منتديات مدائن البوح - عرض مشاركة واحدة - لماذا نحزن
الموضوع
:
لماذا نحزن
عرض مشاركة واحدة
#
1
11-27-2024, 09:38 AM
لوني المفضل
Cadetblue
رقم العضوية :
1174
تاريخ التسجيل :
Nov 2024
فترة الأقامة :
126 يوم
أخر زيارة :
02-21-2025 (05:39 PM)
المشاركات :
5,906 [
+
]
التقييم :
5550
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
لماذا نحزن
لماذا نحزن
إنَّ الحزن كلمة تعطيك معناها حينما تقرأها فتشعر بحروفها تسري في شعورك وتحاول مسرعاً الابتعاد عنها لأنَّ ذلك الشعور ليس مرغوباً لأي أحد ولا يبحث عنه أحد، ومعاينة الحزن أمرٌ لا بد منه في هذه الدنيا فليس أحدٌ إلّا وفقَدَ من ملكَ من قلبهِ جزءًا أو فقدَ في حياتهِ مُلكاً أو تأثر بموقف فترقرقت دموع القلب شعوراً على ذلك.
والسؤال هنا ليس البحث عن أسباب الحزن بمعناها المجرَّد وذكر أبواب الحزن، بل السؤال هنا لماذا الإنسان يشعر بالحزن؟ هل هذا الشعور وتلك الحالة التي يدخل فيها الإنسان في حالة من السكون والتأثر بالجوارح والتعبير بالعيون أحياناً ونوازع الصدر وخلجاتها هل هي جبلَّية وتعبير تلقائي فطري كردة فعل لأيِّ موقف يرى فيه أو يتأثر الإنسان الطبيعي؟
الحقيقة إنَّ هذا المقال وهذا الباب إنَّما هو زفراتُ نفسٍ مؤمنة تحاول إن تشجع نفسها وتشجع غيرها ليعلم الكاتب قبل القارئ أنَّ هذه هي الدنيا وتلك درجاتها وفيها هذا الجانب وذاك الجانب، فيها الفرح والسرور وفيها الحزن والكَدَر فيها الجمال وفيها ما لا يُعتبَر، فيها من تشتاق إليه وفيها من تتمنى رحيله، تلك هي الدنيا تجمع كل شيء وفيها كل شيء، فيها ما تحب وما تكره، والحزن هو نوعٌ من المشاعر كغيره يصيب الجميع ويشترك فيه كل من مَلَكَ إحساساً ونفساً بين جنبيه لكن هذا الشعور يصاحبه ألم وانكسار داخلي يجبُرُهُ الرضا وتخففُ آلامهُ الأيام، فالزمان بمروره مع صعوبة ثواني وساعات الحزن الأُولى إلّا أنَّه من بدايات العلاج لأَعراض الحزن.
والجواب على سؤالنا هوَ: أنَّ كل إنسان عنده الجواب مستقياً ذلك من رصيد نفسه بعلاقته مع ربه فتناوُل الأمر بالرضا والإيمان وبالقضاء والقدر يجعل ذلك الإنسان في دائرة ودرجات الرجاء والصبر ويكون متيقناً أنَّ الكمال وتمام الجمال لا يكون في هذه الدنيا إنمّا هي رحلة ينتاب ركابها بعض صعوبات السفر أحياناً لكن لا بد لهذه الرحلة من نهاية ولا بد من مستقر لا تعب فيه ولا حزن، وهناك بعد نهاية الرحلة لا مشاعر سلبية ولا أحزان ولا مواقف قد يتأثر الإنسان بها فيستاء بل من كمال جمالها أن ساكنيها لا يتذكرون آلام الماضي وعثرات الطريق وصعوبات السفر نعم تلك هي دار النعيم ومستقر المؤمنين حيث يختفي الحزن والكدر ويبقى جميل كل أَثَر، هناك السعادة الأبدية وهناك كل أمر حَسَن.
ومن علو الجمال والصلة بين الرحلة وما بعدها للمسلمين أنَّ هناك قبسات ولمحات من ذلك الجمال الأبدي نراها في رحلتنا الدنيوية فطريق الإيمان لا يخلو منها بل هي في كل عبارة وكل بِر وكل سعادة وكل هذا الجمال لا يكون إلا لصاحب الرضا والمقبل بالتسليم لأمر الخالق سبحانه.
أمّا من أبى وآثر دنياه واعتقد أن السعادة بملذات الدنيا واغتراف ما فيها فذلك يصاحبه الألم والحزن ويتضاعف ويبقى ملازماً له بما لا تخففه السنين، ولهذا فلنعتبر ونتدبر فالحزن هنا لا يصيبنا وحدنا بل يصيب الجميع لكن ليس الجميع يؤجرون عليه وهو ليس دائماً بل لحظات في عالم سيكون يوماً ذكرى ويبقى كل جميل فلا كمال هنا وإنَّ ما يخالج النفس من شعور إيجابياً كان أو سلبياً فهذا مما يميزهُ عن الجماد ويجعله إنسانا، وهنا يعلو الإنسان بذلك الشعور أو يتدنى؛ فيعلو بأن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ويتدنى بأن يسخط ويفقد إيمانه، وليُعلم أنَّ من أحب الحزن لذاته فهذا ليس من العقل ولا من الإنسانية بشيء بل الصواب أن ينشر الإنسان السعادة ويزرعها في قلوب الآخرين ويخفف عنهم ويجبر خواطرهم وأن يكون باباً من أبواب السعادة وجمال التأثير وليس سبباً للحزن.
وهنا يكون فهم الإنسانية وتطبيقها ممن شعر بالحزن من موقف أصابه من فِعل غيره أو تقصير نفسِه فلا يُسببه للآخرين ولا يمرِرُهُ لغيره.
للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
لماذا نحزن
-||-
المصدر :
-||-
الكاتب :
ابو اسلام
زيارات الملف الشخصي :
74
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 46.73 يوميا
ابو اسلام
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى ابو اسلام
البحث عن كل مشاركات ابو اسلام