الكلِم الطيب (درر إسلامية) رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا |
رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
الإسلام والحداثيون
قال تعالى: ( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلّا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ) [التوبة: 32].
الحداثيون: هم نتاجٌ للعقم العقلي وتجربةٌ مهترئةٌ عن الحداثة الغربية ومنظورها عن الدين بفكرهم، وهم العقول المستأجرة في عصرنا الحديث، والمُستأجِر هم من مَلَك العداء للإسلام، أو ضاعَ عقله في الأوهام، والمُؤَجَّرْ هو ذلك المفكر الذي أَعمل فكره في الطعن بالدين بدلاً من ملازمة الحق ونصرة الدين، وذلك لزيغ في قلبه أو لكسبٍ في جيبه. ولننظر في أمر الحداثة ونشأتها، لنعرف أصل الأمر وجذور الشر، فالحداثة في مجمل أصلها كانت وليداً للصراعات بين الثورة المادية والعقلية وبين الحُكم الديني لأوروبا في العصور المظلمة، فالنفور من الدين ورجالاته، وأسلوبهم في إسقاط ذلك الفهم على الحياة المدنية أوجد ذلك الصراع وتلك النِقمة، فكانت النظرة السائدة آنذاك وبعد ذلك أنَّ الدين هو سدٌ مانعٌ للتحضر والرقي، وانه جاذبٌ للتحكم في المقدرات، ومقيدٌ للعقول، فنفروا منه وأحالوه إلى التقاعد ولم يستطيعوا إلغاءه بالكلية، فعاملوه كأنه نص غير ملزم، وقابلٌ للتعديل أو التأويل حسب المفهوم العقلي أو العلمي أو التحييد المصلحي، وبناء على ذلك وبتلكَ التجربة الظالمة من الطرفين من أهل الدين الذين انحرفوا عن الجادة وحرفوا ما بأيديهم لمنافعهم واحتكاراً للسلطة، وبينَ من عادى الدين بالكلية وجعله جزءاً ثانوياً ليس له حق التأثير وذلك خوفاً من تكرار التجربة ظهرت بذرةُ الحداثيين . ولنعد لحداثي زماننا ولحداثتهم ، فقد فهمنا مما مضى من نهجِ أسلافهم، أنهم مذاهبٌ فكرية استقت فهمها من العقائد الغربية والمذاهب الفلسفية، وأرادَ هؤلاء حديثي الأسنان إسقاطَ أفكارهم ودسَ منهجهم في التراث الإسلامي كتكرارٍ للتجربة المظلمة، اعتقاداً منهم لفسادٍ في عقولهم وزيغ في قلوبهم انه تحديثٌ للمفهوم والفهم الإسلامي بما يواكب العصر الحديث ويلائمه، وهذا واللهِ، ليس إعمالاً في العقل بل تقليداً للعُمي وفساداً في الرأي، فكيف يقاس على الإسلام وقد كان في عصر ظلامهم في أوج انتصاره وعلو ازدهاره بهذا المقياس الفاسد، وبأنَّه غير مكافئٍ للتقدم وملازمٌ للتطور، وكيف يُقارن بين دينٍ حرفه أصحابه لمصالحهم ولتثبيت مفاهيمهم، وبين دينٍ لم ولن تمسه يدٌ بتحريف فما لهم كيف يحكمون. وماذا يريد هؤلاء بعقولهم وأفكارهم المسمومة، والتي حملت معها العدوى والبلاء، فما هم إلا ناقلي مرض، ويعتقدون أنهم أطباء، ولو كان فيهم خيراً لداوَوا أنفسهم وأعملوا في الحق عقولهم، لكنهم باعوا أنفسهم وعقولهم للضلال، فبئست التجارة تلك، التي تُكْسِبُ في الدنيا عُلواً في الهدم واغتراراً في الفهم، وفي الآخرة سَخطاً من الله وعظيم نِقَمْ، فإنهم بما يفعلون، وبين الناس ينشرون، يريدون وحسب درجاتهم في الغباء، أن يعيدوا قراءة التراث الإسلامي قراءةً نقدية بعقولهم لتوافق شبهاتهم وتُحقِقَ غاياتهم، وهم أيضاً يطعنون في السنة ويشككون فيها بحيث تدخل الريبة على سالكيها، فيريدون بذلك إضعافَ مكانتها واعتقاد أنها لا تصلح للدلالة الشرعية أو بناء الأحكام، وأنها حالةٌ لفترةٍ زمنية وافقت وجود الرسول عليه السلام وانقضت بذهابه، وتوجهوا بخراب عقولهم إلى القران، فطعنوا فيه ونالوا من قدسيته واعتبروه نصاً قابلاً للدراسة والتأويل، وأنه مُحَدَدٌ في التوجيه والخطاب ولا يصلح للديمومة. وأمرُ شرهم في العموم بـــــــأن أرادوا فجوةً في الإسلام بين العقل والـــــدين، وان يحــال أمره إلى العقل وبهُ يكيَّف ويفهم حسب المراد، ويلغى فيهِ الاعتماد على الغيب لأن هذا فيه تعارضٌ بالنسبة لعقولهم الجوفاء مع العلم والعقلانية. فهؤلاء هم الحداثيون وعلى اختلافٍ بينهم في إبداءِ آراءهم إِلا أن هذا هو حالهم، وتلك هي مطالبهم، وإن لم يذكروها أحياناً علانيةً، لكن تلك هيَ حقيقتهم وذلك أمرهم فهم يريدون نزعَ القدسية عن القرآن وعدم الأخذ بالسنة، وأن الدين هو فهم الإنسان له بما يناسبه وليس هدى للناس ومُتناوِلٌ للدنيا والآخرة، وحاكمٌ للحياة وموجهٌ لصواب السلوك ونقاءِ الاعتقاد. ولا أعلمْ أي دينٍ يريد هؤلاء الحداثيون فلم يتركوا ثابتاً في الدين إلا وطعنوا فيه، ولا رمزاً إلا ولمزوا فيه، وإننا هنا ما ذكرنا عظيم شرهم وسوء فكرهم إِلا توجيهاً لمعرفةِ حالهم، وللحيطة من أمرهم، ودفاعاً عن ديننا، الذي هو عصمه أمرنا ورضا ربنا ، فالإسلام دين الله الكريم، تعهد بحفظه وهو الدين الخاتم للعالمين، وهؤلاء الشرذمة ومن شابههم فليس لهم على الدين من سبيل، وقد تصدى لهم أهل العلم فألقموهم حجراً، وما مَثَلُهُم إلا كمثل كلب أزعجَ أهلَ قريةٍ بنباحه فألقموه حجراً، وما احدثَ شيئاً، فلا القرية رحلت ولم يفده نباحه سوى حجراً جزاءً له. ولا يغترَ أحدٌ بأن الإسلام قد يُنالُ منه، فإنما كلُ هذا سرابٌ وتشويش، فالله مُتمٌ أمره ولو كره الكافرون والمبغضون، وان هذا التنوع في الهجمات لدليلٌ على قوة هذا الدين، فهم يحاولون في كل جانب وبأي طريقة، ولو كانت عقولهم منصفة لدلتهم على الرشاد، وهذه الطاقات المبذولة في ذلك العداء لو سخرت بنقاءٍ للبحث عن الحق لأوصلتهم منذ القدم إلى الهداية لكنهم أحفادُ الشياطين، فسبحان الله فنحنُ نزداد يقيناً أنَّ الجنة حق والنار حق... وكلٌ لعمله ملاقيه... ولسوف يعلمون. *** للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح |
يوم أمس, 09:00 PM | #3 |
|
رد: الإسلام والحداثيون
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 0 والزوار 12) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الإسلام والفطرة | ابو اسلام | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 1 | 11-09-2024 12:56 PM |
التواضع في الإسلام | عبدالله الهُذلي | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 2 | 08-06-2024 06:55 PM |
النية فى الإسلام | عطيه الدماطى | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 4 | 02-25-2024 02:17 PM |
الاقتصاد فى الإسلام | عطيه الدماطى | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 4 | 02-25-2024 02:04 PM |
الحب في الإسلام | ذَاتِ العِماد | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 20 | 03-16-2021 10:25 PM |