قراءة الكاتب أبو حامد لخاطرة أجنحة السهاد للكاتبة الياسمين

رد: أجنحةُ السُّهاد

تحليل خاطرة [أجنحة السهاد] للكاتبة الياسمين

على هذا الرابط
https://www.boohalharf.com/vb/showthread.php?t=15227

عندما يجنّح الأديب في آفاق البيان والإبداع والجمال فالكل ينظر إليه أنّه قد أوتي من الموهبة اللفظية والدافعية العاطفية والحذق بمتطلبات الصناعة اللغوية ما جعله يصف كما الطير في رحب الفن الأدبي.
و{الياسمين} أنموذج أدبي حاز التفرد والتميز في سمو الأدب بثروتها الثقافية وتنوع فنونها الأدبية – كاتبة وشاعرة وقاصة – ومهارتها اللغوية في الصياغة اللفظية.
كما أنها ذات ذكاء اجتماعي وعطاء أدبي وتجربة حياتية تضفي الحكمة والأداء المتقن على عطائها وتعاملها الراقي.
في خاطرة [أجنحة السهاد] تهدينا برجا عاجيا في شموخه ورحابة في مشاعره وهدوئه وبريقا لؤلؤي الطيف في روعته وجماله
تعال معي إلى تفاصيل الجمال ولك الخيار :
أولاً: البنية المعنوية:
أ- الدافعية: وهي تلك البواعث التي تدفع النفس للكتابة للتنفيس من ضغوطات المواقف سلبية أو إيجابية أو مشكلات أو خيبات أو قصور أو إبداع .
وبطل النص كما يبدو من النص يعاني -كما ذكر - من الهجر والنوى والتغرب والترحال والمنفى والسهاد والحزن وهذا ما طبخ في النفس مشاعر اليأس والبؤس والانفعال والحماس في فترة من العمر كان الوصل أولى فيلجأ البطل للكتابة للتنفيس عن هذا الانفعال الذي يعتلج في داخله فنجده يستخدم حروف الجر المكانية بكثرة (في 22مرة – من 14مرة) بينما حالة القلق والتردد واضحة من خلال استخدامه لـ(قد 4مرات) فالكتابة للتنفيس أولى من الكتمان حتى موت النفس كمداً.
ب- أفكار الخاطرة المتصاعدة التي تحكي من خلال فقراتها قصة سهاد المحبين المتكررة في كل ليل:
1- وصف حالة السهاد
2- وصف جماليات الذكرى
3- وصف آثار البعد عن الحبيبة
4- وصف اللقاء الخيالي مع الحبيبة
5- مواساة النفس بكتابة تباريح سهاد تلك الليلة.

ثانياً: البنية الفنية اللفظية:
أ‌- نوع الفن الأدبي: وهي الخاطرة والتي هي مزيج من الشعر والقصة والرسالة والمقال
1- ففيها من الشعر المنثور ما تستعذبه الأسماع من بعض الأوزان الموسيقية فالكاتبة شاعرة
2- وهذه الخاطرة تحاكي القصة في أبطالها وتدرج أحداثها وخاتمتها البسيطة.
3- وهي تشابه الرسالة في ذاتيتها وموجهة بين بطلين وتصف وتشكو وتنتظر تغذية راجعة.
4- وتستعير من المقال أسلوب المناقشة للفكرة التي بدأتها بمقدمة تصف حالة السهاد ثم تستعرض أحداث المأساة وفي الأخير تختمها بمواساة الكتابة.
ب‌- بنية الخاطرة : في خمس فقرات وكل فقرة ذات أربع وقفات تقريباً وهذا يدل أن الكاتبة ذات نفس طويل في الكتابة – كما رواية نجيب الكيلاني (ليالي السهاد) – وقد يكون أسباب ذلك:
1- دافعية حاضرة أو ذكرى عابرة أججتها مواقف قاهرة أو خيبة أمل ساخرة.
2- أيضا تمكن الكاتبة من رحلة الكتابة وقدرتها على استمطار الأفكار واستزراع أروع الألفاظ ودعمها بأجمل الأساليب وأنصع الصور فتقول لك نسيت نفسي في الكتابة.

ثالثاً: البنية البلاغية الجمالية:
أ‌- الموسيقى اللفظية: والكاتبة شاعرة تجيد صياغة الألحان بما يطرب الجنان من خلال:
1- الأوزان الداخلية المشابهة لأوزان الشعر المنثور
2- حرف السجع بل وحافظت على الروي (الوحام- الحمام- القوام- الكلام- الختام)
3- الجناس (احتمالا واحتفالا- النائي والناي- العطر المقطر)
4- الاشتقاق: (سماتك الأسمى)
ب‌- الإيحاءات والظلال وباعثها ألفاظ ذات إيقاع في النفس ووقفات تأمل أمثال (وسن- الكوني- التغرب- السلطة – النوى – المنفى- الرغيد- النسيم- اليراعة- مضض- النوارس- عرس- غرة- الصيف)
ت‌- الصور المركبة:
(النوم مهد الحلم – العطر المقطر من زوايا القلب- لامست نعناع اليدين- أصب أحلام المحابر في اليراعة- أصيد بالطرف الشريد رؤى – لهاث الموج فوق الشط)

*- وأخيراً: مما يغري القارئ والناقد بقراءة النص ببصيرته هو غنى النص بالمفردات الفريدة والتركيب الجديدة والصور التي لم تسبق والإيقاع للفظي المستعذب وعليه فليعذرنا الكاتب إذا لم نصل معه إلى نفس مستوى التفاعل الذي يقتضيه فهم النص فربما مرجع ذلك أننا لم نعايش الموقف ولذلك لم نستشعر إيحاءات وظلال الألفاظ المعبرة وكذلك القصور المعجمي بمعاني بعض الكلمات وتعدد مواقع استعمالاتها كما أن خيال القارئ العادي قد لا يرتقي إلى أفق خيال الأديب ليدرك أبعاد الصور الفنية الجمالية فهي لوحة وقصة حياة لموقف ما تناهت أحداثه .

الكاتبة {الياسمين} لك كل الشكر والتقدير فقد أهديتنا نصاً باذخاً تفيأنا ظلاله واستعذبنا حلاوة أساليبه وتراكيبه وتأملنا معانيه ظاهرها وما تحت السطور .
ولكن من المؤكد أنني لم أصل إلى كل مراد الكاتب للخاطرة التي هي هالة شعور وصيد خاطر لم يصوره ويتصوره إلا كاتبه النحرير فالمعذرة على الخطأ والقصور.

مع أرقى التحايا من أبي حامد

للمزيد من مواضيعي

 

.
.

الله كاتبنا أبو حامد
قراءة تفيض شهدا وحلاوة
جهد كبير
القراءات العميقة تثبت أنك كاتب بكل الاتجاهات رائع
النص جميل لكاتبتنا الياسمين
وازداد جمالا بلغتك وجمالك

بوركت
المكافأة المستحقة لهذا الجمال

احمد حماد ,الْياسَمِينْ ,أبو حامد معجبون بهذا

لو كان يهدى إلى الإنسان قيمته *** لكنت أهدي لك الدنيا بما فيها
سعادة الإدارية والكاتبة { بشرى} جهودكم كبيرة في استشعار المأمول
وعطاؤكم جزيل من المكافأة ووسام العطاء
وهذا كرم لم أتوقعه أو أسعى له
ولكنما النصوص الرائعة تفرض علينا احترامها - كسمو أصحابها- وتقديرها بما يجب من إبراز ملامح الجمال اللؤلوي المتدثر بين أصداف العبارات الرصينة والأطياف التي لا يستجلي كنها وحده البصر

كل الشكر والتقدير للكاتبة الياسمين على هذا النص الرائع
ومن الشكر أفخمه لإدارة المنتدى وممثلتهم ابنة الضاد على نقل الموضوع وتنسيقه

الْياسَمِينْ ,احمد حماد معجبون بهذا

أخي الأديب أبو حامد
‎محظوظة أنا لأنّ أحد نصوصي قد حظى بهذا الاهتمام وهذه القراءة العميقة الموشاة بذائقة راقية، ‎قراءة عميقة نقدية تحليلية تنمّ عن قدرة امتلاكك لأدوات النقد والدراسة الأدبية ،‎فنحن بحاجة دائمًا لهذا الحس الأدبي البليغ والنظرة الثاقبة…
‎إبداعك في القراءة لا يقل عن إبداعك في الكتابة ‎غمرتني بسعادة كبيرة.. كونك خصّصتني بهذه الإشادة الرفيعة، ‎بكلمات صادرة من الروح..
لهذه الوقفة الكبيرة أمام النص لك كل الاحترام ‎
شكرًا بحجم روعتك

أبو حامد ,احمد حماد معجبون بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بُشْرَى

.
.

الله كاتبنا أبو حامد
قراءة تفيض شهدا وحلاوة
جهد كبير
القراءات العميقة تثبت أنك كاتب بكل الاتجاهات رائع
النص جميل لكاتبتنا الياسمين
وازداد جمالا بلغتك وجمالك

بوركت
المكافأة المستحقة لهذا الجمال

إداريتنا الدؤوبة والغالية علينا بشرى..
‎جاءت كلماتك وهي تضفي جوها المثير على القصيدة
امتناني كبير لحضور يباهي به الحرف
‎شكرًا لحضورك القيّم هنا وكل التقدير لك

أبو حامد ,احمد حماد معجبون بهذا

الأخ القدير أبو حامد

أشكرك على هذا الجهد المميز والتحليل الدقيق
الذي أظهر احترامًا عميقًا للنص وللكاتبة المبدعة الياسمين.
إن تقديمك لمثل هذه الرؤى يعزز من قيمة الأدب
ويشجع على المزيد من التفكير والنقاش.
أتمنى لك دوام التوفيق والإبداع في مسيرتك الأدبية
ودمت منارة للفكر والنقد البناء.
تقديري وكثير احترام والورد

أبو حامد معجب بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الْياسَمِينْ

أخي الأديب أبو حامد
‎محظوظة أنا لأنّ أحد نصوصي قد حظى بهذا الاهتمام وهذه القراءة العميقة الموشاة بذائقة راقية، ‎قراءة عميقة نقدية تحليلية تنمّ عن قدرة امتلاكك لأدوات النقد والدراسة الأدبية ،‎فنحن بحاجة دائمًا لهذا الحس الأدبي البليغ والنظرة الثاقبة…
‎إبداعك في القراءة لا يقل عن إبداعك في الكتابة ‎غمرتني بسعادة كبيرة.. كونك خصّصتني بهذه الإشادة الرفيعة، ‎بكلمات صادرة من الروح..
لهذه الوقفة الكبيرة أمام النص لك كل الاحترام ‎
شكرًا بحجم روعتك

ولو قبل مبكاها بكيت صبابةً ***لكنت شفيت النفس قبل التنهمِ
ولكن بكت قبلي فهيجني البكا ***بكاها فقلت الفضل للمتقدمِ
بكيت على من زين الحسن وجهها ***وليس لها مثل بعرب وأعجمِ

نعم كما يقول الشاعر الفضل للمتقدم
فليس فضل زائر الحقل المثني عليه كمن كدح في زراعته وتنسيقه
بل أنا المحظوظ عندما أصادف نصا بليغا وكلما كررت قراءته ازداد طيبا وتفتحت ملامح حسنه وبيانه
وأنا خلال تأمله أقدر براعة كاتبه وجهده الذهني ومراجعته وتهذيبه ليبدو في أجمل صورة
الكاتبة الرائعة الياسمين سلم الجنان والبنان والبيان

احمد حماد معجب بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد حماد

الأخ القدير أبو حامد

أشكرك على هذا الجهد المميز والتحليل الدقيق
الذي أظهر احترامًا عميقًا للنص وللكاتبة المبدعة الياسمين.
إن تقديمك لمثل هذه الرؤى يعزز من قيمة الأدب
ويشجع على المزيد من التفكير والنقاش.
أتمنى لك دوام التوفيق والإبداع في مسيرتك الأدبية
ودمت منارة للفكر والنقد البناء.
[color=#0000خ80]تقديري وكثير احترام والورد[/color]

وثبت تَستقربُ النجم مجالا *** وتهادت تسحبُ الذيلَ اختيالا

وحِيالي غادةٌ تلعب في *** شعرها المائجِ غُنجًا ودلالا

طلعةٌ ريّا وشيءٌ باهرٌ *** أجمالٌ ؟ جَلَّ أن يسمى جمالا

فتبسمتُ لها فابتسمت *** وأجالت فيَّ ألحاظًا كُسالى

وتجاذبنا الأحاديث فما *** انخفضت حِسًا ولا سَفَّت خيالا

كلٌّ حرفٍ, زلّ عن مَرشَفِها *** نثر الطِّيبَ يميناً وشمالا

إن بعض النصوص الأدبية يبهرك بجماله وحسن بيانه
فينبهر الأديب الناقد في الإعجاب به ويطرب في وصفه
كما أعجب عمر أبو ريشه بالمضيفة وأبدع في وصفها
ذلك الأديب لكنما الناقد يغرم بالنص ذاته
وفي ذلك يقول الشافعي رحمه الله
أهل العربية جن الأنس يرون في الكلام ما لا يراه الأنس
أخي أحمد حماد أسعدني حضورك الوارف

احمد حماد معجب بهذا

.
.
قرآه ممتعه جدا
لبٌّ وثير ..إحساس جميل
يشعل فتنة الحرف ..
:
تلك ..
الرموز كـ أنها دُر نفيس .!

.
‎لها رونق وبهاء مميز
‎كل التحايا والورد
..

أبو حامد معجب بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اصايل

.
.
قرآه ممتعه جدا
لبٌّ وثير ..إحساس جميل
يشعل فتنة الحرف ..
:
تلك ..
الرموز كـ أنها دُر نفيس .!

.
‎لها رونق وبهاء مميز
‎كل التحايا والورد
..
:montaser_49:

متى نقول عن الممثل المسرحي بطل؟
إلا عندما يجيد تقمص الدور ويتفاعل معه
كذلك الناقد يفترض منه أن يعيش أجواء النص
ليبرز خفايا الجمال في ثناياه

وهل لذلك المسرح والنص قيمة بدون تفاعلكم أيها الجمهور الراقي
سلمت أختي (أصايل) وطاب لنا اللقاء