عشرون عام من الصبر

عشرون عام من السَّير باتجاه وحيد

عشرون عام من التجديف في بحر الأمل الكبير

عشرون عام من القراءة لقصص الحب

عشرون عام من التأمل في قصائد الغزل

عشرون عام كلما اكتملت صورتك التي ظللت أجمع أجزاءها ثم تتفرق من جديد

حتى كان أنت بلا موعد

عشرون عام من الهرب من كل قيد يحبسني عن عينيك

عشرون عام أستمع لفيروز دون مبرر

وأخرى لوردة بلا توقف

عشرون عام من الصداقات تمر بي ومن ثم ترحل

عشرون عام مضين على أول وعد لحبيبتي بأنني سأعود

وحتى كتابة سطوري لم أعود

وبأنني سأحارب في عينيها ألف جيش ولم أحارب

وأحفر من حولها ألف خندق ولم أفعل

وأبني وصولاً لشاطها ألف جسر ولم أفعل

عشرون عام أنظر من شرفة الطائرة

نحو المدن والبحار والغابات من تحتي

ربما حبيبتي مرت بتلك البقعة ذات يوم

عشرون عام من النظر في عيون النساء

ولم تكن من بينها عيون تُشبهُ عيون حبيبتي الجميلة

عشرون عام أعشق زُرقة البحر لأنه بلون عيون حبيبتي

عشرون عام من النظر بجواز سفري الملبَّد بأختام الدخول وأختام الخروج

دون أن يكون من بينها تصريح دخول لوطن تسكنه حبيبتي

عشرون عام من الجلوس في صالات المطارات ووجه حبيبتي شبح في وجوه العابرين

عشرون عام من الهرب ليس خوفاً

ولكنه استحضار للأمل الغائب في بلاد ليس لي فيها شهادة ميلاد

ولا زهرة دِفَِّلة ولا بتلة ياسمين تكتب اسمي في حدائق الفقد بين عيوني

عشرون عام من العشق لنفسي ومن النرجسية الأبدية

عشرون عام لوني ومذهبي بنفسجي مختلط بين حَمَارِ الدَّم وزُرقة البحر الضائع في عيون حبيبتي

عشرون عام بذنب وحيد وخالد

وكأنه مكتوب على جبيني أن أُسألَ فيك قبل الموت وبعد الموت بألف حياة

عشرون عام وأنتِ هُنا تتنقلين مع الدم من وريد إلى وريد
عشرون عام وحبيبتي تنام دون أن تراني
وتضحك دون أن تراني
وتهمس بكلمات الحب دون أن تنظر في عيوني

إيييييييييييه يا وشاية

وكما تقول أم كلثوم
سهَّرت السَّهر في عنيَّا
صحِّيت المواجع فيَّا
كل ليلة وكل يوم

وهل هناك اقتراب يلوح في الأفق

سؤالي بلا إجابة

لكن الناسخ ظاهر

والمنسوخ معلوم الأصل والهوية

والأسباب لا يدركها غير من هم مثلك يكتبون بفهم كبير

طبتِ أينما كُنتِ

تقديري

محمد حجر