عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 01-24-2021, 12:05 AM
يزيد غير متواجد حالياً
Algeria     Male
SMS ~
Awards Showcase
لوني المفضل Blue
 رقم العضوية : 225
 تاريخ التسجيل : Nov 2020
 فترة الأقامة : 1253 يوم
 أخر زيارة : 03-20-2021 (11:48 AM)
 الإقامة : شرق الجزائر
 المشاركات : 5,234 [ + ]
 التقييم : 82884
 معدل التقييم : يزيد has a reputation beyond repute يزيد has a reputation beyond repute يزيد has a reputation beyond repute يزيد has a reputation beyond repute يزيد has a reputation beyond repute يزيد has a reputation beyond repute يزيد has a reputation beyond repute يزيد has a reputation beyond repute يزيد has a reputation beyond repute يزيد has a reputation beyond repute يزيد has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]


jh: طُفُولَتِي..خَارِجَ القَافِيَّة..!!











طُفُولَتِي..خَارِجَ القَافِيَّة..!!

...لا أدري-بالضبط-بدايةً وعيتُ فيها ( ذاتي ) أو بالأحرى استوعبتُ فكرةَ أني شغلتُ-أو سأشغَلُ-حَيِّزاً مّا في المحيط الواسع المضطرم الذي نشأت فيه عند البدايات الطائشـــة..!!
طُفُولَتِي..خَارِجَ القَافِيَّة..!!
...الطفولـــةُ ؛ أخصب مرحلةً-في رصيد العمر-تمتلئ بالحركة البريئة،والمزحة الرقيقة،والعفوية العارضة..والطفل-حَيَالَ الطفولة-لا يُفكر بأعصابٍ مشدودةٍ-كما نحن الآنَ-ولا بتركيزٍ متزنٍ ولا بحساباتٍ مسبقة..وهـو إنما يضحك..يتبسم..يترنم..يداعب..يشاكس..يبكي..يصرخ..يزعق ..يتحرك..ينط...!! وهو إنما يفعل ذلك،أو لِــنقلْ ؛ يمارس ذلك،وليس في عقله الباطن بُغيةٌ معينةٌ،ولا في القلب عاطفةٌ مبيتةٌ،ولا في السلوك وعـــيٌ ما بالعواقب..!!

...من أجل ذلك،نجده بالكاد عندما تتصرم الأيامُ،ويزحف به دُولابُ العُمُرِ نحو الكهولة،يتذكر الدقائقَ والتفاصيل..يتذكر السردَ المُــمل للوقائع والأحداث،اللهم إلا تلك المعالم الثابتة أو المواقف البارزة التي كان لوقعها المدوي صدىً في طفولته..وأيُّ صـــدى..؟!!
طُفُولَتِي..خَارِجَ القَافِيَّة..!!
...قلبُـــه؛قبضةٌ صغيرةٌ حمراءُ...حين نُرخي السمعَ لهمسه،تتتالىَ النبصاتُ في تسارعٍ رتيبٍ عجيبٍ،تحاكي في تسارعها نقرَ النحاسين البسطاء أو رنةَ ( القانون الموسيقي ) حين تعبَثُ بأوتاره أناملُ عازفٍ ماهرٍ،لا تكاد تجد أنت السامعُ الفرصةَ السانحةَ بين ( النوتــــةِ ) والأخرى،تقف بينها،محاولاً الاهتداءَ لسر ذلك التناغمِ البديـــع الذي اصطبغَ به كل ( الصــــولفاج )..!!

...إنها نَبَضَــــاتٌ تتدفق بسرعة..وتتدافع بسرعة..وتتوالىَ في استرسالٍ وعفويةٍ،وكأنها تترجم ذلك الإيقاع المتسارع في تصرف الطفل وسلوكه،وهو إيقاعٌ يتسمُ بالجلجلة والاطراد..!!

..ألاَ نراه،في الحين الذي يضحك فيه-لسببٍ أو بدونه-قد يبكي في الحين نفسه لذات السبب أوبدونه..!!؟. وفي الحين الذي يقفز فيه وينط ويملأ المكانَ جَلَبَةً وضجــةً-لسببٍ أو بدونه-يتباطأُ ويخبـــو فجأةً لذات السبب أو بدونه..!!؟. وإنه في الوقت الذي يبدو لنا فيه أنه اتخذ موقفا ( جَادًّا ) معيناً،فجأةً نراه تراجعَ عنه-دون تبرير-بل ربما بعد لَأْيٍّ نســـــاه..!!؟؟

...يريد أن يأكل،وعندما يحضُرُ الأكلُ يتمنع ويُكابر..!! يلبسُ الحذاءَ،ثم بعد إحكامِهِ وربطِ خيوطِهِ يُصر-معاندةً-على نزعه..!!؟؟

...إنها صورةٌ موجودةٌ من الإيقاع المضطرم نشعر بها ونراها،وهي-كالزئبق-لا تتخذ شكلاً معيناً،لذا لانستطيع أن نضــع لها تفسيـــراً محددا،وحتى لو ذهبنا محاولين إيجادَ تفسيـــرٍ ما لها ، فعبثا نحاول..!!

...إن الطفولةَ تُعبـــر عن زمن الانفلات المسموح به في عُمُرِ الإنسان أو لِــنقل ؛ إنها الاضطرابُ الفوضوي في هيئة التنظيم،أو هي التنظيم البريء في قالبِ الاضطراب المضطرم ( !!! )،أو هي ؛ تعبـــيرٌ خاطئٌ عن فكرةٍ صحيـــحة..!!!

...في بعض لحظات التجلي والإشراق -وقليلةٌ هي- حاولتُ أكثرَ من مرة أن أستجمع بقايا الذاكرة المكدودة،وأسافرَ القهقرى،علني أسترد طفولتي العابثة شِـــعراً،ولا أذيع سِرًّا إن قلتُ؛ إني قد فشلتُ..!! بل لقد فشلتُ فشـــلاً ذريعاً..!!!. لا بسبب الشعرة البيضاء-على رأي أديب العربية المنفلوطي-وقد دلفتُ الكهولةَ،ولا لأني لا أستطيع رَصْفَ الكلمات وحشدَ الأبيات،بل لأني خائفٌ-حين أبدأ في شدو لحن الطفولة-أن أغني خارجَ الـــسِّرْبِ..!!.

...خائفٌ أن أصورَ البراءةَ بقلم النضج،وأحمِّلُ الوصفَ ما ليسَ حقيقياً،فأتجنـــى على طفولتي من حيث لا أدري،أو أدري..!!.

...أذكرُ ذاتَ مرةٍ-من وقتٍ قريبٍ-أني أمسكتُ اليَرَاعَ،ورحتُ أناجــــي :

أحِن إلى الطفولة حين أرنو ** إلى الزمن الضـــــحوك بلا بكاءِ
فيُطربني التـــذكرُ لا أبالــي ** أفي صبحِ دعَــــاني أمِ المســاءِ..؟؟!!
ويهمس في المشاعر صوتُ طفـلٍ. ينادي من بعيدِ في خفــــاءِ..!!


...فما إن أنهيتُ الأبياتَ الثلاثة،حتى تصلدت مشاعري،وأحسستُ أنها انحرفت عن مسارها الصحيح،فآثرتُ التوقف لفوري..!!.

ــ إن العودةَ للطفولة ونرجسيتها الخلابة الخلاقة،تحتاج إلى دفعةٍ قويةٍ،تشترك في ملحمتها جملةُ عواملَ نفسيةٍ وجماليةٍ وعقليةٍ وإيحائيةٍ واستذكاريةٍ،لا أدري لِــمَ يُلِحُّ علي الآن إحســاسٌ أني لا أملكُ زمامَها..!!

...في طفولتي الكثـــيرُ الكثيـــرُ من العبث..من البراءة..من الشقاوة ( !!! )..من المرح..من الدموع..!! من المعاناة..من ( الإيقاع المتسارع المُـطـَّرد )..وأنا في غاية الحُرقة للعودة إلى رُبَاهَا الشفيفة،وأكاد أسمع نفسي وهي ترتل علي نجوَى أبي الطيب :

خُلِقتُ ألوفاً لو رجعتُ إلى الصبـــا ** لفارقتُ شيبــي مُوجِعَ القلب باكيَا..!!

- في جعبتــــي الكثير،ولكن...!!. لكن ليس الآن...ومن يدري..؟؟!!! فلربما فتحَ الزمنُ روزنتَه يوماً،لأنسجَ من الطفولة قريـــضاً،وإلى ذلك الحين أعتذر،وعُذرِيَ التـــــأوُّلُ...!!
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : طُفُولَتِي..خَارِجَ القَافِيَّة..!!     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : يزيد





 توقيع : يزيد


أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ إِنْسَانَ الرُّؤَى،لِأَنَّهُ وَحْدَهُ مَنْ يَرَى جَوْهَرَ الأشيَاء..!!

رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47