» يومٌ من عمري « | ||||||
|
آخر 10 مشاركات |
روابط تهمك | القرآن الكريم | الصوتيات | الفلاشات | الألعاب | الفوتوشوب | اليوتيوب | الزخرفة | قروب | الطقس | مــركز التحميل | لا باب يحجبنا عنك | تنسيق البيانات |
|
الكلِم الطيب (درر إسلامية) رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا |
رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
اليوم, 06:15 AM | #111 |
|
رد: الأخلاق المحمودة في الإسلام ( متجدد )
تابع – البر
ثم تأتي في الأمور المالية قال الله: (وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ)، حب المال غريزة في النفوس: (وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً)، (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ)، ولكن هؤلاء مع حبهم لهذا المال إلا أن حب هذا المال لم يحُل بينهم وبين الفضائل والأعمال الصالحة والإنفاق في وجوه الخير، فلهذا قال الله: (وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ)، مع محبته الشديدة للمال؛ لكن تغلب على تلك المحبة بالإيمان واليقين ورجاء ما عند الله من الثواب للمنفقين. (وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى) فبدأ بالقرابة، فإن القريب أحق بمعروف قريبه، إذ إن إعطاء الأقارب يسبب صلة الرحم وارتباط المجتمع، فإن الأسرة وتنظيمها هي اللبنة في بناء المجتمع فتعطي القريب منك، لهذا يقول -صلى الله عليه وسلم-: "صدقتك عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَعَلَى ذِوي الرَّحِمِ اثْنَتَانِ: صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ"، فتفقُّد أقاربك وسؤالك عنهم وإعطاؤهم ومواساتهم مما يقوي صلة الرحم وارتباط بعضهم ببعض، إذ يشعر القريب أن قريبه الغني يواسيه ويبحث عنه ويضمد جراحه ويسأل عن حاجته، فتزاد القلوب محبة، والنفوس مجبولة على حب من أحسن إليها. كذلك اليتيم فاقد الأب الذي لم يخلِّف أبوه مالاً فإن المجتمع المسلم يحل محل أبيه، فكلهم يشعرونه أنهم أب له، يحسن إليه ويمنحه من الخير؛ يقول -صلى الله عليه وسلم-: "أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ"، وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى وفرق بينهما، فهذا اليتيم الذي فقد أباه وحنانه وشفقته وإحسانه وجد من إخوانه المسلمين آباءً له يفرحونه ويواسونه ويربونه ويعلمونه ويثقفونه، إذ المجتمع المسلم مرتبط بعضه ببعض، يشفق بعضه على بعض، ويحنو بعضه على بعض، ويرحم بعضه بعضًا: (رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ). (وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ)، يعطي المسكين، ذلك المسكين الذي لا يجد مالاً يغنيه، ذلك المسكين الذي لا يُعرَف فيعطى، ذلك المسكين يمنعه الحياء من سؤال الناس كما قال -جل وعلا-: (لِلفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمْ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنْ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً)، وفي الحديث: "ليس المسكين الذي ترده اللقمة واللقمتان، إنما المسكين الذي لا يجد ما يغنيه ولا يسأل الناس ولا يفطن فيتصدق عليه"، هذا العفيف المتعفف الذي أثقلته الديون والهموم والمصاريف اليومية والتكاليف المعيشية، هذا المسكين هو الذي ينظر إليه، عفيف متعفف، دخله لا يغطي مصاريفه وحاجاته اليومية، يراعي أمور الناس ويخرج بين الناس مخرج الغني الواجد، والله أعلم ما وراء ذلك، فقر وقلة مال وتكاليف عائلية أتعبته، هذا المسكين هو الذي يحق لنا أن نبدأ به وأن نتواصى به، فإن هؤلاء الذين لا يسألون الناس ولا يتعرضون لهم، هؤلاء هم الذين يهتمون بهم ويعطون ما يعينهم على تكاليف هذه الحياة، فإن المؤمن إذا اهتمّ بهذا النوع استطاع بتوفيق الله أن يوطن العلاقة بينه وبين إخوانه المسلمين. أما السائل الذي يمد يديه شاحذًا فإنه يُعطى؛ لأن الله يقول: (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ)، لكن هذا السائل إن وجدت عليه علامة الغنى والجد والسعة والقوة والنشاط فإني لا أعينه على كسله، ولا أعينه على باطله، أحثه على العمل وأرشده إلى الاكتساب وأحذره من ذلة السؤال، فإنه ذلة وهوان؛ يقول -صلى الله عليه وسلم-: "من سأل الناس أموالاً تكثرًا جاء يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم"، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: "من سأل الناس تكثرًا فإنه جمر فليأخذه أو ليدعه"، فإذا سألني السائل وأنا أرى إشارة القوة فعليّ أن أنصحه وأوجهه وأحذره من هذه الصفة الذميمة، جاء رجلان للنبي -صلى الله عليه وسلم- يسألانه، فقلّب فيهما النظر، فرآهما جلدين فقال: "إن شئتما أعطيتكما ولا تحل صدقة لغني ولا لذي قوة مكتسب"، أحثّه على العمل وأرشده على التكسب المشروع، وأحذّره من ذلة السؤال الذي لا يفيده بل يزيد ذلاً وخمولاً؛ بل أحثه على العمل وأوجهه، فإن هذا هو المطلوب. وفك الرقاب من هذا كما قال الله: (وَفِي الرِّقَابِ)، كان في أول الإسلام أبيح الرق لطريقة شرعية واحدة وهي إذا قاتل المسلمون الكفار، فمن قاتل من الكفار وأسر كان رفيقًا، ولكن دين الإسلام شرع إعتاق الأرقاء، فجعل الرق طريقًا واحدًا، وجعل التخلص منه بطرق متعددة لأنه لم يسترق إذلالاً ولكنه عقوبة، فإذا اعتدل واستقام شرع إعتاقه وتخليصه من الرق والهوان. ثم جاءت العبادات الشرعية، فأمر بالصلاة والزكاة؛ قال -جل وعلا-: (وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ)، فإقامة الصلاة من البر، وهي العبادة لله -جل وعلا-، هذه الصلوات الخمس فريضة على المسلم في يومه وليلته خمس مرات، فيها وقوفه بين يدي ربه، وتذللـه لربه وإقباله على ربه، ليس ركوعًا أو سجودًا فقط، ولكنها إقبال على الله بالقلب والروح والجسد، ووقوف بين يدي الله، فهذه القراءة والدعاء والالتجاء كل ذلك مما يقوي الإيمان في القلب: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ)، (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ الْكِتَابِ وَأَقِمْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ). وكذلك الصبر في البأساء والضراء وحين البأس، المسلم ذو صبر في ضرائه وسرائه وحين البأس، صابر محتسب في البأساء والضراء، لا ينهزم ولا يضعف ولا يسخط؛ بل يبذل السبب ويصبر على القضاء والقدر وينتظر فرج الله: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً)، (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً). ثم قال: (وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا)، في الإسلام حثٌّ على الوفاء بالعهود والتزامها فإن الوفاء بها مصلحة للأفراد والجماعة؛ بل للأمم والشعوب عمومًا، فإن الناس بلا عهد ولا ميثاق لا يؤمنون على حقوقهم ولا يطمئنون عليها، والوفاء بالعهود من أخلاق الإسلام؛ قال -جل وعلا-: (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً)، عهد بينك وبين ربك في طاعتك له وإخلاص الدين له وتنفيذ أوامره واجتناب نواهيه، وعهد بينك وبين الخلق في التعامل العام في البيع والشراء والاستئجار وغير ذلك من التعامل المادي. ثم قال: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ)، انظر -أخي المسلم- فإن هذا الدين دين كمال وشرف، دين حياة وآخرة، دين إصلاح الفردي والمجتمع، دين صدق ووفاء لم يطلب من الإنسان وحده فقط في عبادته؛ بل طالب المسلم بأن يكون عضوًا صالحًا في مجتمعه يعين على الخير كله فقال: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا) أي: هؤلاء الذين أتوا بأنواع البر هم الصادقون المتقون لله، إذ الإيمان أقوال وأعمال: "ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ولكن ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال"، صدقوا في إسلامهم، صدقوا في إيمانهم، صدقوا في التزامهم، صدقوا فطبقوا شرع الله على واقع حياتهم، فكان الإسلام حقًا منهجهم في حياتهم كلها، دين جاء بما يصلح الدنيا والآخرة، دين جاء بما يقوي روابط المجتمع، دين جاء ليبني المجتمع المسلم بناءً متكاملاً، بناءً متراصًا، بناءً صادقًا، دين يدعو إلى الحقيقة والصدق والإخلاص: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا)، صدقوا حيث كان الإيمان والعمل متطابقين، صدقوا حيث طبقوا منهج الله في حياتهم وقبلوا أوامر الله وطبقوا هذه الشريعة وتعاليمها على أنفسهم وعلى المجتمع المسلم، فنالوا بهذا التطبيق الصدق، فصاروا من أهل التقوى: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ). ( يتبع ) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
اليوم, 06:17 AM | #112 |
|
رد: الأخلاق المحمودة في الإسلام ( متجدد )
تابع – البر
: إن من أنواع البر، البر بالأبوين؛ فإن البر بهما من أعظم أنواع البر؛ قال الله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً)، سئل النبي -صلى الله عليه وسلم-: من أبر؟! قال: "أمك"، قال: ثم من؟! قال: "أمك"، قال: ثم من؟! قال: "أمك"، قال: ثم من؟! قال: "أباك". فبر الوالدين عمل صالح، ودليل الإيمان والصدق والتقوى، فبرهما دليل على صدق الإيمان وتقوى الله، وعقوقهما يدل على ضعف الإيمان وقلة التقوى. ومن أنواع البر أيضًا -أيها المسلم-: البر بالكلمة الطيبة؛ قال الله -جل وعلا-: (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنْ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ)، وقال -جل وعلا-: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً). ومن أنواع البر: حسن الأخلاق والتعامل؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: "الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ". ومن أنواع البر: برك بالناس ولو كانوا غير مسلمين؛ قال الله تعالى: (لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ). والبر من أخلاق الأنبياء -عليهم السلام-؛ أخبر الله عن يحيى أنه قال: (وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيّاً)، وقال عن عيسى: (وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً). إن البر سبب لدخول الجنة؛ يقول -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِى إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِى إِلَى الْجَنَّةِ، ولا يزال الرَّجُلَ يَصْدُقُ ويتحرى الصدق حَتَّى يكتب عند الله صِدِّيقًا"، والبر سبب للنجاة من النار؛ يقول الله -جل وعلا-: (إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً * عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً)، وقال: (إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ). وليحذر المسلم من أن يقول قولاً ويخالف فعلاً؛ يقول -صلى الله عليه وسلم- فيما صحّ عنه: "رأيت ليلة أسري بي إلى السماء رجالاً تقرض شفاههم بمقاريض من نار، فقلت: من هؤلاء؟! قالوا: خطباء أمتك يدعون إلى البر ولا يعملونه وهم يتلون الكتاب". فالحذر الحذر أن تكون الأعمال تخالف الأقوال، أسأل الله السلامة والعافية. من خلال هذا الموضوع سوف أتناول المحاور التالية إن شاء الله 1- معنى البِرِّ لغةً واصطلاحًا 2- الفرق بين البِرِّ وبعض الصفات 3- التَّرغيب في البِرِّ 4- أقوال السَّلف والعلماء في البِرِّ 5- فوائد البر 6- أقسام البِرِّ 7- صور البِرِّ 8- موانع فعل البِرِّ 9- الحِكَم والأمثال في البِرِّ 10- البِرُّ في واحة الشِّعر ( يتبع ) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
اليوم, 06:21 AM | #113 |
|
رد: الأخلاق المحمودة في الإسلام ( متجدد )
تابع – البر
معنى البِرِّ لغةً واصطلاحًا معنى البِرِّ لغةً: البِرُّ: الصِّدق والطَّاعة والخير والفضل، وبَرَّ يَبـَــرُّ، إذا صَلَحَ. وبَرَّ في يمينه يَبَرُّ، إذا صدَّقه ولم يحنث. وبَرَّ رحمه يَبَرُّ، إذا وصله. ويقال: فلان يَبَرُّ ربَّه ويتبرَّره، أي: يطيعه. ورجل بَرٌّ بذي قرابته، وبارٌّ: من قوم بررة وأبرار، والمصدر: البِرُّ، والبَـرُّ: الصَّادق أو التقي وهو خلاف الفاجر، والبِرُّ: ضدُّ العقوق. وبَرِرْتُ والدي بالكسر، أَبَـــرُّهُ برًّا، وقد بَرَّ والده يَبَرُّه ويَبِرُّه بِرًّا... وهو بَـرٌّ به وبارٌّ.. وجمع البَرِّ الأبرار، وجمع البَارِّ البَرَرَةُ معنى البِرِّ اصطلاحًا: قال المناوي: (البِرُّ بالكسر أي: التوسُّع في فعل الخير، والفعل المرضِي، الذي هو في تزكية النَّفس... يقال: بَرَّ العبدُ ربَّه. أي: توسَّع في طاعته... وبِرُّ الوالد: التَّوسع في الإحسان إليه، وتحرِّي محابِّه، وتوقِّي مكارهِه، والرِّفقُ به، وضدُّه: العقوق. ويستعمل البِرُّ في الصِّدق؛ لكونه بعض الخير المتوسَّع فيه) قال القاضي المهدي: (والبِرُّ: هو الصِلة، وإسداء المعروف، والمبالغة في الإحسان) الفرق بين البِرِّ وبعض الصفات - الفرق بين البِرِّ والخير: (أنَّ البِرَّ مضَمَّن بجعل عاجل قد قُصِد وجه النفع به، فأمَّا الخير فمطلق، حتَّى لو وقع عن سهو لم يخرج عن استحقاق الصِّفة به. ونقيض الخير: الشَّر، ونقيض البِرِّ: العقوق) - الفرق بين البِرِّ والصلة: (أنَّ البِرَّ سعة الفضل المقصود إليه، والبِرُّ أيضًا يكون بلين الكلام، وبَرَّ والده إذا لقيه بجميل القول والفعل. قال الرَّاجز: بُنَيَّ إنَّ البرَّ شيء هيِّن وجهٌ طليق وكلامٌ ليِّن والصِّلة: البِرُّ المتأصِّل. وأصل الصِّلة: وصلة على فعله، وهي للنَّوع والهيئة، يقال: بارٌّ وصولٌ، أي: يصل برَّه فلا يقطعه. وتواصل القوم: تعاملوا بوصول بِرِّ كل واحد منهم إلى صاحبه. وواصله: عامله بوصول البِرِّ. وفي القرآن: وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ [القصص: 51] ، أي: كثَّــرْنا وصول بعضه ببعض بالحكم الدَّالة على الرَّشد) - الفرق بين الصَّدقة والبِرِّ: (الفرق بين البر وَالصَّدَقَة أنَّك تصَّدَّق على الفقير لسدِّ خلَّته، وتبرُّ ذا الحقِّ لاجتلاب مودَّته، ومن ثمَّ قيل: بِرُّ الوالدين. ويجوز أن يقال: البِرُّ هو: النَّفع الجليل. ومنه قيل: البِرُّ لسعته محلًّا له نفعة. ويجوز أن يقال: البِرُّ سعة النَّفع. وقيل: البِرُّ الشَّفقة) - الفرق بين القُرْبَان والبِرِّ: قال أبو هلال: (إنَّ القُرْبَان: البِرُّ الذي يتقرَّب به إلى الله، وأصله المصدر، مثل الكفران والشُّكران) الترغيب في البر أولًا: التَّرغيب في البِرِّ في القرآن الكريم - قال تعالى: لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ [البقرة: 177] قال الزَّمخشريُّ: (البِرُّ اسم للخير ولكلِّ فعل مُرْضِى، أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ الخطاب لأهل الكتاب؛ لأنَّ اليهود تصلِّى قِبل المغرب إلى بيت المقدس، والنَّصارى قِبل المشرق. وذلك أنَّهم أكثروا الخوض في أمر القبلة حين حوَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة، وزعم كلُّ واحد من الفريقين أنَّ البِرَّ التوجُّه إلى قبلته، فردَّ عليهم. وقيل: ليس البِرَّ فيما أنتم عليه، فإنَّه منسوخ خارج من البِرِّ، ولكنَّ البِرَّ ما نبيِّنه. وقيل: كثر خوض المسلمين وأهل الكتاب في أمر القبلة، فقيل: ليس البِرَّ العظيم الذي يجب أن تذهلوا بشأنه عن سائر صنوف البِرِّ: أمر القبلة، ولكنَّ البِرَّ الذي يجب الاهتمام به وصرف الهمَّة: بِرُّ من آمن، وقام بهذه الأعمال) - قال تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [المائدة: 2] (قوله جلَّ ذكره: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى، البِرُّ: فعل ما أُمِرْت به، والتَّقوى: ترك ما زُجرت عنه. ويقال: البِرُّ: إيثار حقِّه سبحانه، والتَّقوى: ترك حظِّك. ويقال: البِرُّ: موافقة الشَّرع، والتَّقوى: مخالفة النَّفس. ويقال: المعاونة على البِرِّ بحسن النَّصيحة، وجميل الإشارة للمؤمنين. والمعاونة على التَّقوى بالقبض على أيدي الخطَّائين بما يقتضيه الحال من جميل الوعظ، وبليغ الزَّجر، وتمام المنع على ما يقتضيه شرط العلم. والمعاونة على الإثم والعدوان بأن تعمل شيئًا مما يُقتدى بك لا يرضاه الدِّين، فيكون قولك الذي تفعله، ويُقتدى بك (فيه) سنَّة تظهرها، و(عليك) نبُوُّ وِزْرها. وكذلك المعاونة على البِرِّ والتَّقوى، أي الاتصاف بجميل الخصال على الوجه الذي يُقتدى بك فيه) ثانيًا: التَّرغيب في البِرِّ في السُّنَّة النَّبويَّة - عن الـنَّـوَّاسِ بن سمعانَ رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البِرِّ والإثم، فقال: ((البِرُّ حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه النَّاس )) قال ابن دقيق العيد: (أمَّا البِرُّ فهو الَّذي يُبِرُّ فاعلَه، ويلحقه بالأبرار، وهم المطيعون لله عزَّ وجلَّ. والمراد بحسن الخلق: الإنصاف في المعاملة، والرِّفق في المحاولة، والعدل في الأحكام، والبذل في الإحسان، وغير ذلك من صفات المؤمنين) وقال علي القاري: (.. ((فقال: البِرُّ)) أي: أعظم خصاله، أو البِرُّ كلُّه مجملًا ((حسن الخلق)) أي: مع الخلق بأمر الحقِّ أو مداراة الخلق، ومراعاة الحقِّ. قيل: فُسِّر البِرُّ في الحديث بمعان شتى: ففسَّره في موضع بما اطمأنَّت إليه النَّفس، واطمأنَّ إليه القلب. وفسَّره في موضع بالإيمان، وفي موضع بما يقرِّبك إلى الله، وهنا بحسن الخلق، وفسَّر حسن الخلق باحتمال الأذى، وقلَّة الغضب، وبسط الوجه، وطيب الكلام، وكلُّها متقاربة في المعنى... وقال بعض المحققين: تلخيص الكلام في هذا المقام أن يقال: البِرُّ اسمٌ جامعٌ لأنواع الطَّاعات والأعمال المقرِّبات، ومنه بِرُّ الوالدين، وهو استرضاؤهما بكلِّ ما أمكن، وقد قيل: إنَّ البِرَّ من خواصِّ الأنبياء عليهم السلام، أي: كمال البِرِّ. إذ لا يستبعد أن يوجد في الأمَّة من يوصف به، وقد أشار إليهما من أُوتي جوامع الكلم صلى الله عليه وسلم بقوله: حسن الخلق؛ لأنَّه عبارة عن حسن العشرة، والصُّحبة مع الخلق بأن يعرف أنهم أسراء الأقدار، وإنْ كان ما لهم من الخلق والخلق والرِّزق والأجل بمقدار، فيحسن إليهم حسب الاقتدار، فيأمنون منه، ويحبُّونه بالاختيار. هذا مع الخلق، وأما مع الخالق فبأَنْ يشتغل بجميع الفرائض والنَّوافل، ويأتي لأنواع الفضائل، عالـمًا بأنَّ كلَّ ما أتى منه ناقص يحتاج إلى العذر، وكل ما صدر من الحقِّ كامل يوجب الشُّكر) - وعن ثوبانَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يزيد في العمر إلَّا البِرُّ، ولا يردُّ القدر إلَّا الدُّعاء، وإنَّ الرَّجل ليُحْرَم الرِّزق بخطيئة يعملها )) قال السِّندي في حاشيته: (قوله: ((لا يزيد في العمر إلا البِرُّ)) إمَّا لأنَّ البارَّ ينتفع بعمره وإن قلَّ، أكثر ممَّا ينتفع به غيره وإن كثر، وإما لأنَّه يُزاد له في العمر حقيقة، بمعنى أنَّه لو لم يكن بارًّا لقصر عمره عن القدر الذي كان إذا بَرَّ، لا بمعنى أنَّه يكون أطول عمرًا من غير البارِّ، ثمَّ التفاوت إنَّما يظهر في التَّقدير المعلَّق، لا فيما يعلم الله تعالى أنَّ الأمر يصير إليه. فإنَّ ذلك لا يقبل التَّغير. وإليه يشير قوله تعالى: يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ [الرعد: 39] ) - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بالصِّدق؛ فإنَّ الصِّدق يهدي إلى البِرِّ. وإنَّ البِرَّ يهدي إلى الجنَّة. وما يزال الرجل يصدُق، ويتحرَّى الصِّدق حتى يُكتب عند الله صدِّيقًا. وإيَّاكم والكذب؛ فإنَّ الكذب يهدي إلى الفجور. وإنَّ الفجور يهدي إلى النَّار. وما يزال الرَّجل يكذب، ويتحرَّى الكذب حتَّى يُكتب عند الله كذابًا )) قال القاري: (.. ((عليكم بالصِّدق)) أي: الزموا الصِّدق، وهو الإخبار على وفق ما في الواقع. ((فإنَّ الصِّدق)) أي: على وجه ملازمته ومداومته. ((يهدي)) أي: صاحبه. ((إلى البِرِّ)) وهو جامع الخيرات من اكتساب الحسنات واجتناب السيئات، ويطلق على العمل الخالص الدَّائم المستمر معه إلى الموت. ((وإنَّ البِرَّ يهدي)) أي: يوصل صاحبه. ((إلى الجنَّة)) أي: مراتبها العالية ودرجاتها) ( يتبع ) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
اليوم, 06:23 AM | #114 |
|
رد: الأخلاق المحمودة في الإسلام ( متجدد )
تابع – البر
الترغيب في البر أقوال السَّلف والعلماء في البِرِّ - روي عن عيسى ابن مريم -على نبينا وعليه السلام-: (البِرُّ ثلاثة: المنطق والنَّظر والصمت، فمن كان منطقه في غير ذكر فقد لغا، ومن كان نظره في غير اعتبار فقد سها، ومن كان صمته في غير فكر فقد لها) - وقال أبو الدَّرداء: (اعبدوا الله كأنَّكم ترونه، وعُدُّوا أنفسكم في الموتى، واعلموا أنَّ قليلًا يغنيكم، خير من كثير يلهيكم، واعلموا أنَّ البِرَّ لا يبلى، وأنَّ الإثم لا يُنسى) وعن أبي الأشهب قال: (سمعت الحسن، يقول: وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ [المؤمنون: 60] ، قال: كانوا يعملون ما عملوا من أنواع البِرِّ، وهم مشفقون أن لا ينجيهم ذلك من عذاب الله) - وقال أبو ذر الغفاري رضي الله عنه: (يكفي من الدُّعاء مع البِرِّ مثل ما يكفي الطَّعام من الملح) - و(قال سليمان بن عبد الملك: يا أبا حازم أيُّ عباد الله أكرم؟ قال: أهل البِرِّ والتَّقوى) - و(قال داود الطائي: البَرُّ همَّته التَّقوى، فلو تعلَّقت جميع جوارحه بالدُّنيا، لردَّته نيَّته يومًا إلى نيَّةٍ صالحةٍ، وكذلك الجاهل بعكس ذلك) - وقيل لسفيان بن عيينة: ما السَّخاء؟ قال: (السَّخاء: البِرُّ بالإخوان، والجود بالمال) - وقال مالك بن دينار: (ما من أعمال البِرِّ شيء إلا دونه عقبة، فإنْ صبر صاحبها أفضت به إلى رَوحٍ، وإنْ جزع رجع) - وقال ابن حزم: (ينبغي أنْ يرغب الإنسان العاقل في الاستكثار من الفضائل وأعمال البِرِّ التي يستحق من هي فيه الذِّكر الجميل، والثَّناء الحسن، والمدح، وحميد الصِّفة. فهي التي تقرِّبه من بارئه تعالى، وتجعله مذكورًا عنده عزَّ وجلَّ الذِّكر الذي ينفعه، ويحصل على بقاء فائدته، ولا يبيد أبد الأبد) - وقال ابن عبد البر: (وقالوا: البِرُّ في المساعدة، والمؤانسة، والمؤاخاة) - وعن يونس بن عبيد قال: (لا تجد شيئًا من البِرِّ واحدًا يتبعه البِرُّ كلُّه غير اللِّسان، فإنَّك تجد الرَّجل يُكثر الصيام ويُفطر على الحرام، ويقوم الليل ويشهد بالزُّور، وذكر شيئًا نحو هذا، ولكن لا تجده لا يتكلم إلا بحقٍّ، فيخالف ذلك علمه أبدًا) - وقال سهل بن عبد الله: (ليس كلُّ من عمل بطاعة الله صار حبيب الله، ولكن من اجتنب ما نهى الله عنه صار حبيب الله، ولا يجتنب الآثام إلا صدِّيق مقرَّب، وأمَّا أعمال البِرِّ فيعملها البَرُّ والفاجر) - وقال محمد بن علي التِّرمذي: (ليس في الدُّنيا حِمل أثقل من البِرِّ؛ لأنَّ من برَّك فقد أوثقك، ومن جفاك فقد أطلقك) - وقال ابن القيِّم: (إنَّ أعمال البِرِّ تنهض بالعبد، وتقوم به، وتصعد إلى الله به، فبحسب قوَّة تعلُّقه بها يكون صعوده مع صعودها) فوائد البر 1- البِرُّ طريق موصل إلى الجنَّة: فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (عليكم بالصِّدق؛ فإنَّ الصِّدق يهدي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يهدي إلى الجنَّة، وإنَّ الرَّجل يَصْدُق حتى يكتب عند الله صِدِّيقًا). 2- من فضائل البِرِّ أنه سبيل للزيادة في العمر: فعن سلمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يردُّ القضاء إلَّا الدُّعاء، ولا يزيد في العمر إلَّا البِرُّ). 3- البِرُّ من أسباب سعادة المرء في الدَّارين. 4- البِرُّ يؤدِّي إلى نيل محبَّة النَّاس، وإلى الألفة وشيوع روح المحبَّة في المجتمع. 5- بذل البِرِّ يؤكِّد المحبَّة، فقد قيل: (أربعة تؤكِّد المحبَّة: حسن البِشْر، وبذل البِرِّ، وقصد الوفاق، وترك النِّفاق) قال الماورديُّ: (وأما البِرُّ، وهو الخامس من أسباب الألفة؛ فلأنَّه يوصل إلى القلوب ألطافًا، ويثنيها محبَّة وانعطافًا) 6- البِرُّ طريقٌ لراحة البال، واستقرار النَّفس واطمئنانها: ففي حديث وابصة بن معبد قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((جئتَ تسأل عن البِرِّ والإثم؟ قلت: نعم. قال: استفت قلبك، البِرُّ ما اطمأنَّت إليه النَّفس، واطمأنَّ إليه القلب)) 7- البِرُّ إحدى الصِّفات التي لا تكتمل مكارم الأخلاق إلَّا بها: عن النَّوَّاس بن سمعانَ رضي الله عنه: ((سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البِرِّ والإثم؟ فقال: البِرُّ حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطَّلع عليه النَّاس)) 8- أنَّ كلَّ أنواع الخير ينطوي تحت كلمة البِرِّ قال ابن القيِّم: (إنَّ أعمال البِرِّ تنهض بالعبد، وتقوم به، وتصعد إلى الله به، فبحسب قوة تعلُّقه بها يكون صعوده مع صعودها) 9- أنَّ البِرَّ يحرس النِّعم ويحصِّنها: يقول النَّبي صلى الله عليه وسلم: ((ما نقص مال عبد من صدقة)) (وقيل: من تلقَّى أوائل النِّعم بالشُّكر، ثم أمضاها في سبل البِرِّ، فقد حرسها من الزَّوال، وحصَّنها من الانتقال) 10- أنَّ البِرَّ والإحسان إلى النَّاس يعطي هيبة تعين على أمور الدُّنيا والدِّين فمن أحسن إلى النَّاس عظم في أعينهم، ولقي الاحترام والتوقير، وبادلوه الحبَّ، ممَّا يجعل له مكانته وهيبته في المجتمع، فتعينه تلك المكانة على أموره. قال الشَّاعر: أحسِن إلى النَّاس تستعبدْ قلوبهمُ فطالما استعبد الإحسانُ إنسانًا ( يتبع ) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
اليوم, 06:26 AM | #115 |
|
رد: الأخلاق المحمودة في الإسلام ( متجدد )
تابع – البر
أقسام البِرِّ البِرُّ ينقسم إلى قسمين: بِرُّ صِلَة، وبِرُّ معروف. قال الماورديُّ: (والبِرُّ نوعان: صِلَة، ومعروف. فأما الصلَة: فهي التَّبرع ببذل المال في الجهات المحدودة لغير عوض مطلوب، وهذا يبعث عليه سماحة النَّفس وسخاؤها، ويمنع منه شحُّها وإباؤها. قال الله تعالى: وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الحشر: 9] وأما النَّوع الثَّاني من البِرِّ فهو: المعروف، ويتنوع أيضا نوعين: قولًا وعملًا. فأما القول: فهو طيب الكلام، وحسن البِشْر، والتودُّد بجميل القول، وهذا يبعث عليه حسن الخلق، ورِقَّة الطبع، ويجب أن يكون محدودًا كالسَّخاء؛ فإنَّه إن أسرف فيه كان مَلَقًا مذمومًا، وإن توسط واقتصد فيه كان معروفًا، وبِرًّا محمودًا. وأمَّا العمل: فهو بذل الجاه والمساعدة بالنَّفس، والمعونة في النَّائبة، وهذا يبعث عليه حبُّ الخير للنَّاس، وإيثار الصَّلاح لهم. وليس في هذه الأمور سَرَفٌ، ولا لغايتها حَدٌّ، بخلاف النَّوع الأوَّل؛ لأنَّها وإن كثرت فهي أفعال خير تعود بنفعين: نفع على فاعلها في اكتساب الأجر، وجميل الذِّكر، ونفع على المعان بها في التخفيف عنه، والمساعدة له) صور البِرِّ البِرُّ لفظةٌ تعمُّ جميع أعمال الإحسان، وتشمل كلَّ خصال الخير، وعلى هذا فللبر أشكال وصور كثيرة، لكنْ من أبرز صور البِرِّ والإحسان: البِرُّ بالوالدين: قال الله تعالى مثنيًا على نبيه عيسى عليه السلام: وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا [مريم: 32] وقال عن نبيه يحيى عليه السلام: وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا [مريم: 14] وقرن بر الوالدين بتوحيده فقال: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا 23 وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا [الإسراء: 23-24] وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ((سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: بر الوالدين، قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله )) فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم بر الوالدين أفضل من الجهاد في سبيل الله (ويكاد الإنسان لا يفي والديه حقهما عليه مهما أحسن إليهما، لأنهما كانا يحسنان إليه حينما كان صغيرًا وهما يتمنيان له كل خير، ويخشيان عليه من كل سوء، ويسألان الله له السلامة وطول العمر، ويهون عليهما من أجله كل بذلٍ مهما عظم، ويسهران على راحته دون أن يشعرا بأي تضجر من مطالبه، ويحزنان عليه إذا آلمه أي شيء) ولا يقتصر بر الوالدين على حال حياتهما، بل يمتد أيضًا إلى ما بعد مماتهما، ففي الحديث ((عن أبي أُسَيْد مالك بن ربيعة السَّاعدي قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذْ جاءه رجل من بني سلمة، فقال: يا رسول الله، هل بقي من بِرِّ أبوي شيء أبرُّهما به بعد موتهما؟ قال: نعم، الصَّلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرَّحم التي لا تُوصل إلا بهما، وإكرام صديقهما)) وفي الحديث الآخر، حديث ابن عمر: ((مِنْ أبَرِّ البِرِّ، أن يصل الرَّجل أهل وُدِّ أبيه بعد أن يُوَلِّي )) فصلة أقارب الميت وأصدقائه بعد موته هو من تمام بِرِّه. (وإذا قيل: فما هو البِرُّ الذي أمر الله به ورسوله؟ قيل: قد حَدَّه الله ورسوله بحَدٍّ معروف، وتفسير يفهمه كلُّ أحد، فالله تعالى أطلق الأمر بالإحسان إليهما، وذكر بعض الأمثلة التي هي أنموذج من الإحسان، فكل إحسان قوليٍّ أو فعليٍّ أو بدنيٍّ، بحسب أحوال الوالدين والأولاد والوقت والمكان، فإنَّ هذا هو البِرُّ... فكلُّ ما أرضى الوالدين من جميع أنواع المعاملات العرفيَّة، وسلوك كلِّ طريق ووسيلة ترضيهما، فإنَّه داخل في البِرِّ، كما أنَّ العقوق: كلُّ ما يسخطهما من قول أو فعل. ولكن ذلك مقيد بالطَّاعة لا بالمعصية. فمتى تعذَّر على الولد إرضاء والديه إلا بإسخاط الله، وجب تقديم محبَّة الله على محبَّة الوالدين. وكان اللَّوم والجناية من الوالدين، فلا يلومان إلا أنفسهما) موانع فعل البِرِّ 1- البعد عن الله سبحانه وتعالى، وكثرة الذُّنوب تحيل بين المرء وبين عمل المعروف والبِرِّ. 2- البخل والشُّحُّ، وحبُّ المال، والحرص عليه، والتعلق به. 3- الحقد، والتَّحاسد، والكراهية تمنع الشخص من الإحسان إلى النَّاس. 4- الجهل بما يرتَّب على عمل البِرِّ من أجر عظيم. الوسائل المعينة على فعل البِرِّ: 1- طلب رضا الله، فمن أراد التقرُّب إلى الله، فإنَّه سيسعى بكلِّ عمل يوصله إليه، ومن ذلك كلُّ أعمال البِرِّ. 2- تدريب النفس وتعويدها على عمل الصَّالحات، حتَّى وإن دعته نفسه إلى تركها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الصِّدق يهدي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يهدي إلى الجنَّة، وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق... )) 3- حبُّ النَّاس، والسَّعي للتودُّد إليهم، والتقرُّب منهم، مدعاة للبِرِّ، والإحسان لهم. 4- معالجة النَّفس من مرض البخل والشُّحِّ، ومحاولة تعويدها على الإنفاق في وجوه الخير، وفي مختلف القرب: قال تعالى: لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ [آل عمران: 92] 5- تقوى الله ومخافته، طريق يجعل الإنسان يسعى لإرضائه جلَّ وعلا: قال تعالى: وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى [البقرة: 189] 6- نزع الحقد والغلِّ والحسد وغيرها من الصِّفات القبيحة، والتي تقف حائلًا أمام الإحسان إلى النَّاس وبرِّهم. الحِكَم والأمثال في البِرِّ - أخ أراد البِرَّ صرحًا فاجتهد - البِرُّ أن تعمل في السِّر عمل العلانية - خير البِرِّ عاجله - برُّ الكريم طبع، وبرُّ البخيل دفعٌ - أبرُّ من هرَّة - خير البِرِّ ما صفا وضفا - (سئل بزَرْجَمهر الحكيم: من أولى النَّاس بالسَّعادة؟ فقال: من سلم من الذُّنوب. فقيل له: من أفضل النَّاس عيشًا؟ قال: المجتهد الموَفَّق. قيل له: فما أفضل البِرِّ؟ قال: الورع) - قال ابن المقفع: (من أفضل البِرِّ ثلاث خصال: الصِّدق في الغضب، والجود في العُسرة، والعفو عند القدرة) - يقال: (ثلاث من كنوز البِرِّ: كتمان الصَّدقة، وكتمان الوجع، وكتمان المصيبة) - ويقال: (مكتوب في التوراة: من يزرع البِرَّ يحصد السَّلامة) - يقال: (سبعة أشياء من كنوز البِرِّ، وكلُّ واحد من ذلك واجب بكتاب الله تعالى. أولها: الإخلاص في العبادة، لقول الله عزَّ وجلَّ: وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء [البينة: 5] ، والثَّاني: بِرُّ الوالدين، لقوله عزَّ وجلَّ: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ [لقمان: 14] ، والثَّالث: صلة الرَّحم، لقوله عزَّ وجلَّ: وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ [النساء: 1] ، والرَّابع: أداء الأمانة، لقوله تعالى: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا [النساء: 58] الآية. والخامس: أن لَّا يطيع أحدًا في المعصية، لقول الله عزَّ وجلَّ: وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ آل عمران: 64[، والسَّادس: أن لَّا يعمل بهوى نفسه، لقول الله عزَّ وجلَّ: وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ]النازعات: 40[، والسَّابع: أن يجتهد في الطَّاعة، ويخاف الله تعالى، ويرجو ثوابه، لقوله تعالى: يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ]السجدة: 16[، فالواجب على كلِّ إنسان أن يكون خائفًا باكيًا، فإنَّ الأمر شديد)] - ويقال: (من علامات التَّوفيق ثلاث: دخول أعمال البِرِّ عليك من غير قصد لها، وصرف المعاصي عنك مع الطَّلب لها، وفتح باب اللَّجَأ والافتقار إلى الله عزَّ وجلَّ في الشِّدَّة والرَّخاء، ومن علامات الخذلان ثلاث: تعسُّر الخيرات عليك مع الطَّلب لها، وتيسُّر المعاصي لك مع الرَّهَب منها، وغلق باب اللَّجَأ والافتقار إلى الله عزَّ وجلَّ) - وقالوا: (البِرُّ في المساعدة، والمؤانسة، والمؤاخاة) ( يتبع ) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
اليوم, 06:31 AM | #116 |
|
رد: الأخلاق المحمودة في الإسلام ( متجدد )
تابع – البر
البِرُّ في واحة الشِّعر قال ابن الأعرابي: ليس بما ليس به بأسٌ باسُ ولا يضيرُ البَرَّ ما قال النَّاسُ قال الشَّاعر: واللهُ أنجحُ ما طلبتَ به والبِرُّ خيرُ حقيبةِ الرَّحْلِ وقال آخر: وما البِرُّ إلا مُضْمَراتٌ من التُّقى وما المال إلا مُعْمَراتٌ ودائع وقال سابق البربري: إنَّ التُّقى خيرُ زادٍ أنت حاملُه والبِرُّ أفضلُ شيءٍ ناله بشرُ وقال آخر: والإثمُ مِن شرِّ ما يُصالُ به والبِرُّ كالغيثِ نبتُه أَمِرُ وقال آخر: من لم يُنِلْك البِرَّ في حياتِه لم تبكِ عيناك على وفاتِه وقال آخر: بُنيَّ إنَّ البِرَّ شيءٌ هيِّنُ المنطقُ الليِّنُ والطُعَيِّمُ أنشد الكُرَيْزي: مِن خيرِ ما حُزتَه وُدٌّ لذي كرمٍ يجزيك ما عشتَ بالإحسانِ إحسانا تلقَى بشَاشَته في قربِه وإذا أنال نالك منه البِرُّ ما كانا قال الشَّاعر: وكم صاحبٍ أكرمته غيرَ طائعٍ ولا مكرهٍ إلا لأمرٍ تعمَّدا وما كان ذاك البِرُّ إلا لغيرِه كما نصبوا للطيرِ بالحبِّ مصيدا وقال أبو العتاهية: وإن امرأ لم يرتجِ النَّاسُ نفعَه ولم يأمنوا منه الأذَى لَلَئيمُ وإن امرأ لم يجعلِ البِرَّ كنزَه ولو كانت الدُّنيا له لعديمُ قال الصرصري: واغرسْ أصولَ البِرِّ تجْنِ ثمارَها فالبِرُّ أزكَى منبتًا للغارسِ وقال سفيان ابن عيينة: أَبُنَيَّ إنَّ البِرَّ شيءٌ هيِّنُ وجهٌ طليقٌ وكلامٌ ليِّنُ وأنشد أبو الحسن الهاشمي: النَّاس كلُّهم عيالُ اللهِ تحتَ ظلالِه فأحبُّهم طُرًّا إليه أبرُّهم لعيالِه قال أبو إسحاق الإلبيري: فلا ترضَ المعايبَ فهي عارٌ عظيمٌ يُورثُ الإنسانَ مقتا وتهوي بالوجيهِ من الثُّريَّا وتبدلُه مكانَ الفوقِ تحتا كما الطَّاعاتُ تَنعَلُكَ الدَّراري وتجعلُك القريبَ وإن بعدتا وتنشرُ عنك في الدُّنيا جميلًا فَـتُلفي البِرَّ فيها حيث كنتا وتمشي في مناكبها كريمًا وتجني الحمدَ ممَّا قد غرستا قال الوليد ين يزيد: من يتَّقِ الله يجدْ غِبَّ التُّقى يومَ الحسابِ صائرًا إلى الهدَى إنَّ التُّقى أفضلُ شيءٍ في العملْ أرى جماعَ البِرِّ فيه قد دخلْ |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
اليوم, 06:35 AM | #117 |
|
رد: الأخلاق المحمودة في الإسلام ( متجدد )
موضوعنا القادم سيكون ان شاء الله عن ( البشاشة )
وسوف أتناول من خلال هذا الموضوع المحاور التالية أوَّلًا: معنى البَشاشةِ لغةً واصطِلاحًا ثانيًا: الفَرقُ بَينَ البِشرِ والهَشاشةِ والبَشاشةِ ثالثًا: التَّرغيبُ في البَشاشةِ والحَثُّ عليها رابعًا: فوائِدُ البَشاشةِ خامسًا: مظاهِرُ وصُورُ البَشاشةِ سادسًا: موانِعُ البَشاشةِ سابعًا: الوَسائِلُ المُعينةُ على البَشاشةِ ثامنًا: قِصصٌ ونماذِجُ مِن البَشاشةِ تاسعًا: أخطاءٌ شائِعةٌ حولَ البَشاشةِ عاشرًا: مسائِلُ مُتفرِّقةٌ حادِيَ عَشرَ: البَشاشةُ وطَلاقةُ الوَجهِ في واحةِ الأدبِ |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
اليوم, 10:05 AM | #118 |
|
رد: الأخلاق المحمودة في الإسلام ( متجدد )
بوركت يابطل مواضيع هادفة وجميلة
اشكرك جهودك كبيرة |
هَاتِ القَوَافِيْ ، فَهٰذِيْ المَرْأَةُ الأَسْمَىٰ أَزَاحَ رَبِّيْ بِهَا ، عَنْ مُهْجَتِيْ الهَمَّا فِيْهَا مِنَ الحُبِّ مَا لَا شَيْءَ يَحْمِلُهُ وَمِنْ يَدَيْهَا اِجْتَنَيْتُ الأَمْنَ ، وَالحُلْمَ شكرآ أمير الشعراء وسيف المدائن,, |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 0 والزوار 11) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد ) | البراء | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 352 | 11-17-2024 10:26 PM |
الأخلاق أرزاق | فاطمة | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 14 | 07-16-2024 05:02 PM |
الأخلاق وهائب….!!!! | النقاء | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 12 | 02-25-2024 02:59 PM |
ربيع الأخلاق | بُشْرَى | الصحة والجمال،وغراس الحياة | 4 | 05-15-2023 12:50 PM |
الأخلاق وهائب | المهرة | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 5 | 03-16-2021 10:07 PM |