منتديات مدائن البوح - عرض مشاركة واحدة

بدر المالكي · #1 02-08-2024, 11:01 PM

موت النجوم
إستوىٰ في الأفق نجمٌ يلوح لي بكلتا يداه القائمتين ، أزاحت أنوار المدينة أغلب نجوم السماء ،وبقي نجمٌ غائرًا ظاهرًا ساطعًا كزر قميصٍ نُصبا منفردًا على ثوبِ الفضاء، أتأمله ويتأملني ،النجم عندي دلالة فلسفية على الغضب الدائم المتوهج بعد الموت،كذلك الكلمةُ الجارحة صوتٌ باقي في ذهني وأن مات صاحبها سَتُخلف في نفسي سَدِيْماً ضبابي،غائصاً في نفسي للحد الذي يجعلني أزدريها، في أيامي التي أعدها خيباتٍ لا أيام ، خيبةٌ سبتيه ، خيبةٌ أحديه، حتى يكتمل الأسبوع ، أُطل من شُرفة عمري على إطلالةٍ خرابية، زرعتُ وردتاً بين آلاف الجثث المتحجرة التي أدارت رؤوسها نحو نافذتي بمآقي ذارفه، وهبت نفسي لكل الأشياء هربًا مِن نفسي، اليوم إحدى أنهيارتي الجليدية ، للكلمات القاسية سطوة الشمس على الثلج، البكاءُ عادةٌ لا قيمة لها مع من إعتاد الألم،ومع ذلك أأز نفسي أزً للبكاء لعلي ألد مِن جديد بروحٍ اكثر طاهرةٍ ونفسِ أشدُ سكينة وعقلٍ لا متذبذب، أقف أمام كلمةٍ وانا بعمر رجل فتهزمني، لا ألبث إلا أن اعود الى غرفتي لتجتمع روحي بأكملها في صدري، ليصبح قلبي بحجم جسد وأشعر بنبضها في أسفل شفتي الممتلئة، ثم يتكوم جسدي جثة هامدة لتنظر للنجوم وترتل كل أعضائي بصوتٍ آحادي، مقولة فان جوخ "يمكنني الشعور بنجوم الليل وبأبديّة السماوات، لأن الحياة رغم كُل شيء، هي حكاية خيالية" أستمر في تقسيم السحبِ كيف أشاء سحابةٌ تحمل همٌ لا غيث ونشء سحابةٍ يتكون مِن تناهيتي الليلكي، حتى تسقط قطرات سُحبٍ لتسقي وردةٌ كادت تذوي بين آلاف الجثث المتكومة ، وإذا أمطرت السماء سقط نجمي ، ليتعرى السماء مِن ثوبه.
-بدر المالكي

للمزيد من مواضيعي