منتديات مدائن البوح - عرض مشاركة واحدة - الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
الموضوع
:
الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
عرض مشاركة واحدة
10-13-2024, 03:34 PM
#
261
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
968
تاريخ التسجيل :
Feb 2024
أخر زيارة :
01-26-2025 (07:30 AM)
المشاركات :
39,647 [
+
]
التقييم :
46421
الجنس ~
لوني المفضل :
Darkkhaki
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
تابع – الثرثرة
أسبابُ الوقوعِ في الثَّرثَرةِ
1- نشأةُ الإنسانِ وتربيتُه؛ فالعاداتُ لها أثَرُها، فالذي ينشأُ مُعتادًا على حِفظِ لِسانِه ويحيطُ به مَن يُرشِدُه ويُعينُه على إمساكِ لِسانِه عن اللَّغوِ والثَّرثَرةِ، يختَلِفُ عمَّن اعتاد إطلاقَ لسانِه، وخالط أهلَ الباطلِ والفُسَّاقَ وأهلَ الثَّرثَرةِ، ولم يجِدْ مَن يُرشِدُه.
2- الجَهلُ بعواقِبِ الثَّرثَرةِ وكثرةِ الكلامِ، وبخطورةِ الكَلِمةِ بوَجهٍ خاصٍّ؛ ففي الحديثِ قال رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((وإنَّ العبدَ ليتكَلَّمُ بالكَلِمةِ من َسَخَطِ اللهِ لا يُلقي لها بالًا، يهوي بها في جَهنَّمَ)) .
3- الكِبرُ والغرورُ وحُبُّ الظُّهورِ أمامَ الآخَرين.
4- حُبُّ الفُضولِ والرَّغبةُ في معرفةِ كُلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ عن الآخَرين، بكثرةِ الأسئِلةِ، والتَّتبُّعِ ونَقلِ الأخبارِ وتداوُلِها.
5- شَغلُ الأوقاتِ ومجاراةُ النَّاسِ والتَّكلُّمُ بما يَهوونه موافقةً لهم، ولو كان كلامًا لا فائدةَ فيه ولا نَفعَ يُرجى منه.
يقولُ عبدُ الكريم زيدان: (قد يبتَعِدُ الدَّاعي عن النَّهجِ الصَّحيحِ، فلا يهتَمُّ بأمورِ العقيدةِ، ويهوى الخوضَ فيما يهواه النَّاسُ، ولا يُكَلِّفُهم شيئًا، كالخَوضِ فيما تُعورِفَ عليه من أمورِ ما يُسَمَّى بالسِّياسةِ، والثَّرثَرةِ فيها، وتحليلِ الأمورِ تحليلًا بعيدًا عن مفاهيمِ العقيدةِ وشُمولِها، كُلُّ ذلك يفعَلُه الدَّاعي استجابةً لرغَباتِ النَّاسِ، أو لرغبةٍ في نفسِه هو، وهذا النَّهجُ خَطَأٌ؛ لأنَّ الدَّاعيَ لا يأتي بشيءٍ جديدٍ لا يعرِفُه النَّاسُ، بل قد يناقِشونه فيما يقولُه ويدَّعيه، فينجَرُّ الدَّاعي إلى أمورٍ بعيدةٍ عن أصلِ الدَّاءِ والدَّواءِ، وهو الانحرافُ عن العقيدةِ الإسلاميَّةِ، ولُزومِ تعميقِ معانيها في النُّفوسِ، ونتيجةُ ذلك بقاءُ أصلِ الدَّاءِ، والسَّيرُ في البناءِ من السَّطحِ أو بلا أساسٍ) .
6- الرَّغبةُ في طَلَبِ رئاسةٍ؛ فبعضُ النَّاسِ يريدُ أن يرى النَّاسُ عِلمَه وفصاحتَه بالرِّئاسةِ، فيدفَعُ ذلك صاحِبَه إلى التَّباهي بما فيه وما ليس فيه.
7- قِلَّةُ العِلمِ:
قال المُناويُّ: (كثرةُ الكلامِ تتولَّدُ عن أمرينِ: إمَّا طَلَبُ رئاسةٍ يريدُ أن يرى النَّاسُ عِلمَه وفصاحتَه، وإمَّا قِلَّةُ العِلمِ بما يجِبُ عليه في الكلامِ) .
8- الصُّحبةُ السَّيِّئةُ.
9- ضَعفُ الوازِعِ الدِّينيِّ.
الوسائِلُ المُعينةُ على تَركِ الثَّرثَرةِ
هناك وسائِلُ وطُرُقٌ إذا استعان بها الإنسانُ ساعدَتْه على اجتنابِ الثَّرثَرةِ، منها:
1- مجاهدةُ النَّفسِ على إمساكِ اللِّسانِ وقِلَّةِ الكلامِ.
2- استِحضارُ خُطورةِ الثَّرثَرةِ، والعِلمُ بأنَّ أكثَرَ ما يَدخُلُ النَّاسُ النَّارَ بسَبَبِه يومَ القيامةِ كَثرةُ الكلامِ أو الثَّرثَرةُ، أو ما يتكَلَّمُ به اللِّسانُ من باطلٍ ولَغوٍ، وقد قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لمعاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه: ((وهل يَكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ على وُجوهِهم -أو قال: على مناخِرِهم- إلَّا حصائِدُ ألسِنَتِهم)) .
3- الدُّعاءُ وطَلَبُ العَونِ من اللهِ عزَّ وجَلَّ، والإلحاحُ في ذلك.
4- أن يُدرِكَ أنَّه مكثِرٌ من الكلامِ قد ابتُلي بالثَّرثَرةِ، وهذا هو بدايةُ طريقِ العلاجِ والتَّخلُّصِ من هذه الآفةِ.
5- استغلالُ أوقاتِه بما يعودُ عليه بالنَّفعِ، مِثلُ: التَّسبيحِ والاستغفارِ، والدَّعوةِ إلى اللَّهِ تعالى، وحُضورِ مجالِسِ العِلمِ، أو أيِّ عَمَلٍ يعودُ عليه أو على المجتَمَعِ بالنَّفعِ والفائدةِ.
6- مصاحبةُ الصَّالحين وأهلِ العِلمِ المعروفين بالإخلاصِ والصَّلاحِ والفُضلاءِ من عامَّةِ المُسلِمين؛ فعن أبي موسى رَضِيَ اللَّهُ عنه، قال: ((قال رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَثَلُ الجليسِ الصَّالحِ والجليسِ السَّوءِ كمَثَلِ صاحِبِ المِسكِ وكِيرِ الحدَّادِ، لا يَعدَمُك من صاحِبِ المِسكِ إمَّا تشتريه أو تجِدُ ريحَه، وكِيرُ الحَدَّادِ: يُحرِقُ بَدَنَك أو ثوبَك، أو تجِدُ منه ريحًا خبيثةً)) .
7 -اجتنابُ مجالِسِ السُّوءِ والكَذِبِ والفِسقِ والباطِلِ واللَّهوِ والمُنكَراتِ.
أخطاءٌ شائعةٌ حولَ الثَّرثَرةِ
1- الاعتقادُ بأنَّ الثَّرثَرةَ مقصورةٌ على كلامِ الشَّخصِ فيما لا يعنيه، فإذا تكلَّم في شأنِه تكَلَّم كيف شاء، وهذا خطَأٌ؛ فليست العِبرةُ بخَطَرِ الكلامِ فيما لا يعنيك فحَسْبُ، وإنَّما العبرةُ بأن يكونَ للكلامِ فائدةٌ، وليس من اللَّغوِ فَضلًا عن الحرامِ.
ولئِنْ كان لُزومُ الصَّمتِ وتَركُ الحديثِ فيما لا يعني مستحسَنًا مطلوبًا من كُلِّ أحدٍ، لَهُوَ ممَّن يأنَسُ من نفسِه الجَهلَ وكثرةَ الزَّللِ والخطَأِ أَولى وأَحرى.
قال ابنُ هُذَيلٍ: (ومن الواجبِ على مَن عَرِيَ من الأدبِ، وتخلَّى عن المعرفةِ والفَهمِ، ولم يتحَلَّ بالعِلمِ أن يلزَمَ الصَّمتَ، ويأخُذَ نفسَه به؛ فإنَّ ذلك حَظٌّ كبيرٌ من الأدَبِ، ونصيبٌ وافرٌ من التَّوفيقِ؛ لأنَّه يأمَنُ من الغلَطِ، ويعتَصِمُ من دواعي السَّقطِ؛ فالأدبُ رأسُ كُلِّ حِكمةٍ، والصَّمتُ جِماعُ الحُكمِ) .
2- ربَّما يحتاجُ المعَلِّمُ أو الدَّاعيةُ أو العالمُ أن يُكَرِّرَ كلامَه، وأن يطيلَ في الشَّرحِ، ويكثِرَ من الأمثلةِ؛ حتَّى تَصِلَ المعلومةُ إلى المستَمِعين ويُفهِمَ الطُّلَّابَ أو غيرَهم، ومِثلُ هذا من الخَطَأِ أن يُعَدَّ من الثَّرثَرةِ؛ فالكلامُ الذي فيه نفعٌ وتوضيحٌ للحَقِّ، ويُحتاجُ إليه، يؤجَرُ عليه صاحِبُه، ويُعَدُّ من الكلامِ المحمودِ لا من الثَّرثَرةِ المذمومةِ.
وقد قيل لإياسِ بنِ معاويةَ: (إنَّك تُكثِرُ الكلامَ. قال: أفبصوابٍ أتكَلَّمُ أم بخطَإٍ؟ قالوا: بصوابٍ. قال: فالإكثارُ من الصَّوابِ أفضَلُ) .
3- لا يعني ذمُّ الثَّرثَرةِ لُزومَ الصَّمتِ حتَّى عن الحَقِّ والخيرِ؛ قال ابنُ عبدِ البَرِّ: (الكلامُ بالخيرِ مِن ذِكرِ اللهِ وتلاوةِ القُرآنِ وأعمالِ البِرِّ أفضَلُ من الصَّمتِ، وكذلك القولُ بالحَقِّ كُلِّه، والإصلاحُ بَيْنَ النَّاسِ، وما كان مِثلَه) .
مَسائِلُ مُتفَرِّقةٌ
الثَّرثَرةُ من أخلاقِ الإنسانِ الفارِغِ التَّافِهِ:
من أخلاقِ المُسلِمِ الواعي أنَّه بعيدٌ عن التَّنطُّعِ في كلامِه، لا يتكَلَّفُ النُّطقَ حُبًّا بالتَّظاهُرِ ولَفتِ الأنظارِ إلى شخصِه؛ فالتَّنطُّعُ والثَّرثَرةُ الفارغةُ ليسا من خُلُقِ المُسلِمِ العامِلِ الذي يحبُّ معاليَ الأمورِ ويَكرَهُ سَفسافَها، وإنَّما هما من خُلُقِ الإنسانِ الفارغِ التَّافهِ الذي لا يُهِمُّه إلَّا الظُّهورُ والبروزُ وجَذبُ الانتباهِ إليه؛ ولذلك اشتَدَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على المتنَطِّعين، فقال ((هلَك المتنَطِّعون. قالها ثلاثًا)) .
مَوقِفُ السَّلَفِ من الثَّرثارينَ:
(عن أنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه قال: خَطَب رجُلٌ عِندَ عُمَرَ فأكثَرَ الكلامَ، فقال عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عنه: إنَّ كثرةَ الكلامِ في الخُطَبِ من َشَقاشِقِ الشَّيطانِ) .
و(عن ابنِ وَهبٍ، قال: سمِعتُ مالِكًا يُحَدِّثُ، وذَكَر رجُلًا بكثرةِ الكلامِ ومراجَعةِ النَّاسِ، فقال: مَن صَنَع مِثلَ هذا ذَهَب بهاؤُه) .
و(عن إبراهيمَ بنِ سُلَيمانَ الزَّيَّاتِ العَبديِّ، قال: كنتُ جالِسًا مع سُفيانَ، فجَعَل رَجُلٌ ينظُرُ إلى ثوبٍ كان على سُفيانَ، ثمَّ قال: يا أبا عبدِ اللَّهِ، أيَّ شيءٍ كان هذا الثَّوبُ؟ فقال سُفيانُ: كانوا يَكرَهونَ فُضولَ الكلامِ!) .
( يتبع )
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !
فترة الأقامة :
428 يوم
الإقامة :
الكويت
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
811
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
92.54 يوميا
البراء
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى البراء
البحث عن كل مشاركات البراء