منتديات مدائن البوح - عرض مشاركة واحدة - الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-24-2024, 06:02 AM   #291


الصورة الرمزية البراء
البراء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 968
 تاريخ التسجيل :  Feb 2024
 أخر زيارة : 01-26-2025 (07:30 AM)
 المشاركات : 39,647 [ + ]
 التقييم :  46421
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkkhaki


افتراضي رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )



تابع – سوء الجوار

آثارُ سُوءِ الجِوارِ

1- إيقادُ نارِ العداوةِ والبغضاءِ.
2- القَلَقُ والتَّوتُّرُ وغيابُ الشُّعورِ بالأمنِ.
3- التَّعرُّضُ لسَخَطِ اللهِ وعُقوبتِه.
4- يؤدِّي إلى ما لا يُحمَدُ عُقباه من المشاجراتِ والسِّبابِ وسَفكِ الدِّماءِ.
5- تنغيصُ المعيشةِ وتكديرُ الحياةِ.
6- تفَكُّكُ المجتَمَعِ وعَدَمُ تماسُكِه.
7- الوقوعُ في عدَدٍ من الرَّذائلِ كالغِيبةِ والنَّميمةِ.
8- بثُّ رُوحِ الانتقامِ والثَّأرِ للنَّفسِ.

دَرَجاتُ سُوءِ الجِوارِ
دَرَجاتُ سُوءِ الجِوارِ بالنِّسبةِ لقُربِ مسافةِ الجِوارِ وبُعدِها:
الأولى: سُوءُ الجِوارِ للجارِ الملاصقِ، الملازِمِ لجارِه لا ينفَكُّ عنه.
الثَّانيةُ: سُوءُ الجِوارِ للجارِ المخالِطِ، الذي يجمَعُه به مجلِسٌ أو بيوتٌ، وهذا غيرُ ملازِمٍ.
الثَّالثةُ: سوءُ جِوارِ القُرى تجاهَ القُرى المتجاورةِ والمدُنِ والأقطارِ، والدُّولِ تجاهَ الدُّوَلِ .
دَرَجاتُ سُوءِ الجِوارِ بالنِّسبةِ للجارِ المُسلِمِ وغيرِه:
الأولى: سُوءُ الجِوارِ لجارٍ مُسلِمٍ ذي رَحِمٍ؛ فهذا له ثلاثةُ حُقوقٍ: حقُّ الإسلامِ، وحَقُّ الجِوارِ، وحقُّ الرَّحِمِ.
الثَّانيةُ: سُوءُ الجِوارِ للجارِ المُسلِمِ، وهذا له حقُّ الإسلامِ وحَقُّ الجِوارِ.
الثَّالثةُ: سُوءُ الجِوارِ للجارِ غيرِ المُسلِمِ، وهذا له حقُّ الجِوارِ .

مظاهِرُ وصُوَرُ سُوءِ الجِوارِ
1- الزِّنا بزَوجةِ الجارِ، وهو من أشنَعِ وأقبَحِ صُوَرِ سُوءِ الجِوارِ؛ عن عبدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنه قال: سألتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أيُّ الذَّنبِ أعظَمُ عِندَ اللهِ؟ قال: ((أن تجعَلَ للهِ نِدًّا وهو خَلَقَك. قلتُ: إنَّ ذلك لعظيمٌ! قلتُ: ثمَّ أيٌّ؟ قال: وأن تَقتُلَ ولَدَك تخافُ أن يَطعَمَ معك. قلتُ: ثمَّ أيٌّ؟ قال: أن تُزانيَ حليلةَ جارِك)) .
قال ابنُ الجوزيِّ: قولُه: ((أن تُزانيَ حليلةَ جارِك)) تُزاني: تُفاعِلُ، مِنَ الزِّنا. والحليلةُ واحِدةُ الحلائِلِ: وهنَّ الأزواجُ، ولَمَّا كان الشِّركُ أعظَمَ الذُّنوبِ بدأ به؛ لأنَّه جَحدٌ للتَّوحيدِ، ثمَّ ثنَّاه بالقتلِ؛ لأنَّه محوٌ للمُوجِدِ، ثمَّ ثلَّثَ بالزِّنا؛ لأنَّه سَبَبٌ لاختلاطِ الفَرشِ والأنسابِ، وخصَّ حليلةَ الجارِ؛ لأنَّ ذنبَ الزِّنا بها يتفاقَمُ بهتكِ حُرمةِ الجارِ، وقد كان العرَبُ يتشَدَّدون في حِفظِ ذمَّةِ الجارِ، ويتمادَحون بحِفظِ امرأةِ الجارِ .
2- سُوءُ الجِوارِ الذي يَصِلُ إلى قَتلِ الجارِ:
عن أبي موسى رَضِيَ اللهُ عنه، قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى يَقتُلَ الرَّجُلُ جارَه وأخاه وأباه)) .
(فقد جَعَل دَمَ الجارِ مُساويًا لدَمِ الأخِ والأبِ، وأقرَبُ ما يكونُ إلى الإنسانِ عَضُدُه وأصلُه) .
3- سُوءُ الجِوارِ بإطلاقِ اللِّسانِ بالأذيَّةِ له:
عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((قال رجلٌ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ فُلانةَ يُذكَرُ من كثرةِ صلاتِها وصيامِها وصدَقَتِها، غيرَ أنَّها تؤذي جيرانَها بلِسانِها، قال: هي في النَّارِ)) .
4- سُوءُ الجِوارِ بتصَرُّفِ الإنسانِ في مِلكِه بما يؤذي جارَه؛ قال ابنُ قُدامةَ: (من كانت له أرضٌ لها ماءٌ لا طريقَ له إلَّا في أرضِ جارِه، وفي إجرائِه ضَرَرٌ بجارِه، لم يَجُزْ إلَّا بإذنِه؛ لأنَّه لا يملِكُ الإضرارَ به بالتَّصرُّفِ في مِلكِه بغيرِ إذنِه) .
5- سُوءُ الجِوارِ بالحَسَدِ للجارِ وتمنِّي زوالِ النِّعمةِ عنه.
6- سُوءُ الجِوارِ بالاحتقارِ والسُّخريةِ من الجارِ، وقد حرَّم اللهُ سُبحانه السُّخريةَ بأشكالِها كافَّةً، وخاطب في ذلك الرِّجالَ والنِّساءَ، ويتعاظَمُ التَّحريمُ في حَقِّ الجارِ؛ لعِظَمِ حَقِّه؛ قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [الحجرات: 11] .
7- سُوءُ الجِوارِ بكَشفِ أسرارِ الجارِ التي ائتَمَن جارَه عليها، وفيه من تضييعِ الأمانةِ، وهَتكِ السِّترِ، وكُلُّ ذلك ممَّا نهى الدِّينُ عنه وقَبَّح فِعلَه، كما أنَّه خُلُقٌ من أخلاقِ اللِّئامِ؛ فالكِرامُ يحفَظون أسرارَ جيرانِهم، ويحافِظون على سَترِهم، سواءً في غَيبتِهم أو حُضورِهم.
ذكر ابنُ عبدِ البَرِّ أنَّ مالِكَ بنَ أنَسٍ مَرَّ بقَينةٍ تُغَنِّي شِعرًا:
أنتِ أختي وأنتِ حُرمةُ جاري
وحقيقٌ عَلَيَّ حِفظُ الجِوارِ
إنَّ للجارِ إن تغيَّبَ غَيبًا
حافِظًا للمَغيبِ والأسرارِ
ما أُبالي أكان للبابِ سِترٌ
مُسبَلٌ أم بَقِيَ بغيرِ سِتارِ
فقال مالكٌ: عَلِّموا أهليكم هذا ونحوَه .
8- سوءُ الجارِ بتتبُّعِ عَثَراتِ الجارِ، والفَرَحِ بزلَّاتِه، والواجِبُ على الجارِ أن يستُرَ جارَه، لا أن يَفرَحَ بزلَّتِه ويسعى في فَضحِه أو ابتزازِه. عن عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((المُسلِمُ أخو المُسلِمِ لا يَظلِمُه ولا يُسلِمُه، ومَن كان في حاجةِ أخيه كان اللهُ في حاجتِه، ومَن فَرَّج عن مُسلِمٍ كُربةً فَرَّج اللهُ عنه كُربةً مِن كُرُباتِ يومِ القيامةِ، ومَن ستَر مُسلِمًا ستَرَه اللهُ يومَ القيامةِ)) .
9- سُوءُ الجِوارِ بالنَّظَرِ إلى محارِمِ جارِه والتَّطلُّعِ إليهنَّ، وهذه الخَصلةُ القبيحةُ كانت العَرَبُ في الجاهليَّةِ تأنَفُ منها، وتفخَرُ بالتَّرفُّعِ عنها.
يقولُ عنترةُ:
وأغُضُّ طَرْفي إن بَدَت لي جارتي
حتَّى يواري جارتي مأواها .
وقد رُوِيَ أنَّ الأحنَفَ بنَ قَيسٍ صَعِد فوقَ بيتِه، فأشرَفَ على جارهِ، فقال: (سَوءةٌ سَوءةٌ! دخَلْتُ على جاري بغيرِ إذنٍ! لا صَعِدتُ فوقَ هذا البيتِ أبدًا) .
10- سُوءُ الجِوارِ بإيصالِ أنواعِ المضايقاتِ المختَلِفةِ إلى الجارِ خصوصًا في المدُنِ، ومن صُوَرِ ذلك في الوَقتِ الحاضِرِ: محلَّاتُ العَمَلِ الذي يتطلَّبُ حَركةً شديدةً، مِثلُ الوِرَشِ تهتَزُّ منه الحيطانُ وتتأثَّرُ بسبَبِه، فمِثلُ هذا يُمنَعُ من إيذاءِ الجارِ، وإذا حدث تصدُّعٌ أو خرابٌ بسَبَبِه كان ضامنًا، أو البيوتِ، وكذلك الحالُ في المحلَّاتِ التي تحدِثُ ضجيجًا وقلَقًا للسُّكانِ، أو في جِوارِ المُستَشفياتِ أو المدارِسِ، وما يتطَلَّبُ الهدوءَ والرَّاحةَ، وكذلك صاحِبُ المذياعِ ونحوُه الذي يرفَعُ صَوتَه أكثَرَ من حدودِ بيتِه، وهؤلاء الذين يأتون إلى بيوتِ أصدقائِهم بسيَّاراتِهم وبدَلًا من أن ينزِلَ ويَطرُقَ عليه البابَ، فإنَّه يُطلِقُ صَوتَ مُنَبِّهِ السَّيَّارةِ ولا يبالي بإزعاجِ جيرانِهم، وقد يكونُ هناك المريضُ والنَّائِمُ، بل والطِّفلُ الصَّغيرُ؛ كُلُّ ذلك ممَّا ينبغي مراعاتُه في عمومِ حُقوقِ الجارِ، وممَّا يدخُلُ في حَدِّ الإلزامِ، سواءٌ كان أدبيًّا أو قضائيًّا، ممَّا تميَّز به خاصَّةً حَقُّ الجارِ .
ولقد كان أهلُ الجاهليَّةِ يَحرِصون على عَدَمِ إيصالِ الأذى للجارِ ولا إلى ما يملِكُه، فالمُسلِمُ أحَقُّ بهذا منهم. عن الحَسَنِ قال: (كان الرَّجُلُ في الجاهليَّةِ يقولُ: واللهِ لا يؤذَى كَلبُ جاري) .

( يتبع )


 
 توقيع : البراء






نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس