منتديات مدائن البوح - عرض مشاركة واحدة - الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
الموضوع
:
الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
عرض مشاركة واحدة
10-11-2024, 06:07 AM
#
250
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
968
تاريخ التسجيل :
Feb 2024
أخر زيارة :
01-26-2025 (07:30 AM)
المشاركات :
39,647 [
+
]
التقييم :
46421
الجنس ~
لوني المفضل :
Darkkhaki
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
تابع - التعالم
أسبابُ الوُقوعِ في التَّعالُمِ
1- جَهلُ العامَّةِ بحقيقةِ العِلمِ وكُنهِه، وبصفاتِ العُلَماءِ:
قال أبو طالبٍ المكِّيُّ: (فصار كُلُّ مَن نطَق بكلامٍ وصفُه غريبٌ على السَّامعين لا يَعرِفُ حَقَّه من باطِلِه، سُمِّيَ عالِمًا، وكلُّ كلامٍ يُستحسَنُ زُخرُفُه ورَونقُه لا أصلَ له يُسَمَّى عِلمًا، وليس هذا إلَّا:
أ- لجَهلِ العامَّةِ بالعِلمِ أيُّ شيءٍ هو.
ب- لقِلَّةِ مَعرفةِ السَّامعِ بوصفِ من سَلَف من العُلَماءِ كيف كانوا.
فصار كثيرٌ من متكَلِّمي الزَّمانِ فِتنةً لمفتونٍ، وصار كثيرٌ من الكلامِ والرَّأيِ والمعقولِ -الذي حقيقتُه جَهلٌ- كأنَّه عِلمٌ عندَ الجاهلينَ، فلا يُفَرِّقون بَينَ المتكَلِّمين والعُلَماءِ، ولا يميِّزون بَينَ العِلمِ والكلامِ) .
2- تأخُّرُ العُلَماءِ عن أداءِ مُهِمَّتِهم:
فـ(الوظيفةُ الرَّئيسةُ لأهلِ العِلمِ والإيمانِ هي تغذيةُ العقولِ بالعِلمِ النَّافِعِ؛ تحصينًا لها من أيِّ مُؤثِّرٍ عليها، وتأخُّرُ العُلَماءِ عن أداءِ مُهمَّةِ البلاغِ من الأسبابِ التي أدَّت إلى التَّجنُّسِ الفِكريِّ من انحرافاتٍ في المفاهيمِ والأخلاقِ، وتموُّجاتٍ في الاعتقادِ) .
قال ابنُ تيميَّةَ: (فالمُرصَدون للعِلمِ عليهم للأمَّةِ حِفظُ عِلمِ الدِّينِ وتبليغُه؛ فإذا لم يبَلِّغوهم عِلمَ الدِّينِ أو ضيَّعوا حِفظَه، كان ذلك من أعظَمِ الظُّلمِ للمُسلِمين؛ ولهذا قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ [البقرة: 159] ) .
3- عدَمُ التَّعلُّمِ على أيدي المشايخِ، وكان الأوزاعيُّ يقولُ: (كان هذا العِلمُ كريمًا يتلاقاه الرِّجالُ بينهم، فلمَّا دخَل في الكتُبِ دخَل فيه غيرُ أهلِه) .
4- تقديمُ الجُهَّالِ على العُلَماءِ وتوليةُ المناصِبِ الشَّريفةِ لِمن لا يَصلُحُ لها:
قال الشَّاطبيُّ: (إنَّ جَعْلَ الجاهِلِ في موضِعِ العالمِ حتَّى يصيرَ مُفتيًا في الدِّينِ، ومعمولًا بقولِه في الأموالِ والدِّماءِ والأبضاعِ وغيرِها: محرَّمٌ في الدِّينِ، وكونُ ذلك يُتَّخَذُ دَيدنًا حتى يصيَر الابنُ مستَحِقًّا لرُتبةِ الأبِ، وإنْ لم يبلُغْ رُتبةَ الأبِ في ذلك المنصِبِ، بطريقِ الوِراثةِ أو غيرِ ذلك، بحيثُ يَشيعُ هذا العَمَلُ ويطَّرِدُ، ويَعُدُّه النَّاسُ كالشَّرعِ الذي لا يخالَفُ: بدعةً بلا إشكالٍ، زيادةً إلى القولِ بالرَّأيِ غيرِ الجاري على العِلمِ، وهو بدعةٌ، أو سَبَبُ البدعةِ ...، وهو الذي بيَّنه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بقولِه: ((حتَّى إذا لم يَبْقَ عالمٌ، اتَّخذ النَّاسُ رُؤساءَ جُهَّالًا، فسُئِلوا، فأفتَوا بغيرِ عِلمٍ؛ فضَلُّوا وأضَلُّوا)) ، وإنَّما ضلُّوا وأضلُّوا؛ لأنَّهم أفتَوا بالرَّأيِ؛ إذ ليس عندَهم علمٌ) .
وقال ابنُ تيميَّةَ: (والمَنصِبُ والوِلايةُ لا يجعَلُ من ليس عالِمًا مجتَهِدًا، عالِمًا مجتَهِدًا، ولو كان الكلامُ في العِلمِ والدِّينِ بالوِلايةِ والمنصِبِ لكان الخليفةُ والسُّلطانُ أحَقَّ بالكلامِ في العِلمِ والدِّينِ، وبأن يستفتيَه النَّاسُ ويَرجِعوا إليه فيما أشكَل عليهم في العِلمِ والدِّينِ.
فإذا كان الخليفةُ والسُّلطانُ لا يدَّعي ذلك لنَفسِه، ولا يُلزِمُ الرَّعيَّةَ حُكمَه في ذلك بقولٍ دونَ قولٍ إلَّا بكتابِ اللَّهِ وسُنَّةِ رَسولِه، فمَن هو دون السُّلطانِ في الوِلايةِ أَولى بأن لا يتعدَّى طَورَه، ولا يقيمَ نَفسَه في منصِبٍ لا يَستَحِقُّ القيامَ فيه أبو بكرٍ وعُمَرُ وعثمانُ وعليٌّ، وهم الخُلفاءُ الرَّاشِدون فضلًا عمَّن هو دونَهم؛ فإنَّهم رَضِيَ اللَّهُ عنهم إنَّما كانوا يُلزِمون النَّاسَ باتِّباعِ كِتابِ ربِّهم وسُنَّةِ نبيِّهم) .
5- التَّفَقُّهُ طَلَبًا للدُّنيا وحُبًّا للرِّئاسةِ؛ قال التُّورِبِشْتيُّ: (حقيقةُ الفِقهِ في الدِّينِ: ما وقع في القَلبِ، ثمَّ ظهر على اللِّسانِ؛ فأفاد العَمَلَ، وأورَث الخشيةَ والتَّقوى. وأمَّا الذي يتدارَسُ أبوابًا منه؛ ليتعزَّزَ به ويتأكَّلَ، فإنَّه بمعزِلٍ عن هذه الرُّتبةِ العُظمي؛ لأنَّ الفِقهَ تعلَّق بلِسانِه دونَ قَلبِه) .
6- الاغترارُ بالشَّهاداتِ العِلميَّةِ، وظنُّها كافيةً في الكلامِ في كُلِّ فَنٍّ، وإنْ لم يُتقِنْه الإنسانُ، قال أحمد شوقي: (ما بالُ النَّاشئِ وصل اجتهادَه حتى حصل على الشَّهادةِ، فلمَّا كحَّل بأحرُفِها عينيه، وظفِرَت بزُخرُفِها كِلتا يدَيه، هَجَر العِلمَ ورُبوعَه، وبعَث إلى معاهِدِه بأُقطوعةٍ، طوى الدَّفاتِرَ، وترَك المحابِرَ، وذهَب يُخايِلُ ويُفاخِرُ، ويدَّعي علمَ الأوَّلِ والآخِرِ؟!
فمَن يُنْبِيه، بارك اللَّهُ فيه لأبيه، وجزى سَعْيَ مُعَلِّمِه ومُرَبِّيه: أنَّ الشَّهادةَ طَرَفُ السَّببِ، وفاتحةُ الطَّلَبِ، والجوازُ إلى أقطارِ العِلمِ والأدَبِ، وأنَّ العِلمَ لا يُملَكُ بالصُّكوكِ والرِّقاعِ، وأنَّ المعرفةَ عندَ الثِّقاتِ غيرُ وثائِقِ الإقطاعِ؟) .
وقال شكيب أَرسلان:
(رأيتُ كثيرًا من الشُّبَّانِ يجعَلون جميعَ وَكْدِهم في تحصيلِ الشَّهادةِ، ويَرَون بها منتهى السَّعادةِ، وإذا حصَل الواحِدُ عليها ظنَّ نفسَه عالِمًا لا يجوزُ أن يقالَ له: أخطَأْتَ! أوَ ليس أنَّه أحرَز الشَّهادةَ؟! ورأيتُ شُبَّانًا آخَرين يكادُ أحَدُهم يذوبُ حَسرةً وتألُّمًا على كونِه لم يُصِبِ الشَّهادةَ، ولم يَفُزْ بما فاز به غيرُه، وهو يتخيَّلُ أنَّ الأرضَ قد ابتلَعَتْه!
فكنتُ أقولُ للفئةِ الأولى: لا يَغُرَّنَّكم نَيلُ الشَّهادةِ فتناموا بعدها قائلين لأنفُسِكم: إنَّكم صِرتُم عُلَماءَ؛ بحُجَّةِ أنَّ الشَّهادةَ هي في أيديكم! بل يجِبُ أن تثابِروا على الدَّرسِ والتَّحقيقِ، كأنَّ شهادتَكم لم تكُنْ؛ فالشَّهادةُ ليست العِلمَ.
وكنتُ أقولُ للفِئةِ الثَّانيةِ: اعلَموا أنَّ الشَّهادةَ ليست هي العِلمَ الحقيقيَّ، بل هي علامةٌ من علاماتِه؛ فمَن عَرَف نفسَه قد أحكَمَ الفَنَّ الذي عكَف عليه، فلا ينبغي أن يحزَنَ على تأخُّرِ الشَّهادةِ، ومَن عَرَف نفسَه لا يزالُ غيرَ ضليعٍ في العِلمِ الذي درَسه، فلا ينبغي أن يَفرَحَ بهذه الوَرَقةِ التَّي أعطاه إيَّاها الأساتيذُ، وكثيرًا ما قدَّموا متأخِّرًا، وأخَّروا متقَدِّمًا! فكم من طالبٍ تأخَّر أيامَ التَّحصيلِ ثمَّ بعدَ خُروجِه من الجامعةِ نَبَغ وتقدَّم وصار من كبارِ العُلَماءِ!) .
الوسائِلُ المُعينةُ على تَركِ التَّعالُمِ
1- الإخلاصُ والمتابعةُ:
فالمرءُ إذا أخلَص دينَه للهِ تعالى، وابتغى بعَمَلِه وجهَ اللَّهِ، لا غيرُ، فإنَّه يكونُ أبعَدَ ما يكونُ عن تلك الصِّفةِ الذَّميمةِ.
و(لا يُوصَفُ العمَلُ من المُسلِمِ بالقَبولِ شَرعًا إلَّا إذا توَّفر رُكناه، وهما: الإخلاصُ والمتابعةُ؛ فالإخلاصُ أن يكونَ العَمَلُ للهِ تعالى لا نصيبَ لغيرِ اللَّهِ فيه، متمَحِّضًا من شَوبِ الإرادةِ لغيرِه.
والمتابعةُ -ويقالُ الصَّوابُ: أن يكونَ ممَّا شرَعه اللَّهُ على لسانِ رَسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وبالجُملةِ، إذا اختَلَّ رُكناه أو أحدُهما صار العمَلُ مردودًا غيرَ مقبولٍ، والأدِلَّةُ على هذا متظاهِرةٌ من الكتابِ والسُّنَّةِ) .
(فالتَزِمِ التَّخلُّصَ من كُلِّ ما يشوبُ نيَّتَك في صِدقِ الطَّلَبِ؛ كحُبِّ الظُّهورِ والتَّفوُّقِ على الأقرانِ، وجَعْلِه سُلَّمًا لأغراضٍ وأعراضٍ؛ من جاهٍ أو مالٍ، أو تعظيمٍ أو سُمعةٍ، أو طَلَبِ محمَدةٍ، أو صَرفِ وُجوهِ النَّاسِ إليك؛ فإنَّ هذه وأمثالَها إذا شابت النِّيَّةَ أفسَدَتْها، وذهَبَت بركةُ العِلمِ؛ ولهذا يتعيَّنُ عليك أن تحميَ نيَّتَك من شَوبِ الإرادةِ لغيرِ اللَّهِ تعالى، بل وتحميَ الحِمى) .
2- الاجتهادُ في معرفةِ ماهيَّةِ العِلمِ وصِفاتِ العُلَماءِ:
قال أبو طالبٍ المكِّيُّ: (وقد قُلْنا: إنَّ خُصوصَ الجُهَّالِ يُشَبَّهون بالعُلَماءِ، فيَشتَبِهون على مجالِسيهم في الحالِ، فأعلَمُ النَّاسِ في زمانِك هذا
أ- أعرَفُهم بسيرةِ المتقَدِّمين وأعلَمُهم بطرائِقِ السَّالِفين.
ب- ثمَّ أعلَمُهم بالعِلمِ أيُّ شيءٍ هو؟
ج- وبالعالِمِ من هو من المتعَلِّمِ والمتعالِمِ؟
وهذا كالفرضِ على طالِبي العِلمِ؛ أن يعرِفوا أيُّ شيءٍ هو العِلمُ حتى يطلُبوه؛ إذ لا يَصِحُّ طَلَبُ ما لا يُعرَفُ، ثمَّ وجب عليهم من هذا أن يعرِفوا العالِمَ من هو؛ ليطلُبوا عندَه العِلمَ؛ إذ العِلمُ عَرَضٌ ولا يقومُ إلا بجِسمٍ، فلا يُوجَدُ إلَّا عندَ أهلِه) .
3- البعدُ عن شواذِّ العِلمِ وغوامِضِ المسائِلِ.
4- الدِّقَّةُ في النَّقلِ عن الأئمَّةِ، والتَّأكُّدُ من صِحَّةِ نِسبةِ الأقوالِ إليهم.
5- الحَذَرُ من أمراضِ القُلوبِ.
6- ملازَمةُ العُلَماءِ والدُّعاةِ الصَّادِقينَ.
7- التَّأنِّي في الطَّلَبِ وعَدَمُ الاستعجالِ.
( يتبع )
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !
فترة الأقامة :
428 يوم
الإقامة :
الكويت
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
811
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
92.53 يوميا
البراء
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى البراء
البحث عن كل مشاركات البراء