الموضوع: قِصة كِفاح
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 11-17-2022, 07:10 AM
مُهاجر متواجد حالياً
Awards Showcase
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 591
 تاريخ التسجيل : Feb 2022
 فترة الأقامة : 844 يوم
 أخر زيارة : 05-09-2024 (10:44 PM)
 المشاركات : 17,642 [ + ]
 التقييم : 17983
 معدل التقييم : مُهاجر has a reputation beyond repute مُهاجر has a reputation beyond repute مُهاجر has a reputation beyond repute مُهاجر has a reputation beyond repute مُهاجر has a reputation beyond repute مُهاجر has a reputation beyond repute مُهاجر has a reputation beyond repute مُهاجر has a reputation beyond repute مُهاجر has a reputation beyond repute مُهاجر has a reputation beyond repute مُهاجر has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]


افتراضي قِصة كِفاح



السلام عليكم سادتي الأكارم /
أحببت مشاركتكم بِقصة لأحد الأخوة والأصدقاء ،
الذي بيني وبينهم صحبة طويلة ،

وعلى ضوء ما اسرده من فصول ،
نستنبط بعض الفوائد منها ؛


كان :
هذا الأخ كباقي الأولاد يحب اللعب ،
ويأتي ما يأتيه أقرانه من مشاغبات ،
وشقاوة ،


حينها :
كنت أكبره بسنوات طويلة ،
وكنا حينها في بداية الالتزام ،


وكنا :
بفضل الله نستقطب الأطفال والشباب ،
ونشركهم في الرحلات وفي التعليم ،


وكان :
صاحبنا هذا يُقبل ويُدبر ،
وكان يسبب لنا صداع الرأس بشقاوته ،
فيقوم بالضحك علينا ،


وبعد :
فترة استقر رأيه على الجلوس معنا ،
ومرت السنوات ، حتى فقدناه ،
لتخلفه عن الرحلات والمناشط ،

فكُلفتُ بالذهاب إليه ، ذهبت إليه ،
واخبرته بأن الأخوة قلقون عليه ،
ولكونه يعزني ويقدرني كثيرا جاء
إلينا مجاملة ،

وما زِلتُ أذكر آخر رحلة معنا ،
كانت رحلتنا إلى _ المزارع _
_ منطقة سياحية معنا في عُمان _


ومنها _ بعد الرحلة _
انقطع خَبره ، ونزلنا عند رغبته ،
فمرت الأيام والسنون ،


وبعدها :
وصل الخبر بأن ذلك الولد الصغير ،
أصبح من جُلاَّس أحد العلماء
الراسخون في العلم ،

وفوق هذا :
أصبح هو من يقدمه الشيخ من أجل الإجابة
على الأسئلة التي يسألها الناس !


كنت :
كثير التردد عند ذلك العالم ، وهو يعدني مثل إبنه ،
حينها زاره ذلكَ الأخ ، فسلَّم على الحاضرين ،
وما أن جلس الجميع ، إلا وباب الأسئلة قد فُتح ،
وأخذت توجَّه الأسئلة للشيخ ،


وذلك الشيخ يرُدها على صاحبنا وهو يُجيب ،
وأنا في دهشة من أمري كيف يكون ذلكَ ؟!
من أين تَعلم ؟! مالذي جعله يَصل لتلكم الدرجة والمكانة ؟!


وفي :
يوم من الأيام كنت جالساً مع ذلك العالم ،
وسألته عن صاحبنا ،
على أنه يُقدمه للإجابة
فقال لي :
جَربته فوجدته يّردُ المسألة
لأصلها .


حينها :
بدأ ذلك المجتهد بالتواصل معي ،


فكانت :
بيننا رحلات وجلسات ، تبينت منه عن سبب بلوغه
لتلك الدرجة من العلم ،


ومع هذا وجد من يقف في طريقه حجر عثرة ،
ومن أقرب الناس له ،

ممن قاسمهم الأكل والشرب ،
فسعوا إلى تشويه سمعته ،

والتشكيك في علمه ، واتهموه بالكبر ،
والغرور ، والعجب ،

ولم يتركوا نقيصة ولا قبيحة إلا ولزوها به !
ومع هذا لم يلتفت إليهم ،


وكان :
أقصى ما يُجيب على من ينقل له خبرهم ،
بأنه مستعد للجلوس مع من ينتقده
في جلسه علمية أخوية ،


ولكن :
يقابل الطلب بالرفض ! يخبرني بأنه كان جالساً
مع ذلكَ العالم وجاء أحد المشائخ مع طلابه ،

وأخذ الطُلاب يسألون الشيخ ، والشيخ كعادته يُحوِّل الإجابة
إلى صاحبنا ، في هذه المرة رفض الإجابة ،


والشيخ يُلحُ عليه ، ويرفض ،
وعندما سأله الشيخ بقوله :
" مالك اليوم حاسد " ؟!
_ لماذا اليوم تبخل علينا _


رد عليه :
بأن شيخهم لا يريد الجواب مني ،
حينها ذهب ذلك الشيخ الزائر الى الحمام /
والعَالم يقول لصاحبنا :
الآن جاوب فشيخهم ليس هنا فرفض ،؛
حتى ذهبوا من عند العَالم من غير اجابة ،


وقَبل ذهابهم :
حينها طلب ذلك الشيخ الزائر من صاحبنا
الحديث معه على انفراد ،

يقول صاحبنا :
أن ذلك الشيخ أخذ ينصحه بأن لا يَتَصدر المجالس ،
ولا يتقدم العلماء في الجواب ،

وهو يقول له _ صاحبنا _ :
"أحسنت جزاك الله خيرا على النصيحة " .


انتهت قصة صاحبنا
_ اختصرتُ مسيرته لطولها _



سأضع هنا :
بعض التساؤلات ، ولكم لملمتها ، وجمعها ،
كي نخرج بفائدة من تلك التجربة .

وقبل هذا سوف اطرح بعض الأسئلة

تتعلق بما جاء في بداية القصة :

_ هل تكون صياغة الإنسان منذ نعومة أظفاره
سبباً لنبوغه وتفوقه العلمي ؟

_ ما الذي جعل بطل القصة يتخلف عن مشاركة أصحابه ؟

_ في ذلكَ الموقف الذي ذهب إليه ذلكَ الشخص ،
الذي يقدره يطلب منه الحضور ومشاركتهم ،

_ هل يمكن أن يضيع المرء هدفه إذا ما جعل المجاملة هي عربون وتأكيد المعزة ، حتى ولو كان لتلك الجلسات إضاعة للأوقات ؟

_ ماذا نستنتج من الصدمة التي وقعت على أقرانه ،
عندما بلغهم وصول ذلك الصديق لتلك المكانة العلمية ؟



كيف كانت بداية النجاح ؟
دعونا نسمعها منه يقول صاحبي :
بداية المشوار كانت رغبة تشكلت في حنايا قلبي ،
وكأني وجدت ذاتي ، وأني خلقت من أجل غاية ،
لعل مراحل الطفولة كان لها أثر تأخر إدراك تلك الغاية ،

وما أن اختليت بنفسي حتى كان ذلك القرار ،
الذي اتخذته ، ومن طبعي الذي كان مختلطا بطبيعتي ،
وتركيبتي أني ألغيت من قاموسي كلمة " مستحيل " ،

فهدفي سأقطف ثمرته ، ولن أتوقف حتى بلوغه ،
أو أموت دونه ، فقد كنت أجلب الكتب من المساجد ،
وكنت أختار فترة الظهر لكون حركة الشارع قليلة ،
كنت أخبئ الكتاب تحت ثوبي فيستقر بي الحال
في المجلس وأبدأ اقرأ ،

وعندما تواجهني معضلة في فهم شيء ،
اتصل بالعلماء استفتيهم ،

وكانوا يحاولون معرفة شخصيتي من تلكم الأسئلة ،
وكنت أجيب أنا " السائل " ، وبذاك غرفت من معين العلم ،

وعندما رأيت في نفسي تحقيق ما أصبو إليه ،
بدأت في مجالسة العلماء ، وكان عمري حينها
عندما كنت أجالس ذلك العالم الذي يقدمني للفُتيا " 18 سنة " !
حتى بدأ الناس يستدعوني لجلسات الإفتاء ، والمحاضرات .


ومما تَفرد به صاحبنا هو الطموح ، الذي لا يحده حدود ،
فقد نوع ثقافته ، تعلم المنطق ، والفكر ، وتعلم الإدارة ،
وهو الآن يحضر الماجستير ، وتعلم فنون القتال ،
وهو مطلع على الكثير من الثقافات ،

فهو :
في السياسة سياسي ، وفي الفكر مفكر ،
وفي الرياضة رياضي ، وفي الفلسفة فيلسوف ،
النحو نحوي ، و ....



ما تعلمته من ذاك الأخ الصديق ؛
_ أن التفوق لا يحده عمر .
_أن تحديد الهدف والإصرار على تحقيقه ،
هو عُدة الساعي وعتاده .

_ أن الإنسان لا يجامل غيره ،
ليكون على حساب ذلكَ الهدف ،
الذي يسعى لتحقيقه .

_ أن الإنسان إذا وضع قدمه على طريق التميز ،
والتفوق كان هدفاً مشروعا لكل حاسد وحاقد .
_ أن الحسد يكون من أقرب الناس لك .

_ أن لا يكترث الإنسان بما يقال عنه ،
كي لا يأخر عجلة النجاح .

_ إذا حمى وطيس التعدي ليتجاوز حدود المعقول ،
كانت المواجه هي سبيل قطع حجة المعتدي
_ ومع هذا لن يسلم من كيدهم _ .

_ لا يظن ظان بأن الإنسان يمكن أن يسلم من لسان الناس ،
فحتى الله تعالى ، وخير خلقه من الانبياء والمُرسلين
لم يسلموا من كلام الناس !

_ على من ارتقى بعلمه أن يجعل من ذلك الفضل
سبباً ليكون في قمة التواضع ، ويذكر فضل الله عليه .

_ تعلمت منه أن الإنسان إذا كان في قمة العلم ،
ودار حديث في مجلس ما وتطرح قضايا ،
ومسائل يخاض فيها أن لا يقحم نفسه ،
ليتصدر بذلك المجلس للفت الأنظار إليه ،
مالم يطلب منه ، وإذا ما استدعى الأمر
من الوقوع في المغالطات .

_ تعلمت منه أن يكون الإنسان حين توجيهه ،
ونصحه للآخرين أن يتقمص دور المشفق الموجه المشجع ،
بحيث لا يحسس الطرف الآخر بأنه جاهل ، وأنه لا يفهم .

_ وتعلمت منه أن نحفظ الفضل لأهل الفضل .

_ وأن لا يكون همنا بلوغ الشهرة ،
وأن تكون لنا شهوة الظهور .


فما :
تزال تلك الكلمات تتلجلج في سمعي حينما قال لي :
يا فلان لا تلتفت لقول العُذال ،
لأنك بذلك تحقق ما تريد ،
وستراهم بعد سنوات على وضعهم ذاك ،
لم يتغير فيهم غير تقادم العُمر !
وأنت قد حققت حينها هدفك ،

وتأكد :
بأن اؤلئك النُقاد سيخضعون ، وسيعترفون
بعلمكِ وفضلِك عندما يجدون الناس يتهافتون عليك ،
" حينها لن يجدوا محيصاً من التسليم ،
والاعتراف بِعلمك وفضلك .



مُهاجر
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : قِصة كِفاح     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : مُهاجر







آخر تعديل مُهاجر يوم 11-17-2022 في 08:25 AM.
رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47