عرض مشاركة واحدة
قديم 03-09-2022, 10:42 AM   #22


الصورة الرمزية مريم
مريم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 504
 تاريخ التسجيل :  Sep 2021
 أخر زيارة : 09-01-2023 (12:33 PM)
 المشاركات : 22,946 [ + ]
 التقييم :  121278
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: ًإلى "شاهد قبر" إن مسّ الجذب أزهره../ رسالة أدبية



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يحيى النعمي مشاهدة المشاركة
النقيّة مريم
لكم حدثتُ نفسي بأن حروفك كائن حيّ
يتنفس ويشعر
كل مرة أقرأ لكِ أراه ماثلاً أمامي
بهيئته التي يكسوها الوقار
في مُقتبل العُمر وبشوش
ما ينقلك من الإرتياح إلى المسارعة بالسلام
وكثيراً ما كُنت أتحاشاه خشية أن أقاطع حديثه الذي أُحب

إن التي لها روح مثلك تغتسل بالبياض كل يوم
جديرٌ بنا الحفاظ عليها وندسّها في الصادق منا
كل ما قرأته في رسالتك يدل على ذلك
أنكِ الإتساع حال الضيق
والإتكاء حين خشية السقوط
وأن روحكِ صباحٌ مشرق يبدد ظلمة الليل ويحيل عتمته إلى صوت فيروز

- يستحق شاهد/ زاهر أن يتقلد هذه الحُله
وتستحق مثلكِ في غمرة مالا أعرف مناسبته
أن تبجل .. أن يُشار اليها بالفخر الذي يليق
اتمنى أن تصل رسالتك بما يليق بتجليها
وأعترف لكِ أني لأول مرة أعجز عن كتابة بما أشعر
لأول مرة يخذلني الكلام
ذاك لأن الوفاء يجب ألا يُدنس ولا يمس
يجب أن يظلّ نقياً ومقدساً
السلام عليكِ يا مريم

صباح حرف الصاد يا "يحيى"
في ذات الوقت الصباحي
تختلف الأماكن لكن المعاني واحدة
ثمّ ..
كان لأحدهم منطقه الخاص في القول، وكلماته الخاصّة في الصمت، وكان إذا نظر إلى شجرةٍ أو أمنية؛ التقط لها صورة في قلبه، كانت روحه معطاءة مثل موجة صغيرة، تمتلكُ معه ماضيًا جيدًا، لغته الخاصة في نُطق الأسماء، ومنطقه الخاص في التعامل كعابر سبيلٍ لا يبحث عن الطريق، فلم يكن يومًا يطلب النجاة، كان يطلب الرحمة في الخلاص فقط ولهذا أحبّ جلال الدين الرومي، ومال قلبه ناحية الشبابيك المفتوحة، رغم أنّه لم يفتح شباكًا في حياته.

حدثنا عن الطريقة المُثلى التي يُصبح فيها الإنسان وردةً، وعن الطريقة المُثلى لشمّ رائحة الياسمينة المُعلّقة على حائط الجيران، وكان جارًا صالحًا للقلب وللذكريات الحزينة، وبارعًا في توديع الأصدقاء والأماكن، فودّع قلوبنا، غير آسفٍ على أشيائه التي لم يستطع حملها، وغير آسفٍ على لحظات الصّمت التي رشّها علينا، فقد كان له منطقًا خاصًا في القول يُشبه منطقه الخاص في الغياب !!
وعلى من استطاع العثور عليه
أن يثبت، قد تراه أنت وقد تكون ذاته
فبعضنا صديق جيد لنفسه أيضاً !

يا "يحيى"
نحنُ النساء لدينا طُرق غريبة للتعبير عن الحُزن، كأن نخرُج بكامل أناقتنا، نرتدي قطعنا وإكسسواراتنا المُفضلة، نهتمّ بالأُصص على مداخل البيوت، ندفع آخر قِرش في جيوبنا أو بطاقات الدّفع خاصّتنا وهي تصرخ مسبقًا، ونذهب نحو البُكاء بأجمل طلّة.
نتذكّر أن نعطي الحبّ لعائلاتنا ولرفاقنا وننسى في الكثير من الأحيان أن نمنحه لأنفسنا، لأننا نرى أن العائد سعادة لنا، نعيش بخوفٍ كبير، يظهر أحيانًا في أيّامنا السيئة ويخمد في الأيّام العاديّة، حيث ندرس ونعمل ونهتمّ بالمحيط حولنا، وننام ونحن نهمس لأنفسنا، أنّ غدًا هو أهمّ ما نملك من أجلنا.
نعيشُ أعمارنا باحثات عن الأمان وما أن يتحقّق حتّى تصير الأشياء الأخرى قابلة لأن تؤجّل، ونصير أشدّ صبرًا، لكن ما أن تُسلب منّا الكلمات، وما أن تُخمد أصواتنا نركض إلى أسرّتنا باكيات متعبات، وبعد كلّ سهرة بكاء، نستيقظ لنكون أقوى
لا نُريد سوى أن نعيش، دون أن ننسب لأحد، دون أن نُشبّه بأحد، دون أن نكون امتداداً لكلمات لا تشبهنا أو لبلد، نريد بكلّ بساطة أن نمشي براحة في الأزقّة، نريد أن تمتلىء دواليب خزاناتنا بألوانٍ زاهية غير الأسود، ونريد ألّا تُقصّ أجنحتنا، نُريد أن نطير دون مراقبة الأرض، دون أن يظلّ فكرنا مشغولاً بالأسفل، نريد وبكلّ بساطة أن نكون نحن، كما نريد..
نريد أن نكتب الرسائل بلا موعد وسبب
لمن جمعتنا بهم الأماكن والحروف
بكل الشفافية والصدق والأخوة
نريد أن نكون مبدعات، قويّات،
وجميلات دون معايير ..

أسعدني مرورك وأتمناك دوماً
بالعافية والسعادة




 
 توقيع : مريم







"قويةٌ كحرب، ناعمةٌ كسلام"




التعديل الأخير تم بواسطة مريم ; 03-09-2022 الساعة 10:45 AM

رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47