الكلِم الطيب (درر إسلامية) رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا |
رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||||
|
||||||||||||||
التواضع
معنى التواضع:
التواضع: هو رضا الإنسان بمنزلة دون ما يستحقه فضله ومنزلته؛ (الذريعة إلى مكارم الشريعة، للراغب الأصفهاني، صـ 213). الفرق بين التواضع والتذلُّل: • التذلل: إظهار العجز عن مقاومة من يتذلل له. • التواضع: إظهار قدرة من يتواضع له، سواء كان ذا قدرة على المتواضع أو لا؛ (الفروق اللغوية؛ لأبي هلال العسكري، صـ249). منزلة التواضع: التواضع خلق حميد، وجوهر لطيف، يستهوي القلوب، ويستثير الإعجاب والتقدير، وهو من أخص خصال المؤمنين المتقين، ومن كريم سجايا العاملين الصادقين، ومن شيم الصالحين المخبتين. التواضع هدوء وسكينة ووقار واتزان، التواضع بشاشة وجه، ولطافة خلق، وحسن معاملة، بتمام التواضع وصفائه يتميز الخبيث من الطيب، والأبيض من الأسود، والصادق من الكاذب، وما تواضع أحد لله تعالى، إلا رفعه الله سبحانه. المتواضع يبدأ من لقيه بالسلام، ويجيب دعوة من دعاه، كريم الطبع، جميل العشرة، طلق الوجه، رقيق القلب، متواضع من غير ذلة، جواد من غير إسراف؛ (فصل الخطاب في الزهد والرقائق؛ محمد نصر الدين عويضة، جـ6، صـ: 428). التواضع وصية رب العالمين: حثَّنا الله تعالى على التواضع في كتابه العزيز، وسوف نذكر بعض هذه الآيات: (1) قال الله تعالى: ﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 215]. • قال الإمام القرطبي رحمه الله: ألن جانبك لمن آمن بك وتواضع لهم، وأصله أن الطائر إذا ضمَّ فرخه إلى نفسه بسط جناحه، ثم قبضه على الفرخ، فجعل ذلك وصفًا لتقريب الإنسان أتباعه؛ (تفسير القرطبي، جـ9، صـ57). (2) قال سبحانه: ﴿ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا ﴾ [الإسراء: 37]. • قال الإمام القرطبي رحمه الله: قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ﴾ هذا نهي عن الخيلاء، وأمر بالتواضع؛ (تفسير القرطبي، جـ10، صـ260). (3) قال جل شأنه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [المائدة: 54]. • قال الإمام القرطبي رحمه الله: قوله تعالى: ﴿ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴾؛ أي: يرأفون بالمؤمنين، ويرحمونهم، ويلينون لهم؛ (تفسير القرطبي، جـ 6، صـ220). للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|