منتديات مدائن البوح - عرض مشاركة واحدة - الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-30-2024, 02:45 PM   #194


الصورة الرمزية البراء
البراء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 968
 تاريخ التسجيل :  Feb 2024
 أخر زيارة : 01-26-2025 (07:30 AM)
 المشاركات : 39,647 [ + ]
 التقييم :  46421
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkkhaki


افتراضي رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )



تابع – اللؤم والخسة والدناءة

أسبابُ الوُقوعِ في اللُّؤمِ والخِسَّةِ والدَّناءةِ

1- معاشَرةُ اللِّئامِ وأهلِ الخِسَّةِ والدَّناءةِ:
عن إبراهيمَ بنَ شكلةَ قال: (إنَّ لكُلِّ شَيءٍ حَياةً وموتًا، وإنَّ مِمَّا يُحيي الكَرَمَ مواصَلةَ الكُرَماءِ، وإنَّ مِمَّا يُحيي اللُّؤمَ مُعاشَرةَ اللِّئامِ) .
وعن الأصمعيِّ قال: سَمِعتُ أعرابيًّا يقولُ: (مُخالَطةُ الأنذالِ والسِّفلةِ تحُطُّ الهَيبةَ، وتَضَعُ المَنزِلةَ، وتكِلُّ اللِّسانَ، وتُزري الإنسانَ) .
2- الحَسَدُ والبُخلُ والكَذِبُ والغِيبةُ.
3- ضَعفُ الحياءِ:
قال أبو حاتمِ بنُ حِبَّانَ: (ابنُ آدَمَ مَطبوعٌ على الكَرَمِ واللُّؤمِ مَعًا في المُعامَلةِ بَينَه وبَينَ اللهِ، والعِشرةِ بَينَه وبَينَ المَخلوقين، وإذا قَويَ حَياؤه قَوِيَ كَرمُه وضَعُفَ لُؤمُه، وإذا ضَعُف حَياؤه قَويَ لُؤمُه وضَعُف كَرَمُه) .
4- التَّعامُلُ بالخديعةِ:
قال عليٌّ رَضِيَ اللهُ عنه: (لا تعامِلْ بالخديعةِ؛ فإنَّها خُلُقُ اللِّئامِ) .
5- طاعةُ الشَّيطانِ واتِّباعُ الأهواءِ والشَّهَواتِ:
قال ابنُ القَيِّم: (اللَّئيمُ يصبِرُ في طاعةِ الشَّيطانِ؛ فاللِّئامُ أصبَرُ النَّاسِ في طاعةِ أهوائِهم وشَهَواتِهم، وأقَلُّ النَّاسِ صَبرًا في طاعةِ رَبِّهم، فيصبِرُ على البَذلِ في طاعةِ الشَّيطانِ أتَمَّ صَبرٍ، ولا يصبِرُ على البَذلِ في طاعةِ اللهِ في أيسَرِ شَيءٍ) .
6- صِغَرُ النَّفسِ، ومرضُ القلبِ.
7- الطمعُ والشَّرَهُ، وشِدَّةُ الحِرصِ، والبُخلُ.

الوسائِلُ المُعينةُ على تَركِ اللُّؤمِ والِخسَّةِ والدَّناءةِ
1- الانشِغالُ بالنَّفسِ وعُيوبِها، والحَذَرُ مِن أمراضِ القُلوبِ، والعَمَلُ على عِلاجِها.
2- مُجاهَدةُ النَّفسِ على التَّحَلِّي بمَكارِمِ الأخلاقِ والتِزامِ الأدَبِ.
قال أبو نُواسٍ: (الشَّرَهُ في الطَّعامِ دَناءةٌ، وفي الأدَبِ مُروءةٌ، وكُلُّ مَن حَرَصَ على شَيءٍ فاستَكثَرَ مِنه سَكن حِرصُه وقَرَّت عَينُه غَيرَ الأدَبِ؛ فإنَّه كُلَّما ازدادَ مِنه صاحِبُه ازدادَ حِرصًا عليه وشَهوةً له ودُخولًا فيه) .
وقال أبو حَيَّانَ التَّوحيديُّ: (ومِن تَوابعِ الأخلاقِ المَذمومةِ الغَضَبُ والكَذِبُ والجَهلُ والجَورُ والدَّناءةُ، وأمَّا الجَهلُ والجَورُ والدَّناءةُ فإنَّها أثافيُّ الرَّذائِلِ، فينبَغي أن ينتفيَ مِنها جُملةً وتَفصيلًا، ولا يسلُكَ أحَدٌ إلى شَيءٍ مِنها سَبيلًا) .
وقال بَعضُ الصَّالحينَ: (اجتَنِبوا دَناءةَ الأخلاقِ كما تَجتَنِبونَ الحَرامَ) .
3- الرُّفقةُ الصَّالحةُ والإكثارُ مِن مُخالَطةِ الصَّالحينَ ومُجانَبةُ أهلِ الخِسَّةِ والدَّناءةِ.
خَطَبَ الحَسَنُ بنُ عَليٍّ بالكوفةِ فقال: (اعلَموا يا أهلَ الكوفةِ أنَّ الحِلمَ زينةٌ، والوفاءَ مُروءةٌ، والعَجَلةَ سَفَهٌ، والسَّفَهَ ضَعفٌ، ومُجالَسةَ أهلِ الدَّناءةِ شَينٌ، ومُخالَطةَ أهلِ الفُسوقِ ريبةٌ) .
ويُقال: (احذَرِ الدُّنوَّ مِن ذَوي الدَّناءةِ؛ لئَلَّا تُعديَك طِباعُهمُ اللَّئيمةُ، وأخلاقُهمُ الذَّميمةُ، ولا تَصحَبِ الشِّرِّيرَ؛ فإنَّ طَبعَك يَسرِقُ مِن طَبعِه شَرًّا وأنتَ لا تَدري) .
4- أن يحرِصَ على التَّحَلِّي بالشَّرَفِ ومُجانَبةِ السَّفَهِ.
أحضَرَ الرَّشيدُ رَجُلًا ليولِّيَه القَضاءَ فقال له: إنِّي لا أُحسِنُ القَضاءَ ولا أنا فقيهٌ! قال الرَّشيدُ: فيك ثَلاثُ خِلالٍ: لك شَرَفٌ، والشَّرَفُ يمنَعُ صاحِبَه مِنَ الدَّناءةِ، ولك حِلمٌ يمنَعُك مِنَ العَجَلةِ، ومَن لم يَعجَلْ قَلَّ خَطَؤُه، وأنتَ رَجُلٌ تُشاوِرُ في أمرِك، ومَن شاورَ كثُرَ صَوابُه، وأمَّا الفِقهُ فسينضَمُّ إليك مَن تَتَفقَّهُ به، فوُلِّي فما وجَدوا فيه مَطعَنًا .
وسُئِلَ أحَدُ الصَّالحينَ: ما الشَّرَفُ؟ قال: موافقةُ الإخوانِ، وحِفظُ الجيرانِ، وسُئِلَ: فما السَّفَهُ؟ قال: اتِّباعُ الدَّناءةِ، ومُصاحَبةُ الغُواةِ .
5- الاتِّصافُ بالمُروءةِ.
ومِنَ المُروءةِ عَدَمُ صَرفِ الهمَّةِ إلى الظَّاهرِ مِن مَلبَسٍ وغَيرِه، قال الماوَرْديُّ: (المُروءةُ أن يكونَ الإنسانُ مُعتَدِلَ الحالِ في مُراعاةِ لِباسِه مِن غَيرِ إكثارٍ ولا اطِّراحٍ؛ فإنَّ اطِّراحَ مُراعاتِها وتَركَ تَفقُّدِها مَهانةٌ وذُلٌّ، وكثرةَ مُراعاتِها وصَرفَ الهمَّةِ إلى العِنايةِ لها دَناءةٌ ونَقصٌ، ورُبَّما تَوهَّمَ بَعضُ مَن خَلا مِن فضلٍ، وعَرِيَ عن تَمييزٍ أنَّ ذلك هو المُروءةُ الكامِلةُ، والسِّيرةُ الفاضِلةُ؛ لِما يرى مِن تَمَيُّزِه بذلك عنِ الأكثَرينَ، وخُروجِه عن جُملةِ العَوامِّ المُستَرذَلينَ، وخَفيَ عليه أنَّه إذا تَعَدَّى طَورَه وتَجاوزَ قَدرَه، كان أقبَحَ لذِكرِه، وأبعَثَ على ذَمِّه) .
6- الحِرصُ على الهمَّةِ العاليةِ.
وأخَسُّ النَّاسِ حَياةً أخَسُّهم همَّةً، وأضعَفُهم محبَّةً وطَلَبًا، وحَياةُ البَهائِمِ خَيرٌ مِن حَياتِه .
ورُويَ عن أحَدِ الصَّالحينَ أنَّه قال: (مَن أصلَحَ اللهُ همَّتَه لا يُتعِبُه بَعدَ ذلك رُكوبُ الأهوالِ ولا مُباشَرةُ الصِّعابِ، وعَلا بعُلوِّ همَّتِه إلى أسنى المَراتِبِ، وتَنَزَّهَ عنِ الدَّناءةِ أجمَعَ) .
7- الزُّهدُ فيما في أيدي النَّاسِ.
8- مَعرِفةُ الآثارِ السَّيِّئةِ للُّؤمِ والِخسَّةِ والدَّناءةِ.

مَسائِلُ مُتَفَرِّقةٌ
صِفاتُ اللَّئيمِ:‌
يوصَفُ اللَّئيمُ بصِفاتٍ سَيِّئةٍ؛ مِنها الظُّلمُ للضَّعيفِ، وقِلَّةُ المُروءةِ والكِبرُ، والخيانةُ، وغَيرُها مِنَ الصِّفاتِ التي لا تليقُ بالكَريمِ، قال الجاحِظُ: (ومِن صِفةِ اللَّئيمِ أن يظلِمَ الضَّعيفَ، ويظلِمَ نفسَه للقويِّ، ويقتُلَ الصَّريعَ، ويُجهِزَ على الجَريحِ... فإذا رَأيتَه يَعُقُّ أباه، ويحسُدُ أخاه، ويظلِمُ الضَّعيفَ، ويستَخِفُّ بالأديبِ، فلا تُبعِدْه مِن الخيانةِ؛ إذ كانت الخيانةُ لُؤمًا، ولا مِن الكَذِبِ؛ إذ كان الكَذِبُ لُؤمًا، ولا مِن النَّميمةِ؛ إذ كانت النَّميمةُ لُؤمًا، ولا تأمَنْه على الكُفرِ؛ فإنَّه ألأمُ اللُّؤمِ، وأقبَحُ الغَدرِ.
ومِن رَأيتَه مُنصَرِفًا عن بَعضِ اللُّؤمِ، وتارِكًا لبَعضِ القَبيحِ، فإيَّاك أن توَجِّهَ ذلك منه على التَّجَنُّبِ له، والرَّغبةِ عنه والإيثارِ لخِلافِه، ولكن على أنَّه لا يشتَهيه أو لا يقدِرُ عليه، أو يخافُ مِن مَرارةِ العاقِبةِ أمرًا يُعفي على حَلاوةِ العاجِلِ؛ لأنَّ اللُّؤمَ كُلَّه أصلٌ واحِدٌ وإن تفَرَّقَت فُروعُه، وجِنسٌ واحِدٌ وإنِ اختَلَفَت صوَرُه، والفِعلُ مَحمولٌ على غَلَبَتِه تابِعٌ لسَمتِه، والشَّكلُ ذاهِبٌ على شَكلِه مُنقَطِعٌ إلى أصلِه، صائِرٌ إليه وإن أبطَأ عنه، ونازِعٌ إليه وإن حِيلَ دونَه. وكذلك تَناسُبُ الكَرَمِ وحنينُ بَعضِه لبَعضٍ) .
وقال أبو حاتمٍ: (الكَريمُ مَن أعطاه شَكَره، ومَن مَنَعه عَذَره، ومَن قَطَعَه وصَلَه، ومَن وصَلَه فضَّله، ومَن سَألَه أعطاه، ومَن لم يسأَلْه ابتَدَأه، وإذا استَضعَفَ أحَدًا رَحِمَه، وإذا استَضعَفه أحَدٌ رأى المَوتَ أكرَمَ له منه، واللَّئيمُ بضِدِّ ما وصَفْنا مِن الخِصالِ كُلِّها) .
وقالوا: (اللَّئيمُ كَذوبُ الوَعدِ، خَؤونُ العَهدِ، قَليلُ الرِّفدِ، وقالوا: اللَّئيمُ إذا استَغنى بَطِرَ، وإذا افتَقَرَ قَنِط، وإذا قال أفحَشَ، وإذا سُئِل بَخِل، وإن سَألَ ألَحَّ، وإن أُسدِيَ إليه صَنيعٌ أخفاه، وإن استُكتِم سِرًّا أفشاه، فصَديقُه منه على حَذَرٍ، وعَدوُّه منه على غَرَرٍ) .
من علاماتِ اللُّؤمِ:
قال بَعضُ الحُكَماءِ: (أربَعةٌ مِن عَلاماتِ اللُّؤمِ: إفشاءُ السِّرِّ، واعتِقادُ الغَدرِ، وغِيبةُ الأحرارِ، وإساءةُ الجِوارِ) .
وقال ابنُ المُقَفَّعِ: (مِن عَلاماتِ اللَّئيمِ المُخادِعِ: أن يكونَ حَسَنَ القَولِ، سَيِّئَ الفِعلِ، بَعيدَ الغَضَبِ، قَريبَ الحَسَدِ، حَمولًا للفُحشِ، مُجازيًا بالحِقدِ، مُتَكلِّفًا للجودِ، صَغيرَ الخَطَرِ، مُتَوسِّعًا فيما لَيسَ له، ضَيِّقًا فيما يملِكُ) .
وصفُ أحوالِ اللَّئيمِ:
إذا كان ضِدًّا للكَريمِ فهو لئيمٌ، فإذا كان رَذْلًا نَذْلًا لا مُروءةَ له ولا جَلَدَ، فهو فَسلٌ.
فإذا كان مع لُؤمِه وخِسَّتِه ضَعيفًا فهو نِكْسٌ، وغُسٌّ، وجِبسٌ، وجِبْزٌ، فإذا زادَ لُؤمُه وتَناهَت خِسَّتُه فهو عُكْلٌ وقُذْعَلٌ وزُمَّحٌ، فإذا كان لا يُدرَكُ ما عندَه مِن اللُّؤمِ فهو أبَلٌّ .
أقوالٌ مُتفَرِّقةٌ في اللُّؤمِ:
- قال حكيمٌ: (السَّفَرُ ميزانُ الأخلاقِ؛ لأنَّه يُفصِحُ عن مَقاديرِها في الكَرَمِ واللُّؤمِ) .
- وعن عائشةَ رَضي اللهُ عنها قالت: (كُلُّ شَرَفٍ دونَه لُؤمٌ فاللُّؤمُ أَولى به، وكُلُّ لُؤمٍ دونَه شَرَفٌ فالشَّرَفُ أَولى به) .
تُريدُ أنَّ أَولى الأُمورِ بالإنسانِ طَبائِعُ نفسِه وخِصالُها، فإن كان كَريمًا وآباؤُه لئامٌ لم يضُرَّه ذلك، وإن كان لئيمًا وآباؤه كِرامٌ لم ينفَعْه ذلك .
- وقال قُسُّ بنُ ساعِدةَ: (لأقضيَنَّ بَيْنَ العَرَبِ بقَضيَّةٍ لم يقْضِ بها أحَدٌ قَبلي ولا يرُدُّها أحَدٌ بَعدي: أيُّما رَجُلٍ رمى رَجُلًا بمَلامةٍ دونَها كَرَمٌ فلا لُؤمَ عليه، وأيُّما رَجُلٍ ادَّعى كَرَمًا دونَه لُؤمٌ فلا كَرَمَ له) .
أصلُ الأخلاقِ المذمومةِ:
أصلُ الأخلاقِ المَذمومةِ كُلِّها يرجِعُ إلى ثَلاثةِ أُمورٍ:
الأوَّلُ: الكِبرُ.
الثَّاني: المَهانةُ.
الثَّالثُ: الدَّناءةُ.
فالفَخرُ والبَطَرُ والأشَرُ، والظُّلمُ والبَغيُ والتَّجَبُّرُ، والعُجبُ والخُيلاءُ والحَسَدُ، وإباءُ قَبولِ النَّصيحةِ وطَلَبِ العِلمِ، وحُبُّ الرِّئاسةِ والجاهِ: كُلُّها أمراضٌ قَلبيَّةٌ ناشِئةٌ مِنَ الكِبرِ.
والكَذِبُ والمَكرُ، والخِسَّةُ والخيانةُ، والرِّياءُ والحِرصُ، والخَديعةُ والطَّمَعُ، والجُبنُ والبُخلُ، والعَجزُ والكسَلُ، والفزَعُ والذُّلُّ لغَيرِ اللهِ، ونَحوُها: كُلُّها أمراضٌ قَلبيَّةٌ ناشِئةٌ مِنَ المَهانةِ والدَّناءةِ وصِغَرِ النَّفسِ .

( يتبع )


 
 توقيع : البراء






نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس