منتديات مدائن البوح - عرض مشاركة واحدة - الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
الموضوع
:
الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
عرض مشاركة واحدة
11-12-2024, 06:38 AM
#
340
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
968
تاريخ التسجيل :
Feb 2024
أخر زيارة :
01-26-2025 (07:30 AM)
المشاركات :
39,647 [
+
]
التقييم :
46421
الجنس ~
لوني المفضل :
Darkkhaki
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
الهجر
الهَجْرُ لغةً واصطِلاحًا
الهَجْرُ لُغةً:
الهَجْرُ: ضِدُّ الوَصلِ، مَصدَرُ هَجَر، يُقالُ: هَجَره هَجرًا وهِجرانًا: أي: صَرَمه وقطَعَه، والاسمُ: الهِجْرةُ، والتَّهاجُرُ: التَّقاطُعُ. وهَجَر الشَّيءَ: ترَكه وأغفَلَه وأعرَض عنه. وللهَجرِ معانٍ أخرى، وكُلُّها تدورُ على أصلٍ واحدٍ، وهو البُعدُ عن الشَّيءِ، ومن ذلك الهَجْرُ؛ فهو بُعدٌ عن الوَصلِ الذي ينبغي من الأُلفةِ، وجميلِ الصُّحبةِ .
الهَجْرُ اصطِلاحًا:
الهَجْرُ: مفارقةُ الإنسانِ غيرَه، إمَّا بالبَدَنِ أو باللِّسانِ أو بالقَلبِ .
وعرَّف ابنُ حَجَرٍ العَسقَلانيُّ الهَجْرَ بأنَّه: (تركُ الشَّخصِ مكالمةَ الآخَرِ إذا تلاقَيا) .
وقال ابن حجر الهيتمي: (الهَجْرُ أن يهجُرَ أخاه المُسلِمَ فوقَ ثلاثةِ أيَّامٍ لغيرِ غَرَضٍ شَرعيٍّ) .
وقال الكَفَويُّ: (الهَجْرُ بالفَتحِ: التَّركُ والقطيعةُ) .
الفَرْقُ بَيْنَ الهَجْرِ والتَّدابُرِ والتَّشاحُنِ والتَّركِ
الفَرْقُ بَيْنَ الهَجْرِ والتَّدابُرِ والتَّشاحُنِ:
الهَجْرُ: أن يهجُرَ أخاه المُسلِمَ فوقَ ثلاثةِ أيَّامٍ لغيرِ غَرَضٍ شرعيٍّ، والتَّدابُرُ: هو الإعراضُ عن المُسلِمِ بأن يلقاه فيُعرِضَ عنه بوَجهِه، والتَّشاحُنُ: هو تغيُّرُ القلوبِ المؤدِّي إلى أحَدِ ذَينِك .
الفَرْقُ بَيْنَ الهَجْرِ والتَّركِ:
التَّركُ: عَدَمُ فِعلِ المقدورِ عليه، سواءٌ أترَكَه بقَصدٍ أم بغيرِ قَصدٍ، أو مفارقةُ ما يكونُ الإنسانُ فيه .
فالصِّلةُ بَيْنَ الهَجْرِ والتَّركِ عُمومٌ وخُصوصٌ مُطلَقٌ، والتَّركُ أعَمُّ .
فالتَّركُ مُفارَقةٌ دائِمةٌ، وأمَّا الهَجْرُ فلا يلزَمُ دوامُه، بل منه الهَجْرُ الوَقتيُّ.
ذم الهجر والنهي عنه
أ- مِنَ القرآنِ الكريمِ
دعا القرآنُ الكريمُ إلى الاجتماعِ والأُلفةِ والأُخُوَّةِ، ونَبذِ الفُرْقةِ والهَجْرِ والتَّباعُدِ والقطيعةِ بَيْنَ المُسلِمينَ، وذَمَّ ذلك ونفَّر منه.
1- قال تعالى داعيًا للتعاضُدِ والتَّآلُفِ بَيْنَ المُؤمِنين، ونبذِ ما يضادُّ ذلك من الفُرْقةِ والهَجْرِ بَيْنَهم: [آل عمران: 103]
قولُه: وَلَا تَفَرَّقُوا نهيٌ عن التَّدابُرِ والتَّقاطُعِ ، أي: كما تفرَّقَت اليهودُ والنَّصارى. وقيل: وَلَا تَفَرَّقُوا يعني: كما كنتُم متفرِّقين في الجاهليَّةِ مُتدابِرين يعادي بعضُكم بعضًا ويَقتُلُ بعضُكم بعضًا، وقيل: معناه: لا تحدِثوا ما يكونُ عنه التَّفرُّقُ ويزولُ معه الاجتماعُ والأُلفةُ التي أنتم عليها؛ ففيه النَّهيُ عن التَّفرُّقِ والاختلافِ، والأمرُ بالاتِّفاقِ والاجتماعِ .
2- وقال تعالى محذِّرًا من التَّنازُعِ الذي يُفضي إلى الهِجرانِ والتَّقاطُعِ وذَهابِ القُوَّةِ والوَحدةِ: وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ [الأنفال: 46] .
فأمرَهم تعالى بألَّا يتنازَعوا فيما بَيْنَهم فيختَلِفوا، فيكونَ سَببًا لتخاذُلِهم وفَشَلِهم وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ أي: قوَّتُكم ووَحدتُكم .
3- وقال تعالى ناهيًا المُؤمِنين عن الاختلافِ والتَّفرُّقِ، ولا شَكَّ أنَّهما من أسبابِ التَّهاجُرِ: وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [آل عمران: 105] .
4- وقال تعالى مؤكِّدًا على الإصلاحِ بَيْنَ المُؤمِنين عِندَ التَّهاجُرِ والتَّخاصُمِ والتَّقاتُلِ: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الحجرات: 10] .
قولُه: بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ يعني: بَيْنَ كُلِّ مُسلِمينِ تخاصَما وتقاتَلا .
5- وقال تعالى في الحَثِّ على الإصلاحِ بَيْنَ النَّاسِ ونَبْذِ أسبابِ التَّهاجُرِ والتَّنازُعِ بَيْنَهم: لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا [النساء: 114] .
قولُه تعالى: أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ عامٌّ في الدِّماءِ والأموالِ والأعراضِ، وفي كُلِّ شيءٍ يقَعُ التَّداعي والاختلافُ فيه بَيْنَ المُسلِمين، وفي كُلِّ كلامٍ يرادُ به وجهُ اللهِ تعالى .
ب- من السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ
1- عن أبي هُرَيرةَ، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((لا تَباغَضوا، ولا تَدابَروا ، ولا تنافَسوا، وكونوا عبادَ اللهِ إخوانًا)) .
فلا يَحِلُّ التَّباغُضُ ولا التَّنافُسُ ولا التَّحاسُدُ ولا التَّدابُرُ بَيْنَ المُسلِمين، والواجبُ عليهم أن يكونوا إخوانًا كما أمَرَهم اللهُ ورسولُه، فإذا تألَّم واحدٌ منهم تألَّم الآخرُ بألَمِه، وإذا فَرِح فَرِح الآخرُ بفَرَحِه، ينفي الغِشَّ والدَّغَلَ مع استسلامِ الأنفُسِ للهِ عزَّ وجَلَّ، مع الرِّضا بما يوجِبُ القضاءُ في الأحكامِ كُلِّها، ولا يجِبُ الهِجرانُ بَيْنَ المُسلِمين عِندَ وجودِ زلَّةٍ من أحَدِهما، بل يجبُ عليهما صرْفُها إلى الإحسانِ والعَطفِ عليه بالإشفاقِ وتَركِ الهِجرانِ .
2- وعن أبي أيُّوبَ الأنصاريُّ: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((لا يحِلُّ لرَجُلٍ أن يَهجُرَ أخاه فوقَ ثلاثِ ليالٍ، يَلتَقيانِ فيُعرِضُ هذا ويُعرِضُ هذا، وخَيرُهما الذي يبدأُ بالسَّلامِ)) . والمعنى: أفضَلُهما في طريقِ الأخلاقِ وحُسنِ المعاشَرةِ ((الذي يبدأُ بالسَّلامِ)) أي: ثمَّ الذي يردُّه، وفيه إيماءٌ إلى أنَّ من لم يَرُدَّه ليس فيه خيرٌ أصلًا، فيجوزُ هِجرانُه، بل يجِبُ؛ لأنَّه بتركِ رَدِّ السَّلامِ صار فاسِقًا، وإنَّما يكونُ البادئُ خيرَهما لدلالةِ فِعلِه على أنَّه أقرَبُ إلى التَّواضُعِ وأنسَبُ إلى الصَّفاءِ وحُسنِ الخُلقِ، وللإشعارِ بأنَّه معتَرِفٌ بالتَّقصيرِ، وللإيماءِ إلى حُسنِ العَهدِ وحِفظِ المودَّةِ القديمةِ، أو كأنَّه بادِئٌ في المحبَّةِ والصُّحبةِ .
في هذا الحديثِ تحريمُ الهَجْرِ بَيْنَ المُسلِمين أكثَرَ من ثلاثِ ليالٍ بنَصِّ الحديثِ، وإباحتُها في الثَّلاثِ الأُوَلِ بمفهومِ الحديثِ، قال العُلَماءُ: وإنَّما عُفِي عنها في الثَّلاثِ؛ لأنَّ الآدميَّ مجبولٌ على الغَضَبِ وسُوءِ الخُلُقِ ونحوِ ذلك، فعُفي عن الهِجْرةِ في الثَّلاثةِ ليَذهَبَ ذلك العارِضُ . ثمَّ يكونُ لزامًا على المُسلِمِ بعدَه أن يواصِلَ إخوانَه، وأن يعودَ معهم سيرتَه الأولى، كأنَّ القطيعةَ غَيمةٌ، ما إن تجمَّعَت حتى هبَّت عليها الرِّيحُ فبدَّدَتْها، وصَفا الأفُقُ بعدَ عُبوسٍ .
3- وعن أبي هُرَيرةَ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: ((تُفتَحُ أبوابُ الجنَّةِ يومَ الاثنينِ، ويومَ الخميسِ، فيُغفَرُ لكُلِّ عبدٍ لا يُشرِكُ باللهِ شيئًا إلَّا رجُلًا كانت بَينَه وبَينَ أخيه شَحناءُ، فيُقالُ: أنظِروا هذين حتى يصطَلِحا، أنظِروا هذين حتى يصطَلِحا، أنظِروا هذين حتى يصطَلِحا)) .
وفيه أنَّ المهاجَرةَ والعداوةَ والشَّحناءَ والبَغضاءَ من الذُّنوبِ العِظامِ والسَّيِّئاتِ الجِسامِ .
4- وعن هِشامِ بنِ عامرٍ أنَّه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لا يحِلُّ لمُسلِمٍ أن يَهجُرَ مُسلِمًا فوقَ ثلاثِ لَيالٍ، فإنَّهما ناكبانِ عن الحَقِّ، ما داما على صُرامِهما ، وأوَّلُهما فَيئًا يكونُ سَبقُه بالفَيءِ كَفَّارةً له، وإن سَلَّم فلم يَقبَلْ ورَدَّ عليه سلامَه، ردَّت عليه الملائكةُ، وردَّ على الآخَرِ الشَّيطانُ، وإن ماتا على صُرامِهما لم يدخُلا الجنَّةَ جميعًا أبدًا)) .
قال ابنُ علَّانَ: (من مات مُصِرًّا على الهَجْرِ والقطيعةِ دخل النَّارَ إن شاء اللهَ تعذيبَه مع عصاةِ الموَحِّدين، أو دخل النَّارَ خالِدًا مؤَبَّدًا إن استحَلَّ ذلك، مع عِلمِه بحُرمتِه والإجماعِ عليها) .
5- وعن أبي الدَّرداءِ قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((ألا أخبِرُكم بأفضَلَ مِن دَرَجةِ الصِّيامِ والصَّلاةِ والصَّدَقةِ؟ قالوا: بلى، يا رسولَ اللهِ، قال: إصلاحُ ذاتِ البَينِ، وفسادُ ذاتِ البَينِ الحالِقةُ)) ، أي: إصلاحُ أحوالِ البَينِ حتى تكونَ أحوالُكم أحوالَ صِحَّةٍ وأُلفةٍ، أو هو إصلاحُ الفسادِ والفتنةِ التي بَيْنَ القومِ، وذلك لِما فيه من عمومِ المنافِعِ الدِّينيَّةِ والدُّنيويَّةِ من التَّعاوُنِ والتَّناصُرِ والأُلفةِ، والاجتماعِ على الخيرِ، حتَّى أبيحَ فيه الكَذِبُ، ولكثرةِ ما يندَفِعُ من المضَرَّةِ في الدِّينِ والدُّنيا .
6- وعن جابرٍ رَضِيَ الله عنه قال: سمِعتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ((إنَّ الشَّيطانَ قد أَيِسَ أن يَعبُدَه المصَلُّون في جزيرةِ العَرَبِ، ولكِنْ في التَّحريشِ بَيْنَهم)) .
(التَّحريشُ): الإغراءُ بَيْنَ النَّاسِ، يعني: أَيِسَ إبليسُ من أن يرتَدَّ أهلُ جزيرةِ العَرَبِ بعدَ الإسلامِ إلى الكُفرِ، وليس له سبيلٌ إلى رَدِّهم إلى الكُفرِ؛ لأنَّ الإسلامَ قد ثبَت في قلوبِهم، ولكِنْ أبدًا يوقِعُ الفتنةَ والعداوةَ بَيْنَهم، ويأمُرُهم بالخصومةِ وقَتلِ بعضِهم بعضًا .
وقد تيقَّظ الإسلامُ لبوادرِ الجَفاءِ، فلاحقَها بالعلاجِ قبل أن تستفحِلَ وتستحيلَ إلى عداوةٍ فاجِرةٍ، والمعروفُ أنَّ البشَرَ متفاوتون في أمزجتِهم وأفهامِهم، وأنَّ التقاءَهم في ميادينِ الحياةِ قد يتولَّدُ عنه ضِيقٌ وانحرافٌ، إن لم يكُنْ صِدامٌ وتباعُدٌ؛ ولذلك شَرَع الإسلامُ من المبادئِ ما يرُدُّ عن المُسلِمين عواديَ الانقسامِ والفتنةِ، وما يمسِكُ قُلوبَهم على مشاعِرِ الولاءِ؛ فنهى عن التَّقاطُعِ والتَّدابُرِ .
( يتبع )
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !
فترة الأقامة :
428 يوم
الإقامة :
الكويت
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
811
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
92.53 يوميا
البراء
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى البراء
البحث عن كل مشاركات البراء