منتديات مدائن البوح - عرض مشاركة واحدة - الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-25-2024, 05:26 AM   #162


الصورة الرمزية البراء
البراء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 968
 تاريخ التسجيل :  Feb 2024
 أخر زيارة : 01-26-2025 (07:30 AM)
 المشاركات : 39,647 [ + ]
 التقييم :  46421
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkkhaki


افتراضي رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )



تابع - الفجور

آثارُ الفُجورِ

1- الفُجورُ من الطُّرُقِ الموصِلةِ إلى النَّارِ، كما قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((وإنَّ الفُجورَ يهدي إلى النَّارِ)) .
2- الفُجورُ دليلٌ على خِسَّةِ النَّفسِ، وعلامةٌ من علاماتِ الدَّناءةِ في الشَّخصِ، وعنوانٌ للانحِطاطِ الأخلاقيِّ. قال أبانُ بنُ تَغلِبَ: (سمِعتُ امرأةً توصي ابنًا لها وأراد سَفَرًا، فقالت: ... والفُجورُ أقبَحُ خَلَّةٍ، وأبقى عارًا) .
3- الفُجورُ خُلُقٌ يدعو لكراهيةِ صاحِبِه، ويجعَلُه ممقوتًا من الخَلقِ.
4- الفُجورُ يزرعُ الشَّحناءَ والبَغضاءَ في المجتَمَعِ.
5- فُجورُ الفاجِرِ قد يُلحِقُ الأذى بالأفرادِ وبالمجتَمَعِ ككُلٍّ.

مظاهِرُ الفُجورِ وصُوَرُه

1- الكَذِبُ في الحديثِ:
عن عبدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عنه قال: قال رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((وإيَّاكم والكَذِبَ، فإنَّ الكَذِبَ يهدي إلى الفُجورِ، وإنَّ الفُجورَ يهدي إلى النَّارِ))
2- الفُجورُ في الخُصومةِ:
عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو رَضِيَ اللهُ عنهما، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (أربَعٌ مَن كُنَّ فيه كان منافِقًا خالِصًا، ومن كانت فيه خَصلةٌ منهُنَّ كانت فيه خَصلةٌ من النِّفاقِ حتى يَدَعَها: إذا اؤتُمِنَ خان، وإذا حدَّث كذَب، وإذا عاهَد غدَر، وإذا خاصَم فَجَر)) . ((فَجَر)) أي: مال عن الحَقِّ وقال الباطِلَ والكَذِبَ . وقيل: المرادُ هنا الشَّتمُ والرَّميُ بالأشياءِ القبيحةِ والبُهتانِ .
3- إتيانُ الفواحِشِ وفِعلُ كُلِّ أمرٍ قَبيحٍ:
عن بُرَيدةَ بنِ الحُصَيبِ رَضِيَ اللَّهُ عنه قال: ((...فجاءت الغامِديَّةُ، فقالت: يا رسولَ اللهِ، إنِّي قد زنَيتُ فطهِّرْني، وإنَّه ردَّها، فلمَّا كان الغَدُ قالت: يا رسولَ اللهِ، لِمَ ترَدُّني؟ لعلَّكَ أن ترُدَّني كما رددْتَ ماعِزًا! فواللهِ إنِّي لحُبلى، قال: إمَّا لا فاذهَبي حتَّى تلِدي، فلمَّا ولَدَت أتَته بالصَّبيِّ في خِرقةٍ، قالت: هذا قد ولَدْتُه، قال: اذهَبي فأرضِعيه حتَّى تفطِميه، فلمَّا فطمَتْه أتَتْه بالصَّبيِّ في يدِه كِسرةُ خُبزٍ، فقالت: هذا يا نَبيَّ اللهِ قد فطَمْتُه، وقد أكَل الطَّعامَ، فدفَع الصَّبيَّ إلى رجُلٍ مِن المُسلِمينَ، ثُمَّ أمَر بها، فحُفِر لها إلى صَدرِها، وأمَر النَّاسَ فرجَموها...)) .
قولُها: (فَجَرتُ) أي: زنيتُ .
4- نقضُ العَهدِ:
عن سَلَمةَ بنِ الأكوَعِ قال: ((قَدِمنا الحُدَيبيَةَ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ونحن أربَعَ عَشرةَ مائةً، وعليها خمسونَ شاةً لا تُرويها... الحديثَ، وفيه: قال: ثمَّ قُلتُ: والذي كَرَّم وَجهَ محمَّدٍ لا يرفَعُ أحدٌ منكم رأسَه إلَّا ضربتُ الذي فيه عيناه. قال: ثمَّ جِئتُ بهم أسوقُهم إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم... فنظر إليهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: دعوهم يَكُنْ لهم بَدءُ الفُجورِ وثِناه. فعفا عنهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأنزل اللَّه: وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ [الفتح: 24] الآيةَ كُلَّها)) .
قولُه: (بدءُ الفُجورِ وثِناه) أي: ابتداؤه وعودةٌ ثانيةٌ (والفُجورُ هنا هو: نقضُ العَهدِ، ورَومُ غِرَّةِ المُسلِمين، وكان هذا في صُلحِ الحُدَيبيةِ) .
5- الفُجورُ في الأيمانِ:
عن أبي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((ثلاثةٌ لا يُكَلِّمُهم اللهُ يومَ القيامةِ: المنَّانُ الذي لا يُعطي شيئًا إلَّا مَنَّه، والمُنَفِّقُ سِلعتَه بالحَلِفِ الفاجِرِ، والمُسبِلُ إزارَه)) .
وقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((مَن حَلَف على يمينِ صَبرٍ يقتَطِعُ بها مالَ امرئٍ مُسلِمٍ، وهو فيها فاجِرٌ، لَقِيَ اللهَ وهو عليه غَضبانُ)) .
عن وائِلِ بنِ حُجرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه: ((جاء رجلٌ مِن حَضرَمَوْتَ ورجلٌ مِن كِنْدَةَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال الحَضْرَميُّ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ هذا قدْ غَلَبَني على أرضٍ لي كانت لأبي، فقال الكِنْديُّ: هي أرضي في يَدِي أزرعُها ليس له فيها حقٌّ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم للحَضْرميِّ: ألك بيِّنةٌ؟ قال: لا، قال: فلك يمينُه، قال: يا رسولَ اللهِ، إنَّ الرَّجُلَ فاجِرٌ لا يُبالي على ما حَلَف عليه، وليس يتورَّعُ مِن شيءٍ، فقال: ليس لك مِنه إلَّا ذلك، فانطَلَق ليَحلِفَ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لمَّا أدبَرَ: أمَا لئِن حَلَفَ على مالِه ليأكُلَه ظُلمًا، لَيلْقيَنَّ اللَّهَ وهو عنه مُعْرِضٌ)) .

أسبابُ الوُقوعِ في الفُجورِ

1- هَشاشةُ الإيمانِ في قَلبِ الموصوفِ بالفُجورِ، وضَعفُ الوازعِ الدِّينيِّ، وعَدَمُ الخوفِ من اللهِ سُبحانَه وتعالى ومراقبتِه.
2- قد تُسَبِّبُ بعضُ الظَّواهِرِ الاجتماعيَّةِ في الوقوعِ في الفُجورِ، كأن يكونَ المجتَمَعُ غيرَ مُنضَبِطٍ بضوابِطِ الشَّرعِ، وقد تكونُ التَّنشئةُ والتَّربيةُ هي السَّبَبَ.
3- غيابُ فريضةِ الأمرِ بالمعروفِ والنَّهيِ عن المُنكَرِ.
4- مجالَسةُ الفَجَرةِ.
5- التَّساهُلُ بالمعاصي واستِمراؤها يَصِلُ بالمرءِ إلى الفُجورِ، والعياذُ باللَّهِ، وكما قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((وإنَّ الكَذِبَ يهدي إلى الفُجورِ)) .
6- الغَفلةُ؛ قال أبو العبَّاسِ ابنُ عَطاءٍ: (إنَّ الشَّفَقةَ لم تَزَلْ بالمُؤمِنِ حتَّى أوفَدَتْه على خيرِ أحوالِه، وإنَّ الغفلةَ لم تَزَلْ بالفاجِرِ حتَّى أوفَدَتْه على شَرِّ أحوالِه) .
7- إطلاقُ البَصَرِ؛ فالنَّظَرُ بريدُ الزِّنا، ورائِدُ الفُجورِ.

الوسائِلُ المُعينةُ على تَركِ الفُجورِ

1- التَّوبةُ النَّصوحُ.
2- الاستقامةُ على أمرِ اللَّهِ.
3- الانشغالُ بالذِّكرِ وتلاوةِ القُرآنِ.
4- صُحبةُ أهلِ الخيرِ والصَّلاحِ، والبُعدُ عن أهلِ الشَّرِّ والفُجورِ والفَسادِ.
5- النَّظَرُ في أحوالِ الصَّالحينَ، والاقتِداءُ بهم، والنَّظَرُ في أحوالِ الفاجِرين، والاعتبارُ بسُوءِ عاقِبتِهم.
6- التَّحَلِّي بمحاسِنِ الأخلاقِ ومجاهدةُ النَّفسِ في التَّخَلِّي عن مساوئِها.
7- البُعدُ عن مُثيراتِ الشَّهوةِ المُحَرَّمةِ، والوقوعِ في الحَرامِ.

مَسائِلُ مُتفَرِّقةٌ

من علاماتِ الفاجِرِ:
من علاماتِ الفاجِرِ: الحِرصُ، وكان يقالُ: (اثنانِ لا يجتَمِعانِ: القُنوعُ والحَسَدُ، واثنانِ لا يفتَرِقانِ أبدًا: الحِرصُ والفُجورُ) .
ومنها: أنَّه يظهَرُ عِندَ نزولِ البلايا، قال شُمَيطُ بنُ عَجلانَ: (إنَّ العافيةَ سَتَرَت البَرَّ والفاجِرَ، فإذا جاءت البلايا استبان عندَها الرَّجلانِ؛ فجاءت البلايا إلى المُؤمِنِ فأذهبت مالَه وخادِمَه ودابَّتَه حتى جاع بعدَ الشِّبَعِ، ومشى بعدَ الرُّكوبِ، وخَدَم نفسَه بعدَ أن كان مخدومًا، فصَبَر ورَضِيَ بقضاءِ اللهِ عزَّ وجَلَّ، وقال: هذا نَظَرٌ من اللهِ عزَّ وجَلَّ لي، هذا أهوَنُ لحسابي غدًا. وجاءت البلايا إلى الفاجِرِ فأذهبت مالَه وخادِمَه ودابَّتَه، فجَزِع وهَلَع، وقال: واللَّهِ ما لي بهذا طاقةٌ، واللَّهِ لقد عوَّدْتُ نفسي عادةً ما لي عنها صبرٌ من الحُلوِ والحامِضِ، والحارِّ والبارِدِ، ولينِ العَيشِ، فإنْ هو أصابه من الحلالِ وإلَّا طَلَبه من الحرامِ والظُّلمِ؛ ليعودَ إليه ذلك العَيشُ!) .
وقال أبو سعيدٍ الخَرَّازُ: (العافيةُ ستَرَت البَرَّ والفاجِرَ، فإذا جاءت البلوى يتبيَّنُ عندها الرِّجالُ) .
ومنها: أنَّه يُعَيِّرُ ويَهتِكُ الأستارَ؛ قال الفُضيلُ بنُ عِياضٍ: (الغِبطةُ من الإيمانِ، والحسَدُ من النِّفاقِ، والمُؤمِنُ يَغبِطُ ولا يَحسُدُ، والمُنافِقُ يَحسُدُ ولا يَغبِطُ، والمُؤمِنُ يَستُرُ ويَعِظُ ويَنصَحُ، والفاجِرُ يَهتِكُ ويُعَيِّرُ ويُفشي) .
ومنها: أنَّه يُطلِقُ لسانَه ويسترسِلُ في كلامِه متهاوِنًا. عن إبراهيمَ التَّيميِّ، قال: (المُؤمِنُ إذا أراد أن يتكَلَّمُ نَظَر، فإن كان كلامُه له تكَلَّم، وإن كان عليه أمسَك عنه، والفاجِرُ إنَّما لسانُه رِسْلًا رِسْلًا) .
غِيبةُ الفاجِرِ المُعلِنِ بفُجورِه:
قيل للحَسَنِ: الفاجِرُ المُعلِنُ بفُجورِه، ذكري له بما فيه، غِيبةٌ؟ قال: لا، ولا كرامةَ .
شيطانُ الفاجِرِ:
- وفي أثَرٍ عن بعضِ السَّلَفِ: أنَّ المُؤمِنَ يُنضي شيطانَه كما يُنضي الرَّجُلُ بعيرَه في السَّفرِ؛ لأنَّه كُلَّما اعتَرَضه صَبَّ عليه سِياطَ الذِّكرِ والتَّوجُّهِ والاستغفارِ والطَّاعةِ، فشَيطانُه معه في عذابٍ شديدٍ، ليس بمنزلةِ شَيطانِ الفاجِرِ الذي هو معه في راحةٍ ودَعةٍ؛ ولهذا يكونُ قَويًّا عاتيًا شديدًا .

( يتبع )



 
 توقيع : البراء






نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس