منتديات مدائن البوح - عرض مشاركة واحدة - الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
الموضوع
:
الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
عرض مشاركة واحدة
10-05-2024, 02:06 AM
#
215
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
968
تاريخ التسجيل :
Feb 2024
أخر زيارة :
01-26-2025 (07:30 AM)
المشاركات :
39,647 [
+
]
التقييم :
46421
الجنس ~
لوني المفضل :
Darkkhaki
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
الوهن
مَعنى الوَهَنِ لُغةً واصطِلاحًا
مَعنى الوَهَنِ لُغةً:
الوَهَنُ: الضَّعفُ في العَمَلِ والأمرِ وفي الأشياءِ، وكذلك في العَظمِ ونَحوِه، تَقولُ: قد وَهَنَ العَظمُ يَهِنُ وَهْنًا وأوهَنَه يُوهِنُه، ورَجُلٌ واهِنٌ في الأمرِ والعَمَلِ، ومَوهونٌ في العَظمِ والبَدَنِ، وقد وَهَنَ الإنسانُ، ووَهَنَه غَيرُه .
مَعنى الوَهَنِ اصطِلاحًا:
(الوَهْنُ والوَهَنُ -مُحَرَّكةً- الضَّعفُ في العَمَلِ، وقيل: الضَّعفُ مِن حَيثُ الخَلقُ والخُلُقُ) .
وقيل: (الوَهَنُ: استيلاءُ الخَوفِ على النَّاسِ) .
وقيل: (الوَهَنُ: ضَعفٌ يلحَقُ القَلبَ، والضَّعفُ مُطلَقًا: اختِلالُ القوَّةِ الجِسميَّةِ) .
الفَرقُ بَينَ الضَّعفِ والوَهَنِ والاستِكانةِ
قيل: الضَّعفُ ضِدُّ القوَّةِ، والوَهَنُ: هو أن يفعَل الإنسانُ فِعلَ الضَّعيفِ، تَقولُ: وَهَنَ في الأمرِ يَهِنُ وَهْنًا، وهو واهِنٌ: إذا أخَذَ فيه أخذَ الضَّعيفِ؛ لذا لا يُقالُ: خَلقَه اللهُ واهِنًا، كما يُقالُ: خَلقَه اللهُ ضَعيفًا، وقد يُستَعمَلُ الضَّعفُ مَكان الوَهَنِ.
ويجوزُ أن يُقالَ: إنَّ الوَهَنَ هو انكِسارُ الجَسَدِ بالخَوفِ ونَحوِه، والضَّعفُ نُقصانُ القوَّةِ، وأمَّا الاستِكانةُ فقيل: هي إظهارُ الضَّعفِ .
وقيل: الوَهَنُ ضَعفٌ يلحَقُ القَلبَ. والضَّعفُ المُطلَقُ هو اختِلالُ القوَّةِ والقُدرةِ بالجِسمِ، والاستِكانةُ هي إظهارُ ذلك العَجزِ وذلك الضَّعفِ .
وقيل: الفرقُ بَينَ الوَهَنِ والضَّعفِ: أنَّ الوَهَنَ اختِلالٌ يعتَري الإنسانَ، ويُضادُّه الشِّدَّةُ، والضَّعفُ: اختِلالٌ ينقُصُه وتُضادُّه القوَّةُ، والاستِكانةُ: الخُشوعُ والتَّضَرُّعُ للمَخافةِ .
ذم الوهن والنهي عنه
أ- مِن القُرآنِ الكريمِ
1- قال تعالى: وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا [آل عمران: 146] .
قال الطَّبَريُّ في تَفسيرِ هذه الآيةِ: (يعني بقَولِه تعالى ذِكرُه: فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فما عَجَزوا لما نالهم مِن ألمِ الجِراحِ الذي نالهم في سَبيلِ اللهِ، ولا لقَتلِ مَن قُتِلَ مِنهم، عن حَربِ أعداءِ اللهِ، ولا نَكَلوا عن جِهادِهم وَمَا ضَعُفُوا يقولُ: وما ضَعُفت قواهم لقَتلِ نَبيِّهم: وَمَا اسْتَكَانُوا يعني: وما ذَلُّوا فيتَخَشَّعوا لعَدوِّهم بالدُّخولِ في دينِهم ومُداهَنَتِهم فيه خيفةً منهم، ولكِن مَضَوا قُدُمًا على بَصائِرِهم ومِنهاجِ نَبيِّهم، صَبرًا على أمرِ اللهِ وأمرِ نَبيِّهم، وطاعةً للهِ واتِّباعًا لتَنزيلِه ووَحيِه) .
وقال البَيضاويُّ: (فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا فما فتَروا ولم ينكَسِرْ جِدُّهم لِما أصابَهم مِن قَتلِ النَّبيِّ أو بَعضِهم. وما ضَعُفوا عن العَدوِّ أو في الدِّينِ. وما استَكانوا وما خَضَعوا للعَدوِّ) .
2- وقال تعالى: وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران: 139] .
قال ابنُ كثيرٍ في تَفسيرِ هذه الآيةِ: (قال اللهُ تعالى مُسَلِّيًا للمُؤمِنينَ: وَلَا تَهِنُوا أي: لا تَضعُفوا بسَبَبِ ما جَرى، وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ أي: العاقِبةُ والنُّصرةُ لكم أيُّها المُؤمِنونَ) .
- ويقولُ تبارك وتعالى: فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ [محمد: 35] .
قَولُه: (فَلَا تَهِنُوا أي: تَضعُفوا ضَعفًا يُؤَدِّي بكم إلى الهَوانِ والذُّلِّ) .
(نَهى سُبحانَه المُؤمِنينَ عن الوَهَنِ والضَّعفِ، فقال: فَلَا تَهِنُوا أي: تَضعُفوا عن القِتالِ، والوَهَنُ: الضَّعفُ وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ أي: ولا تَدعوا الكُفَّارَ إلى الصُّلحِ ابتِداءً مِنكم؛ فإنَّ ذلك لا يكونُ إلَّا عِندَ الضَّعفِ) .
قال الكيا الهرَّاسيُّ: (فيه دَليلٌ على مَنعِ مُهادَنةِ الكُفَّارِ إلَّا عِندَ الضَّرورةِ، وتَحريمِ تَركِ الجِهادِ إلَّا عِندَ العَجزِ عن مُقابَلتِهم، لضَعفٍ يكونُ بالمُسلمينَ) .
3- وقد ذَكرَ اللهُ سُبحانَه الوَهَنَ والضَّعفَ الذي أصابَ بَني إسرائيلَ عِندَما طَلبَ مِنهم نَبيُّ اللهِ موسى عَليه السَّلامُ أن يُقاتِلوا حتَّى يفتَحوا الأرضَ المُقدَّسةَ: وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ * يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ * قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [المائدة: 20 - 23] .
فـ(موسى لمَّا قَرُبَ بقَومِه حُدودَ الأرضِ المُقدَّسةِ العامِرةِ الآهلةِ.. أمَرَهم بدُخولِها مَعَ الاستِعدادِ لقِتالِ من يُقاتِلُهم مِن أهلِها، وأنَّهم لمَّا غَلبَ عَليهم الضَّعفُ والذُّلُّ، واضطِهادُ المِصريِّينَ لهم، وظُلمُهم إيَّاهم.. أبَوا وتَمَرَّدوا واعتَذَروا بضَعفِهم وقوَّةِ أهلِ تلك البلادِ، وحاولوا الرُّجوعَ إلى مِصرَ، وقالوا لموسى: إنَّا لن نَدخُلَ هذه الأرضَ ما دامَ هؤلاء الجَبَّارونَ فيها، وقَولُهم: فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ تَأكيدٌ لِما فُهِم مِمَّا قَبلَه، مُشعِرٌ بأنَّه لا عِلَّةَ لامتِناعِهم إلَّا ما ذَكروه، وفي إجابَتِهم هذه دَليلٌ على مُنتَهى الضَّعفِ، وخَورِ العَزيمةِ، وعلى أنَّهم لا يُريدونَ أن يأخُذوا شَيئًا باستِعمالِ قُواهم البَدَنيَّةِ ولا العَقليَّةِ، ولا أن يدفَعوا الشَّرَّ عن أنفُسِهم، ولا أن يجلِبوا لها الخَيرَ) .
4- قال تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ * وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ [البقرة: 246 - 249] .
قَولُه: (قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ أي: لا قُدرةَ لنا بمُحارَبَتِهم ومُقاومَتِهم فضلًا عن الغَلَبةِ عَليهم، وجالوتُ كطالوتَ، والقائِلُ بَعضُ المُؤمِنينَ لبَعضٍ، وهو إظهارُ ضَعفٍ لا نُكوصٌ لِما شاهَدوا مِن الأعداءِ ما شاهَدوا مِن الكثرةِ والشِّدَّةِ) .
ب- مِن السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ
ورَدَت أحاديثُ في السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ في ذَمِّ الوَهَنِ، مِنها:
1 - عن ثَوبانَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((يوشِكُ الأُمَمُ أن تَداعى عَليكم كما تَداعى الأكَلةُ إلى قَصعَتِها. فقال قائِلٌ: ومِن قِلَّةٍ نَحنُ يومَئِذٍ؟ قال: بل أنتم يومَئِذٍ كثيرٌ، ولكِنَّكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيلِ! وليَنزِعَنَّ اللهُ مِن صُدورِ عَدوِّكم المَهابةَ مِنكم، وليقذِفَنَّ اللهُ في قُلوبِكم الوَهَنَ. فقال قائِلٌ: يا رَسولَ اللهِ، وما الوَهَنُ؟ قال: حُبُّ الدُّنيا، وكراهيةُ المَوتِ)) .
قَولُه: («يوشِكُ الأُمَمُ»، أي: يقرُبُ فِرَقُ الكُفرِ وأُمَمُ الضَّلالةِ. «أن تَداعى عليكم». أي: تَتَداعى، بأن يدعوَ بَعضُهم بَعضًا لمُقاتِلتِكم، وكسرِ شَوكتِكم، وسَلبِ ما مَلكتُموه مِن الدِّيارِ والأموالِ. "كما تَداعى الأكَلةُ"، أي: يقرُبُ أنَّ فِرَقَ الكُفرِ وأُمَمَ الضَّلالةِ... يدعو بَعضُهم بَعضًا إلى الاجتِماعِ لقِتالِكم وكسرِ شَوكتِكم؛ ليَغلِبوا على ما مَلكتُموها مِن الدِّيارِ، كما أنَّ الفِئةَ الآكِلةَ يتَداعى بَعضُهم بَعضًا إلى قَصعَتِهم التي يتَناولونَها مِن غَيرِ مانِعٍ، فيأكُلونَها صَفوًا مِن غَيرِ تَعَبٍ. «ومِن قِلَّةٍ»، أي: أنَّ ذلك التَّداعيَ لأجلِ قِلَّةٍ نَحنُ عَليها يومَئِذٍ؟ «كثيرٌ»، أي: عَدَدًا، وقَليلٌ مَدَدًا. «ولكِنَّكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيلِ» ما يحمِلُه السَّيلُ مِن زَبَدٍ ووسَخٍ، شَبَّههم به لقِلَّةِ شَجاعَتِهم ودَناءةِ قَدرِهم. «وليَنزِعَنَّ»، أي: ليُخرِجَنَّ. «المَهابةَ»، أي: الخَوفَ والرُّعبَ. «وليقِذَفَنَّ»، أي: وليرمِيَنَّ اللهُ. «الوَهَنَ»، أي: الضَّعفَ، وكأنَّه أرادَ بالوَهَنِ ما يوجِبُه؛ ولذلك فسَّره بَحُبِّ الدُّنيا وكراهةِ المَوتِ. «وما الوَهَنُ؟»، أي: ما يوجِبُه وما سَبَبُه؟ قال الطِّيبيُّ رَحِمَه اللهُ: سُؤالٌ عن نَوعِ الوَهَنِ، أو كأنَّه أرادَ: مِن أيِّ وجهٍ يكونُ ذلك الوَهَنُ؟ «قال: حُبُّ الدُّنيا وكراهيةُ المَوتِ»، وهما مُتَلازِمانِ، فكأنَّهما شَيءٌ واحِدٌ، يدعوهم إلى إعطاءِ الدَّنيَّةِ في الدِّينِ مِن العَدوِّ المُبينِ، ونَسألُ اللهَ العافيةَ) .
2- وعن ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما قال: ((سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: إذا تبايعتُم بالعِينةِ، وأخَذْتُم أذنابَ البقَرِ، ورَضيتُم بالزَّرعِ، وتركتُم الجِهادَ؛ سلَّط اللهُ عليكم ذلًّا لا يَنزِعُه حتى ترجِعوا إلى دينِكم)) .
قَولُه: (... «إذا تَبايعتُم بالعِينةِ» أن يبيعَ سِلعةً بثَمَنٍ لأجَلٍ ثُمَّ يشتَريَها مِنه بأقَلَّ مِنه. «وأخَذتُم أذنابَ البَقَرِ» كِنايةً عن الاشتِغالِ بالحَرثِ. «ورَضيتُم بالزَّرعِ»، أي: بكونِه هِمَّتَكم ونَهمَتَكم. «وتَرَكتُم الجِهادَ»، أي: غَزوَ أعداءِ الدِّينِ. «سَلَّطَ اللهُ عليكم ذُلًّا». ضَعفًا واستِهانةً. «لا يَنزِعُه عنكم حتَّى تَرجِعوا إلى دينِكم»، أي: إلى الاهتِمامِ بأُمورِ دينِكم، جَعَل ذلك بمَنزِلةِ الرِّدَّةِ والخُروجِ عن الدِّينِ؛ لمَزيدِ الزَّجرِ والتَّهويلِ) .
3- وعن أبي هرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: ((المؤمِنُ القَوِيُّ خيرٌ وأحَبُّ إلى اللهِ من المؤمنِ الضَّعيفِ، وفي كلٍّ خيرٌ، احرِصْ على ما ينفَعُك، واستَعِنْ باللهِ ولا تَعجِزْ، وإن أصابك شيءٌ فلا تقُلْ: لو أنِّي فعَلْتُ لكان كذا وكذا، ولكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللهِ وما شاء فَعَلَ، فإنَّ لَوْ تفتَحُ عَمَلَ الشَّيطانِ)) .
(قيل: المُرادُ بالمُؤمِنِ القَويِّ: الصَّابرُ على مُخالطةِ النَّاسِ وتَحمُّلِ أذيَّتِهم، وتَعليمِهم الخَيرَ وإرشادِهم إلى الهدى...، وقيل: أرادَ بالمُؤمِنِ القَويِّ الذي قَويَ في إيمانِه وصَلُبَ في إيقانِه بحَيثُ لا يرى الأسبابَ، ووثِقَ بمُسَبِّبِ الأسبابِ، والمُؤمِنُ الضَّعيفُ بخِلافِه، وهو أدنى مَراتِبِ الإيمانِ. وقال النَّوويُّ رَحِمَه اللهُ: القوَّةُ هنا يُرادُ بها عَزيمةُ النَّفسِ في أُمورِ الآخِرةِ، فيكونُ صاحِبُ هذا أكثَرَ إقدامًا على الغَزوِ والجِهادِ، وأسرَعَ خُروجًا وذَهابًا في طَلبِه وأشَدَّ عَزيمةً في الأمرِ بالمَعروفِ والنَّهيِ عن المُنكَرِ والصَّبرِ على الأذى في كُلِّ ذلك، وقَولُه: في كُلٍّ خَيرٌ، مَعناه: في كُلٍّ مِن القَويِّ والضَّعيفِ خَيرٌ لاشتِراكِهما في الإيمانِ، مَعَ ما يأتي به الضَّعيفُ مِن العِباداتِ) .
( يتبع )
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !
فترة الأقامة :
428 يوم
الإقامة :
الكويت
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
811
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
92.54 يوميا
البراء
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى البراء
البحث عن كل مشاركات البراء