منتديات مدائن البوح - عرض مشاركة واحدة - الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-29-2024, 07:57 AM   #187


الصورة الرمزية البراء
البراء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 968
 تاريخ التسجيل :  Feb 2024
 أخر زيارة : 01-26-2025 (07:30 AM)
 المشاركات : 39,647 [ + ]
 التقييم :  46421
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkkhaki


افتراضي رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )



الكسل والفتور

مَعنى الكَسَلِ والفُتورِ لُغةً واصطِلاحًا
معنى الكَسَلِ لُغةً:

الكَسَلُ: التَّثاقُلُ عَمَّا لا ينبَغي أن يُتَثاقَلَ عنه. والفِعلُ: كَسِلَ يَكسَلُ كَسَلًا، ورَجُلٌ كَسلانُ، وامرَأةٌ كَسْلى، وكَسْلانةٌ: لُغةٌ رَديئةٌ. ويُقالُ: فُلانٌ لا تُكسِلُه المَكاسِلُ، يقولُ: لا تُثقِلُه وُجوهُ الكَسَلِ، وامرأةٌ مِكسالٌ، وهي التي لا تَكادُ تَبرَحُ مَجلِسَها .
مَعنى الكَسَلِ اصطِلاحًا:
قال أبو حَيَّانَ: (الكَسَلُ: التَّثاقُلُ والتَّثَبُّطُ، والفُتورُ عن الشَّيءِ) .
وقال المُناويُّ: (الكَسَلُ: التَّثاقُلُ والتَّراخي عَمَّا ينبَغي مَعَ القُدرةِ، أو هو عَدَمُ انبعاثِ النَّفسِ لفِعلِ الخَيرِ) .
وقال ابنُ حَجَرٍ: (الكَسَلُ: تَركُ الشَّيءِ مَعَ القُدرةِ على الأخذِ في عَمَلِه) .
وقال ابنُ عاشورٍ: (الكَسَلُ: هو الفُتورُ في الأفعالِ لسآمةٍ أو كراهيةٍ) .
معنى الفُتورِ لُغةً:
الفُتورُ: مَصدَرُ فتَرَ، يُقالُ: فتَرَ يفتُرُ فُتورًا وفُتارًا: سَكنَ بَعدَ حِدَّةٍ، ولانَ بَعدَ شِدَّةٍ، والفَتْرةُ: الانكِسارُ والضَّعفُ، وفتَرَ الماءُ: سَكنَ حَرُّه، و: جِسمُه فُتورًا: لانَت مَفاصِلُه وضَعُفَ. وأصلُ هذه المادَّةِ يدُلُّ على ضَعفٍ في الشَّيءِ .
مَعنى الفُتورِ اصطِلاحًا:
هو الكَسَلُ والتَّراخي والتَّباطُؤُ بَعدَ الجِدِّ والنَّشاطِ والحَيويَّةِ .

الفَرقُ بَينَ الكَسَلِ والفُتورِ وبَعضِ الصِّفاتِ

الفرقُ بَينَ الفُتورِ والكَسَلِ:
أنَّ الكَسَلَ هو التَّثاقُلُ والتَّراخي عَمَّا ينبَغي مَعَ القُدرةِ، وأمَّا الفُتورُ فهو الكَسَلُ والتَّراخي، ولكِنْ بَعدَ الجِدِّ والنَّشاطِ .
الفرقُ بَينَ العَجزِ والكَسَلِ:
قال ابنُ القَيِّمِ: (وأمَّا الكَسَلُ فيتَولَّدُ عنه الإضاعةُ والتَّفريطُ والحِرمانُ وأشَدُّ النَّدامةُ، وهو مُنافٍ للإرادةِ.... والعَجزُ والكَسَلُ قَرينانِ، فإنَّ تَخَلُّفَ مَصلحةِ العَبدِ وكمالِه ولذَّتِه وسُرورِه عنه إمَّا أن يكونَ مَصدَرُه عَدَمَ القُدرةِ فهو العَجزُ، أو يكونَ قادِرًا عليه، لكِن تَخَلَّفَ لعَدَمِ إرادَتِه، فهو الكَسَلُ، وصاحِبُه يُلامُ عليه ما لا يُلامُ على العَجزِ، وقد يكونُ العَجزُ ثَمَرةَ الكَسَلِ، فيُلامُ عليه أيضًا، فكثيرًا ما يَكسَلُ المَرءُ عن الشَّيءِ الذي هو قادِرٌ عليه وتضعُفُ عنه إرادتُه، فيُفضي به إلى العَجزِ عنه... وإلَّا فالعَجزُ الذي لم تُخلَقْ له قُدرةٌ على دَفعِه، ولا يدخُلُ مَعجوزُه تَحتَ القُدرةِ لا يُلامُ عليه) .
وقال ابنُ القَيِّمِ أيضًا: (والعَجزُ والكَسَلُ قَرينانِ، وهما مِن أسبابِ الألمِ؛ لأنَّهما يستَلزِمانِ فواتَ المَحبوبِ، فالعَجزُ يستَلزِمُ عَدَمَ القُدرةِ، والكَسَلُ يستَلزِمُ عَدَمَ إرادَتِه) .

ذم الكسل والفتور

أ - مِن القُرآنِ الكريمِ

- قال اللهُ تعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا [النساء: 142] .
قال الطَّبَريُّ: (وأمَّا قَولُه: وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ [النساء: 142] ، فإنَّه يعني: أنَّ المُنافِقينَ لا يعمَلونَ شَيئًا مِن الأعمالِ التي فرَضَها اللهُ على المُؤمِنينَ على وَجهِ التَّقَرُّبِ بها إلى اللهِ؛ لأنَّهم غَيرُ موقِنينَ بمَعادٍ ولا ثَوابٍ ولا عِقابٍ، وإنَّما يعمَلونَ ما عَمِلوا مِن الأعمالِ الظَّاهرةِ إبقاءً على أنفُسِهم، وحِذارًا مِن المُؤمِنينَ عليها أن يُقتَلوا أو يَسلُبوا أموالَهم، فهم إذا قاموا إلى الصَّلاةِ -التي هي مِن الفرائِضِ الظَّاهرةِ- قاموا كُسالى إليها، رياءً للمُؤمِنينَ ليحسَبوهم منهم وليسوا منهم؛ لأنَّهم غَيرُ مُعتَقِدي فرضَها ووُجوبَها عليهم، فهم في قيامِهم إليها كُسالى) .
وقال ابنُ كثيرٍ: (هذه صِفةُ المُنافِقينَ في أشرَفِ الأعمالِ وأفضَلِها وخَيرِها، وهي الصَّلاةُ. إذا قاموا إليها قاموا وهم كُسالى عنها؛ لأنَّهم لا نيَّةَ لهم فيها ولا إيمانَ لهم بها ولا خَشيةَ، ولا يعقِلونَ معناها... وعن ابنِ عَبَّاسٍ قال: يُكرَهُ أن يقومَ الرَّجُلُ إلى الصَّلاةِ وهو كَسلانُ، ولكِنْ يقومُ إليها طَلقَ الوَجهِ، عَظيمَ الرَّغبةِ، شَديدَ الفرَحِ؛ فإنَّه يُناجي اللهَ تعالى، وإنَّ اللهَ أمامَه يَغفِرُ له ويُجيبُه إذا دَعاه) .
- وقال تعالى: وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ [التوبة: 54] .
وقال البَغَويُّ: (وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى مُتَثاقِلونَ؛ لأنَّهم لا يرجونَ على أدائِها ثَوابًا، ولا يخافونَ على تَركِها عِقابًا، فإن قيل: كيف ذُمَّ الكَسَلُ في الصَّلاةِ، ولا صَلاةَ لهم أصلًا؟ قيل: الذَّمُّ واقِعٌ على الكُفرِ الذي يبعَثُ على الكَسَلِ، فإنَّ الكُفرَ مُكسِّلٌ، والإيمانَ مُنَشِّطٌ) .
وقال السَّعديُّ: (مُتَثاقِلينَ لها مُتَبَرِّمينَ مِن فِعلِها، والكَسَلُ لا يكونُ إلَّا مِن فقدِ الرَّغبةِ مِن قُلوبِهم، فلولا أنَّ قُلوبَهم فارِغةٌ مِن الرَّغبةِ إلى اللهِ وإلى ما عِندَه، عادِمةٌ للإيمانِ، لم يصدُرْ مِنهم الكَسَلُ) .
- قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ [التوبة: 38] .
قال ابنُ كثيرٍ: (أي: إذا دُعيتُم إلى الجِهادِ في سَبيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أي: تَكاسَلتُم ومِلتُم إلى المُقامِ في الدَّعةِ والخَفضِ وطيبِ الثِّمارِ، أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ أي: ما لكم فعَلتُم هكذا أَرِضًا مِنكم بالدُّنيا بَدَلًا مِن الآخِرةِ؟! ثُمَّ زَهَّدَ تبارك وتعالى في الدُّنيا، ورَغَّبَ في الآخِرةِ، فقال: فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ [التوبة: 38] ) .
- وقال تعالى عن موسى عليه السَّلامُ: اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي * اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى [طه: 42 - 43] .
(الوَنَى: الفُتورُ والتَّقصيرُ. وقُرِئ: تِنِيَا، بكَسرِ حَرفِ المُضارَعةِ للإتباعِ، أي: لا تَنسَياني، ولا أزالُ منكما على ذُكْرٍ حَيثُما تَقَلَّبتُما، واتَّخِذا ذِكري جَناحًا تَصيرانِ به مُستَمَدِّينَ بذلك العَونَ والتَّأييدَ منِّي، مُعتَقِدينَ أنَّ أمرًا مِن الأُمورِ لا يتَمَشَّى لأحَدٍ إلَّا بذِكري) .

ب- مِن السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ
- عن أبي هرَيرةَ رَضي الله عنه أنَّ رَسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((يعقِدُ الشَّيطانُ على قافيةِ رأسِ أحَدِكم إذا هو نام ثَلاثَ عُقَدٍ، يَضرِبُ كُلَّ عُقدةٍ: عليك ليلٌ طويلٌ فارقُدْ، فإن استيقَظَ فذَكَر اللهَ انحَلَّت عُقدةٌ، فإن توضَّأ انحَلَّت عُقدةٌ، فإنْ صَلَّى انحَلَّت عُقدةٌ، فأصبح نشيطًا طَيِّبَ النَّفسِ، وإلَّا أصبح خبيثَ النَّفسِ كَسْلانَ)) .
قال النَّوويُّ: (وقَولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((وإلَّا أصبَحَ خَبيثَ النَّفسِ كَسْلانَ)) مَعناه: لِما عليه مِن عُقَدِ الشَّيطانِ وآثارِ تَثبيطِه واستيلائِه، مَعَ أنَّه لم يَزُلْ ذلك عنه، وظاهرُ الحَديثِ أنَّ مَن لم يجمَعْ بَينَ الأُمورِ الثَّلاثةِ -وهي الذِّكرُ والوُضوءُ والصَّلاةُ- فهو داخِلٌ فيمَن يُصبحُ خَبيثَ النَّفسِ كَسْلانَ) .
- عن عائِشةَ رَضي الله عنها أنَّ رَسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يتَعَوَّذُ ويقولُ: ((اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بك مِن الكَسَلِ والهَرَمِ، والمَأثَمِ والمَغرَمِ)) .
- عن أنَسِ بنِ مالكٍ قال: كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ((اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بك مِن العَجزِ والكَسَلِ، والجُبنِ والهَرَمِ والبُخلِ، وأعوذُ بك مِن عَذابِ القَبرِ، ومِن فِتنةِ المَحيا والمَماتِ)) .
- عن أنَسِ بنِ مالكٍ قال: كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ((اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بك مِن الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجزِ والكَسَلِ، والجُبنِ والبُخلِ، وضَلَعِ الدَّينِ ، وغَلَبةِ الرِّجالِ)) .
قال ابنُ القَيِّمِ: (النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم استَعاذَ مِن الهَمِّ والحَزَنِ، وهما قَرينانِ، ومِن العَجزِ والكَسَلِ، وهما قَرينانِ، فإنَّ تَخَلُّفَ كَمالِ العَبدِ وصَلاحِه عنه إمَّا أن يكونَ لعَدَمِ قُدرَتِه عليه، فهو عَجزٌ، أو يكونَ قادِرًا عليه، لكِن لا يُريدُ، فهو كَسَلٌ، وينشَأُ عن هاتَينِ الصِّفتَينِ فواتُ كُلِّ خَيرٍ، وحُصولُ كُلِّ شَرٍّ، ومِن ذلك الشَّرِّ تَعطيلُه عن النَّفعِ ببَدَنِه، وهو الجُبنُ، وعن النَّفعِ بمالِه، وهو البُخلُ، ثُمَّ ينشَأُ له بذلك غَلَبتانِ: غَلبةٌ بحَقٍّ، وهي غَلَبةُ الدَّينِ، وغَلَبةٌ بباطِلٍ، وهي غَلَبةُ الرِّجالِ، وكُلُّ هذه المَفاسِدِ ثَمَرةُ العَجزِ والكَسَلِ) .
وقال ابنُ بَطَّالٍ: (الاستِعاذةُ مِن العَجزِ والكَسَلِ؛ لأنَّهما يمنَعانِ العَبدَ مِن أداءِ حُقوقِ اللهِ، وحُقوقِ نَفسِه وأهلِه، وتَضييعِ النَّظَرِ في أمرِ مَعادِه وأمرِ دُنياه، وقد أُمِرَ المُؤمِنُ بالاجتِهادِ في العَمَلِ، والإجمالِ في الطَّلَبِ، ولا يكونُ عالةً ولا عِيالًا على غَيرِه، ما مُتِّعَ بصِحَّةِ جَوارِحِه وعَقلِه) .
وقال الكَلاباذيُّ: (الكَسَلُ: فُتورٌ في الإنسانِ عن الواجِباتِ؛ فإنَّ الفُتورَ إذا كان في الفُضولِ وما لا ينبَغي فليسَ بكسَلٍ، بل هو عِصمةٌ، وإذا كان في الواجِباتِ فهو كَسَلٌ، وهو الثِّقَلُ، والفُتورُ عن القيامِ بالواجِبِ، وهو الخِذلانُ؛ قال اللهُ عَزَّ وجَلَّ: وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ [التوبة: 46] ، وعاتَبَ اللهُ المُؤمِنينَ في التَّثاقُلِ عن الواجِبِ، والفُتورِ فيه، فقال عَزَّ وجَلَّ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ [التوبة: 38] . والهَرَمُ: فُتورٌ مِن ضَعفٍ يحُلُّ بالإنسانِ، فلا يكونُ به نُهوضٌ، ففُتورُ الهَرَمِ فُتورُ عَجزٍ، وفُتورُ الكَسَلِ فُتورُ تَثبيطٍ وتَأخيرٍ؛ فاستَعاذ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن الفُتورِ في أداءِ الحُقوقِ، والقيامِ بواجِب الحَقِّ مِن الوجهَينِ جَميعًا: مِن جِهةِ عَجزٍ ضَرورةً، وحِرمانٍ مِنها، مَعَ الإمكانِ) .
- وعن عَبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو رَضِيَ اللهُ عنهما قال: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةٌ، ولكُلِّ شِرَّةٍ فَترةٌ، فمَن كانت فترَتُه إلى سُنَّتي فقد أفلحَ، ومَن كانت إلى غَيرِ ذلك فقد هَلك)) .
قال ابنُ تَيميَّةَ: (إنَّ مِن النَّاسِ مَن يكونُ له شِدَّةٌ ونَشاطٌ وحِدَّةٌ، واجتِهادٌ عَظيمٌ في العِبادةِ، ثُمَّ لا بُدَّ مِن فُتورٍ في ذلك. وهم في الفترةِ نَوعانِ: مِنهم مِن يلزَمُ السُّنَّةَ، فلا يترُكُ ما أُمِرَ به، ولا يفعَلُ ما نُهيَ عنه، بل يلزَمُ عِبادةَ اللهِ إلى المَماتِ، ومِنهم مَن يخرُجُ إلى بدعةٍ في دينِه، أو فُجورٍ في دُنياه، حتَّى يُشيرَ إليه النَّاسُ، فيُقالُ: هذا كان مُجتَهِدًا في الدِّينِ، ثُمَّ صارَ كذا وكذا! فهذا مِمَّا يُخافُ على مَن بَدَّل عن العِباداتِ الشَّرعيَّةِ إلى الزِّياداتِ البِدعيَّةِ) .

( يتبع )



 
 توقيع : البراء






نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس