الموضوع
:
فُتــــــــــــــون
عرض مشاركة واحدة
#
1
06-10-2021, 03:07 PM
Awards Showcase
لوني المفضل
Cadetblue
رقم العضوية :
395
تاريخ التسجيل :
May 2021
فترة الأقامة :
1103 يوم
أخر زيارة :
اليوم (12:20 AM)
المشاركات :
316,017 [
+
]
التقييم :
822811
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
فُتــــــــــــــون
فُتــــــــــــــون
فتـــــــون
ــــــ حامد كبها ترعى وتعال نفطر .
تحت شجرة معمرة من أشجار الوادي المتفرقة جلس كل من : ( حامد ) ، وابنة عمه ( فاطم ) يتناولان فطورهما .
كانت تلك البرية في ذلك الصباح الجميل أشبه بجنة دنيوية بهية ، اكتست أرضها باخضرار العشب والنباتات البرية فارتدت بحسنها بردة مخملية حسناء ، الهواء اللطيف يوزع نفحات تلك النباتات عن طيب خاطر ويعطر بها أنفاس الفضاء ، مأمآت صغار الغنم وقفزاتها تملأ المحيط عفوية طبيعية ، ونسمات أبت إلا أن تشاغل فاطم بمداعبة خصلة تمردت على ذلك ( المِصَر ) الذي كانت تعصب به شعر رأسها .
كان حامد يتابع تحركات تلك الخصلة ولا يستطيع تفسير مكنونات تحتدم في داخله ، بينما انشغلت فاطم بمتابعة اللقيمات التي تلامس شفتي ابن عمها ولا تدرك تلك القوى الخفية التي تدفعها لذلك ، رغم أنهما لم يتجاوزا الثاني عشر من العمر .
ـــــ الله يا فاطم .. مدري لمه أحس الدنيا اليوم مختلفة !
ــــــ كيف يعنى ؟
ــــــ مدري .. لكني أحس إني مبسوط بالمرة .
ـــــ بكرة تخلص الإجازة ونرجع المدارس يا حامد .. وننحرم من ذا كله .
ــــــ لا تذكِّريني أرجوك .
مرت الأيام وكبر الاثنان ، فازدادت فاطم جمالا فوق جمالها حتى غدت حورية من أجمل فتيات القرية ، وأمست حديث سكانها ، وأمنيات شبابها ، وأطلقت عليها أسرتها لقلب ( فتون ) ، وأما حامد فقد نما عوده وأصبح فتى جميل الوصف يشار إليه بالبنان ، وتتصارع حوله قلوب العذارى وآمالهن .
أصبح الاثنان يلتقيان عبر الزيارات العائلية المتبادلة في فترات متقطعة ، يتشاركان المشاعر الصامتة ، ويسترقان النظر إلى بعضهما ، وتحت ظلال ذات الشجرة جلسا ذات نهار :
ـــــ الله يا فتون .. أعني يافاطم .. شوفي الأيام كيف تمر بسرعة !
ـــــ صدقت يا نور عيني .
ــــــ باقي شهرين يا قلبي ونخلِّص الثانوية .
ـــــ أيوه .. ونفترق عن بعض .
ــــــ لن يفرقنا إلا الموت .
ــــــ كيف .. وأنت رايح تدرس الجامعة في مدينة بعيدة .. وأنا رايحة أجلس هنا وحيدة .. الموت أهون علي من هذا الفراق .
ــــــ لهذي الدرجة تحبيني يا فتون !
ــــــ وأكثر .. وأكبر من هذي الدنيا وما فيها .
تخرج حامد من الثانوية العامة والتحق بإحدى الجامعات في إحدى المدن الكبيرة خارج المنطقة ، ومرت الأيام على فتون كالجحيم ، وتقدم لها الكثير من شباب القرية لكنها رفضت الكل من أجل عيون حامد ، ولم تنقطع الرسائل بينهما حتى تخرج من الجامعة .
يوم وصول حامد حاملا معه الشهادة الجامعية كان عيدا متفردا في حياة فتون ، كانت تنظر إلى الدنيا بعيون الحب ، وبشائر الأنس ، ونفحات الأمل ، وأحلام الحاضر ، وأمنيات المستقبل ، تمنت أن تتوج هذه الفرحة الكبرى بتقدم حامد لخطبتها ، صُدمت عفويتها بلهجة ابن عمها الجديدة ، كانت المسكينة نهرا متدفقا من الأحاسيس الجياشة ، وكان هو طوفانا من الفلسفة التي لم تألفها منه ، يتحدث عن الدراسات العليا ، عن المناصب المرموقة ، عن العالم الخارجي والدول المتحضِّرة ، عن الانفتاح ، ثم قرر حامد تسديد طعنة قاتلة إلى قلبها بتأجيل كل شيء في حياته ، ومواصلة دراساته العليا خارج الوطن ، بينما قررت فتون مواصلة تضحياتها ، والصبر على الفراق مرة أخرى ، والانتظار على رمضاء ساخنة .
كان يوم وصول حامد ـــــ هذه المرة ـــــ وهو يحمل الماجستير ملحمة مختلفة الأبعاد من الأمل والابتهاج العارم في صدرها ، دفعاها لحمل أهلها على مرافقتها لاستقباله في مطار المدينة ، ومن بوابة صالة القدوم ظهر حامد في أبهى تجلياته وهو يتأبط فتاة أجنبية من ذوات الشعر الأشقر .
***
الغيث
حصري لمدائن البوح
للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
فُتــــــــــــــون
-||-
المصدر :
-||-
الكاتب :
الغيث
المصدر:
منتديات مدائن البوح
آخر تعديل الغيث يوم 07-11-2021 في
12:16 AM
.
زيارات الملف الشخصي :
4125
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 286.45 يوميا
MMS ~
الغيث
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى الغيث
البحث عن كل مشاركات الغيث
1
1
1
2
2
2
3
3
3
5
5
5
6
6
6
7
7
7
8
8
8
10
10
10
11
11
11
12
12
12
13
13
13
15
15
15
16
16
16
17
17
17
28
28
28
30
30
30
31
31
31
32
32
32
37
37
37
38
38
38
39
39
39
41
41
41
44
44
44
45
45
45
46
46
46
47
47
47