موت العالم في حقل استبداد الوعي ...!!
هذه الصفحة المكتوبة دون تنسيق أو ترتيب او أسلوب أو التي بالأمس ممنوع واليوم هي مسموح ..كان حريُّ بها أن تبقى على رفوف ذكرياتي وخلف قضبان صدري...لكنها الحيرة التي ترسم على جدران تحيطها تعجبات وأستفهامات تبحث عن فك طلاسم أو حقيقة تجلي المقاصد وتزيح الغموض فنهرب من حيرتنا للكتابة المفضوحة ...!!
هي ليست لإنسان يبحث عن راتب أخر الشهر أو منتظر مولود يضاف إلى سجله التكاثري ولا فكرة عن مستقبل مشرق لوظيفة تعتليه ؟ هي تبحث عن إنسان وصل به الوعي أن يقيم محيطة وزمانة ويقيس حيز مكانة مردداً.. " من الصعب أن تكون فناناً حقيقياً وأصيلاً وفي الآن نفسه متصالحاً ومتسقاً مع العالم المحيط ، مع المجتمع المولود فيه."
متى يصبح الوعي مستبدّ؟ قد يصل وعيك لتصادم مع الواقع الذي تعيشه والذي في نفس الوقت لا يستطيع إلا أن يكون في خصام ابدي واشتباك متكرر له.. يشير ويرمز في نفس الوقت إلى انعدام التكيف أو التلاؤم مع المحيط الخارجي المضاد للداخل .. ناهيك عن أحلام ولدت من مبادى الوعي الذي تكونت بداخلك بعالم يكون أكثر جمالاً وعدلاً وإنسانية خالياً كما قيل من التشوه والانحطاط والقسوة ...؟؟
اعجبني بحق وصف أحدهم أن حالة المثقف المعرفي هي بمثابة صرخة مضادة للراهن المستكين وهي الصخرة التي تقذف بها إلى المستنقع لتحريك هذا الركود المخيف ..والروتين المتكرر ...!!
احد الزملاء المقربين في حياتي " المتحولة " ..كان يطرح علي قضية معينة أو حدث حاصل أو فكرة عارضة فأعطية ما بداخلي من قناعات وتقييمات للقضية ...ثم اشاهده ينفعل ويصرخ أنت نفسي أنت تعاني من نفسية أنت تحتاج إلى طبيب انصحك انصحك أذهب أذهب ..فابتسم له وأسكت ..وبعد يومين أجده يعيد الكره واعيد له موقفي التحليلي ثم يصرخ من جديد وهذا حالنا كلما التقينا مع بعضنا ..لا أعلم هل هو ينظر للواقع افضل مني أم أنا من يقبع في المثالية التي تجعلني في موقف المريض النفسي ..؟؟
اخر أصبح يقدم لي هدية سنوية امتداد للهدايا التي بيننا كل عام عبارة عن كتاب متبادل ..اصبحت كتبه لي يسود مضامينها ويفيح من رائحة الكتاب حال البؤس والعزلة والنظرة السوداوية لا أعلم هل هكذا اصبح يراني ويلمس توجهاتي حتى يبحث عن ما يناسب تركيبتي الفكرية المزاجية..." لا أعلم " ..؟؟
أحد الأخوات وهي " الغند " وصفتني برد لها على تغريدة "أنني كاتب بي رؤية ظلامية" .!! وكان فحوى التغريدة " يعبق التاريخ بالوحوش " وهنا سؤال بسيط إن كان في تاريخنا أشياء مشرقة ومضيئة اليس فيها من الدماء التي سفكت والوحشية التي تجسدت عبر هذه العصور ما يجعلنا نتوقف عندها وإن كان في سردها تضخيم لأحداثها أو حقيقة تحكي واقع بذاتها ..أو لماذا نذهب بعيداً ما يحصل في غزة الان من يدونه أو يسجل أحداثه أو يكتب تفاصيل مجازره ..هل يستطيع أن يصف بدقة ما يحصل في جزء من جسدنا المنكوب المجروح المنزوف ..؟؟
اعتقد في النهاية أن الإنسان كلما تعلم وتثقف وجسدت الافكار بداخلة " وعي " يضيء عالمة كلما شاهدنا هذا الواقع القديم والمعاصر على حقيقته ..لكن في نفس الوقت أن لا نطمس حياتنا ونغض الفكر عن واقعها من أجل الاستمتاع والعيش بها وكم تغنيت ..:
" أنا لست مستقيلاً " منعزلاً " ما دمت أبدع ، وقد أكون على الهامش في أزمنة التشوّه والتسفيل والانحطاط ، لكنني حيّ وشاهد وأكتب الكلمات التي تُقرأ أكانت في الكتب أم على الجدران ، أكتبها في العزلة أو أقولها في الشوارع وعلى طاولات المقاهي والغرف المأهولة أو على أبواب البحر والشواطئ ...؟؟
.
نسيت أن أقول عنوان المقال مقتبس من أحد المقالات القديمة من زمن الثمانينات .🌺
محبتي لكم ...............غالي .
للمزيد من مواضيعي
https://up.boohalharf.com/uploads/165582203790411.gif
آخر تعديل غالي يوم
02-26-2024 في 11:32 PM.
|