذلك ممَّا يرتضيه المقولُ فيه غالبًا. وقال سُبحانَه حكايةً عن الكُفَّارِ: افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا [الأنعام: 93] ؛ لزعِمهم أنَّه أتاهم بما لا يرتضيه اللهُ سُبحانَه مع نِسبتِه إليه. وأيضًا قد يحسُنُ الكَذِبُ على بعضِ الوجوهِ، كالكَذِبِ في الحَربِ، وإصلاحِ ذاتِ البَينِ، وعِدَةِ الزَّوجةِ... بخلافِ الافتراءِ. وأمَّا البُهتانُ: فهو الكَذِبُ الذي يواجِهُ به صاحِبُه على وَجهِ المكابَرةِ له بما لم يُحِبَّه) . الفَرْقُ بَيْنَ الزُّورِ والكَذِبِ: أنَّ الزُّورَ هو الكَذِبُ الذي قد سُوِّيَ وحُسِّن في الظَّاهِرِ ليُحسَبَ أنَّه صِدقٌ، وهو من قولِك: زَوَّرْتُ الشَّيءَ: إذا سوَّيْتَه وحَسَّنْتَه، وقيل: أصلُه فارسيٌّ من قولِهم: زورٌ، وهو القُوَّةُ، وزوَّرْتُه: قوَّيتُه . الفَرْقُ بَيْنَ الكَذِبِ والإفكِ: (أنَّ الكَذِبَ: اسمٌ موضوعٌ للخبَرِ الذي لا مُخبَرَ له على ما هو به، وأصلُه في العربيَّةِ التَّقصيرُ، ومنه قولُهم: كَذَب عن قِرنِه في الحَربِ: إذا ترَك الحملةَ عليه، وسواءٌ كان الكَذِبُ فاحِشَ القُبحِ أو غيرَ فاحشِ القُبحِ. والإفكُ: هو الكَذِبُ الفاحِشُ القُبحِ، مِثلُ الكَذِبِ على اللهِ ورسولِه، أو على القرآنِ، ومِثلُ قَذفِ المحصَنةِ، وغيرِ ذلك ممَّا يفحُشُ قُبحهُ، وأصلُه في العربيَّةِ الصَّرفُ، وتُسَمَّى الرِّياحُ المُؤتَفِكاتِ؛ لأنَّها تقلِبُ الأرضَ فتَصرِفُها عمَّا عُهِدَت عليه، وسُمِّيَت ديارُ قومِ لُوطٍ المؤتَفِكاتِ؛ لأنَّها قُلِبَت بهم . الفَرْقُ بَيْنَ الخُلفِ والإخلافِ والكَذِبِ: الخُلفُ والإخلافُ والكَذِبُ: لا يكادُ النَّاسُ يُفَرِّقون بَيْنَهما، والكَذِبُ فيما مضى، وهو أن تقولَ: فعَلْتُ كذا، ولم تفعَلْه، والخُلفُ والإخلافُ لِما يُستقبَلُ، وهو أن تقولَ: سأفعلُ كذا، ولا تفعَلُه، ويرشِدُ إليه قولُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إذا وعَد أخلَفَ)) ، وقولُه تعالى: وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ [المنافقون: 1] أي: فيما أخبروا به من إيمانِهم فيما مضى، وقولُه تعالى: فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ [إبراهيم: 47] أي: فيما وعدَهم بالنَّصرِ وإهلاكِ أعدائِهم في المُستقبَلِ . الفَرْقُ بَيْنَ الكَذِبِ والمُحالِ: (أنَّ المُحالَ ما أُحيلَ من الخَبَرِ عن حَقِّه حتى لا يَصِحَّ اعتقادُه، ويُعلَمَ بُطلانُه اضطِرارًا، مِثلُ قولِك: سأقومُ أمسِ، وشَرِبتُ غدًا، والجِسمُ أسوَدُ أبيَضُ في حالٍ واحدةٍ، والكَذِبُ هو الخبَرُ الذي يكونُ مُخبَرُه على خلافِ ما هو عليه، ويَصِحُّ اعتقادُ ذلك ويُعلَمُ بطلانُه استدلالًا، والمحالُ ليس بصِدقٍ ولا كَذِبٍ، ولا يقعُ الكَذِبُ إلَّا في الخبرِ، وقد يكونُ المُحالُ ليس بصِدقٍ ولا كَذِبٍ، ولا يقَعُ الكَذِبُ إلَّا في الخبرِ، وقد يكونُ المحالُ في صورةِ الخبرِ، مِثلُ قولِك: هو حَسَنٌ قبيحٌ من وجهٍ واحدٍ، وفي صورةِ الاستخبارِ، مِثلُ قولِك: أقدِمَ زيدٌ غدًا؟ وفي صورةِ التَّمنِّي، كقولِك: ليتني في هذا الحالِ بالبَصرةِ ومكَّةَ، وفي صورةِ الأمرِ، مِثلُ قولِك: اتَّقِ زيدًا أمسِ، وفي صورةِ النَّهيِ، كقولِك: لا تَلْقَ زيدًا في السَّنةِ الماضيةِ، ويقعُ في النِّداءِ، كقولِك: يا زيدُ بَكْر؛ على أن تجعَلَ زيدًا بَكرًا، وخِلافُ المحالِ المُستقيمُ، وخِلافُ الكَذِبِ الصِّدقُ) . الفَرْقُ بَيْنَ الجَحدِ والكَذِبِ: (أنَّ الكَذِبَ هو الخبرُ الذي لا مُخبَرَ له على ما هو به، والجَحدُ إنكارُك الشَّيءَ الظَّاهرَ، أو إنكارُك الشَّيءَ مع عِلمِك به؛ فليس الجَحدُ له إلَّا الإنكارَ الواقِعَ على هذا الوجهِ، والكَذِبُ يكونُ في إنكارٍ وغيرِ إنكارٍ) ، (فالجَحدُ نفيُ ما في القَلبِ ثباتُه، وإثباتُ ما في القلبِ نفيُه، وليس بمرادِفٍ للنَّفيِ من كُلِّ وجهٍ) . ذم الكذب والنهي عنه أ- من القُرآنِ الكريمِ 1- قال اللهُ تعالى: إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ [النحل: 105] . (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ على اللهِ وعلى رسولِه شِرارُ الخَلقِ، الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ من الكَفَرةِ والمُلحِدين المعروفين بالكَذِبِ عِندَ النَّاسِ) ، فالذين لا يؤمنون بآياتِ اللهِ هم المعتادون للكَذِبِ، وهو منحَصِرٌ فيهم، وفي هذا تحذيرٌ وزجرٌ من الوقوعِ في الكَذِبِ واختلاقِه؛ لأنَّ اللهَ سُبحانَه أخبر أنَّه إنما يفتري الكَذِبَ من لا يؤمِنُ، ومن اعتاد ذلك من المُسلِمين فإنَّه على خَطَرٍ . 2- وقال سُبحانَه: وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ [الجاثية: 7] . الوَيلُ: كَلِمةُ دُعاءٍ بالهلاكِ والعَذابِ ، وأَفَّاكٍ (أي: كذَّابٍ في مقالِه، أثيمٍ في فِعالِه. وأخبر أنَّ له عذابًا أليمًا، وأنَّ مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ [الجاثية: 10] تكفي في عقوبتِهم البليغةِ) ، فالمعنى: أنَّه مُلاقٍ جهنَّمَ بعد موتِه، فهي مِن بَعدِه، أي: بعدَ مفارقتِه الدُّنيا، فهي لمَّا كانت بعدَ حياتِه كانت وراءَه . 3- وقال عزَّ وجَلَّ: هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ [الشعراء: 221-223] . يقولُ اللهُ سُبحانَه: هل أخبركم بالذين تتنزَّلُ عليهم الشَّياطينُ؟ تتنَزَّلُ بكثرةٍ على كُلِّ كثيرِ الكَذِبِ في أقوالِه، كثيرِ الآثامِ في أفعالِه، يَسترِقُ هؤلاء الشَّياطينُ ما يسمعونَه في السَّماءِ، ثمَّ يُلقونَه إلى أوليائِهم من الكَهَنةِ، وأكثَرُ هؤلاء الكُهَّانِ كاذِبون فيما يخبِرون به ، كما يُبَيِّنُه حديثُ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: إنَّ نبيَّ اللهَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إذا قَضى اللهُ الأمرَ في السَّماءِ ضَرَبَتِ المَلائِكةُ بأجنِحَتِها خُضعانًا لقَولِه، كأنَّه سِلسِلةٌ على صَفْوانٍ، فإذا فُزِّعَ عَن قُلوبِهم قالوا: ماذا قال رَبُّكُم؟ قالوا للَّذي قال: الحَقُّ، وهوَ العَلِيُّ الكَبيرُ، فيَسمَعُها مُستَرِقُ السَّمعِ، ومُستَرِقُ السَّمعِ هَكَذا بَعضُه فوقَ بَعضٍ -ووَصفَ سُفيانُ بكَفِّه فحَرفَها، وبَدَّدَ بَينَ أصابِعِه- فيَسمَعُ الكَلِمةَ فيُلقيها إلى من تَحتَه، ثُمَّ يُلقيها الآخَرُ إلى من تَحتَه، حَتَّى يُلقِيَها على لسانِ السَّاحِرِ أوِ الكاهِنِ، فرُبَّما أدرَكَ الشِّهابُ قَبلَ أن يُلقِيَها، ورُبَّما ألقاها قَبلَ أن يُدرِكَه، فيَكذِبُ مَعَها مِائةَ كَذْبةٍ، فيُقالُ: ألَيسَ قد قال لنا يَومَ كذا: كذا وكذا؟! فيُصَدَّقُ بتِلكَ الكَلِمةِ الَّتي سَمِعَ مِنَ السَّماءِ)) . 4- وقال سُبحانَه: إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ * لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ * لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ [النور: 11 - 13] . يقولُ اللهُ تعالى: إنَّ الذين قذَفوا أمَّ المُؤمِنين عائشةَ كَذِبا وباطِلًا جماعةٌ منكم -أيُّها المُسلِمونَ- لا تحسَبوا قَذْفَهم لها شَرًّا لكم، بل هو خيرٌ لكم؛ لكُلِّ فَردٍ من أولئك القاذفين حَظُّه من العذابِ بقَدْرِ جُرمِه ، وقَولُه تعالى: لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ... فيه توبيخٌ وتعنيفٌ للذين سَمِعوا الإفكَ فلم يجِدُّوا في دفعِه وإنكارِه، واحتجاجٌ عليهم بما هو ظاهرٌ مكشوفٌ في الشَّرعِ من وجوبِ تكذيبِ القاذِفِ بغيرِ بيِّنةٍ، والتَّنكيلِ به إذا قذَف امرأةً محصَنةً من عُرْضِ نِساءِ المُسلِمين؛ فكيف بأمِّ المُؤمِنين الصِّدِّيقةِ بنتِ الصِّدِّيقِ، حُرمةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وحبيبةِ حَبيبِ اللهِ ؟! وصيغةُ الحصرِ في قولِه: فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ للمبالغةِ؛ كأنَّ كَذِبَهم لقُوَّتِه وشناعتِه لا يُعَدُّ غيرُهم من الكاذِبين كاذِبًا؛ فكأنَّهم انحصرت فيهم ماهيَّةُ الموصوفين بالكَذِبِ، والتَّقييدُ بقولِه: عِنْدَ اللَّهِ لزيادةِ تحقيقِ كَذِبِهم، أي: هو كَذِبٌ في عِلمِ اللهِ؛ فإنَّ عِلمَ اللهِ لا يكونُ إلَّا موافقًا لنفسِ الأمرِ، واسمُ الإشارةِ لزيادةِ تمييزِهم بهذه الصِّفةِ؛ ليَحذَرَ النَّاسُ أمثالَهم . 5 - وقال تعالى في وَصفِ المُنافِقين: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ [الحشر: 11-12] . قال السَّعديُّ في قولِه: وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ: (في هذا الوعدِ الذي غرُّوا به إخوانَهم، ولا يُستكثَرُ هذا عليهم؛ فإنَّ الكَذِبَ وصفُهم، والغُرورَ والخِداعَ مقارِنُهم، والنِّفاقَ والجُبنَ يَصحَبُهم؛ ولهذا كَذَّبَهم اللهُ بقولِه الذي وُجِد مُخبَرُه كما أخبَرَ اللهُ به، ووقع طِبقَ ما قال، فقال: لَئِنْ أُخْرِجُوا من ديارِهم جلاءً ونفيًا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ لمحبَّتِهم للأوطانِ، وعدَمِ صَبرِهم على القتالِ، وعدَمِ وفائِهم بوعدِهم) . ( يتبع )
|
|
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !
|