...قلتَ-أخي الوضيء المبدع الراقي أستاذ
فتحي-فأجْمَلتَ وَوَفَّيْتَ واستوفيْت...
...لقد كانَ هؤلاء الكبارُ على تباينٍ في الأفكار والرؤى والقناعات..ولكنهم كانوا يعرفون كيف يختلفون دون أن يغمط أحدٌهم فضلَ الآخر على ثرائه الأدبي والمعرفي والإبداعي...
...كانت بين الأستاذين
الدكتور طهَ و
العقاد ما كان بينهما..وكان بين الأستاذين
الرافعي و
العقاد ما بينهما..وكلنا يعلمُ أيَّ هديرٍ نقديٍّ كان بين هذين الآخيرين في كتاب الأستاذ الرافعي (
على السّفُّود )..!!
...وكلنا يعلم تلك المعارك الأدبية الفكرية اللاهبة التي كان يُديرُها-برسوخ واقتدار-شيخُ العربية الفذ أستاذُنا الكبير العلّامة
محمود محمد شاكر رحمه الله إزاءَ فكر الدكتور طهَ تارةً،وإزاء فكر الدكتور
لويس عِوَض طوراً آخر..إذ كان-بعلمه وفكره وقناعاته-يتترسُ في خندقٍ واحدٍ مع أستاذهِ أمير البيان العربي
محمد مصطفى صادق الرافعي..وقد سجَّلَ هبواته النقدية تلك في كتابه الثر (
أباطيل وأسمار )...
...ومع هذا...حتى وأنت تقرأ النقد والنقد المضاد،فلا تلمس غير السموق في الطرح أسلوباً وأفكاراً...لقد كانوا-في هذه النقطة بالذاتِ-كباراً بكل ما تعنيه لفظة (
كبار )..
...لكنْ-كما قلتَ أخي-حين نقلبُ البصرَ الآن على الموجود في الساحة،فقلما تقعُ للأسف على شيءٍ ذي بالٍ إلا ما رحم ربي..!!
...لقد انكمشَ ذلك الثراءُ انكماشا مُريعاً..فما عدنا نسمع-في مواقف النقد-إلا الصياح واللغط الممجوج الذي لا يلوي على شيء..!! وبالكاد تعثر على الأقلام الهادئة التي تحسنُ (
فن الخلاف ) بأدبٍ ورُقيٍّ..ولله الأمرُ من قبلُ ومن بَعد..!!
...تكرم-أستاذ فتحي-على جمال الردِّ وثراء الطرح..ودمتَ في مدائننا بوْحاً ثميناً...