عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 06-13-2022, 08:15 PM
أحمد عدوان متواجد حالياً
SMS ~

Awards Showcase
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 99
 تاريخ التسجيل : Sep 2020
 فترة الأقامة : 1344 يوم
 أخر زيارة : 05-31-2024 (11:31 PM)
 المشاركات : 16,148 [ + ]
 التقييم : 37776
 معدل التقييم : أحمد عدوان has a reputation beyond repute أحمد عدوان has a reputation beyond repute أحمد عدوان has a reputation beyond repute أحمد عدوان has a reputation beyond repute أحمد عدوان has a reputation beyond repute أحمد عدوان has a reputation beyond repute أحمد عدوان has a reputation beyond repute أحمد عدوان has a reputation beyond repute أحمد عدوان has a reputation beyond repute أحمد عدوان has a reputation beyond repute أحمد عدوان has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]


Icon122 "وإنّها غُربــةٌ بعدَ أُلفــة"














،

ثمانية أعوام ، شهر واحد و أحد عشر يوما لم تكن كافية للنسيان كي يمحو ذكركِ من لساني وحبّكِ من قلبي ، لقد مرّت بلياليها وأيامها وساعاتها ودقائقها وكأنَّني على موعد مع ذلك الغد الذي سيأتي بك مع كل صباح أو مساء .
مائة وسبعون رسالة مطوّلة تم إطلاق سراحها ، وخمس وثلاثون أخرى تم حفظها كمسودة ، وعشرات آخَرُ جرى إعدامها هي حصيلة توقي إليك ، عصارة هذا القلب الذي يعشقك ، لقد كانت مكتوبة بدم ممزوج بالشغف والحنين والشوق والأسى والأسف ، وإنّني الآن أتعجّب كيف لهذه المشاعر الشاهقة الشاسعة أن تتكوّم في رسالة حبّ ، وكيف لها أن تصل إلى عينيكِ ولا تصل إلى قلبك ، وإن اقتحمت قلبك كيف له ألا يكتب سطرًا واحدًا ويضعه بصندوق بريدي المهمل !
في البدايات كنتُ أتخيّلكِ تمسكين الرسالة ، تقرئينها لمرّة ومرّات ، تبكين ، تحزنين ، تكتبين لي ردًّا يطفئُ غضبي ، يطرد بعض مخاوفي ، يقيّد سلسال الشوق المتدفّق على امتداد ما بيننا من فراق ، كنتُ أراكِ في توهمي تترددين في إرسال كتابك نحوي ، .. بعد هذه الأعوام العتيدة ، خيالي لم يعد يسعفني لفعل ذلك ، حتى خيط الأمل الذي كنتُ أمسك بطرفه كلّ مساء وأمضي بشغف لأتفقد بريدي ، ولا أجد به ما يسدّ الرمق ، حتى ذلك الأمل القليل بدأ يندثرُ ويتلاشى ، آخر مرّة فتحت فيها صندوق الوارد تعثّرتُ مرتين قبل أن أتمكنّ من طبع رقم المرور . مضى زمن طويل على آخر مرة فعلتُ ذلك ، النسيان يطال كلّ شيئ عدا حبّك .
رسالتك الوحيدة التي جاءت طيلة هذا العمر الممتد من الجفاء ، كانت مفرغة من كل شيئ ، كأنما كتبها موظف إداريّ بدائرة حكومية أرهقته كثرة المكاتيب ، هنا قلبٌ يحتاج طمأنة وطبطبة ، يودّ لو أنك تحدثينه عن حجرات قلبك المقفلة ، عن لياليك وأيامك من بعدي ومن دوني ، عن أيّ شيئ وكلّ شيئ ، يودّ أن تخبريه عن الغربة بعد الألفة ، كيف تصيرُ العفويّة التي بداخلنا جدارًا سميكا من التحفّظ ، كيفَ ينبت الكلام على شفاهنا ولا يثمر ، وكيفَ تمكّن البعد من ترويضك للحدّ الذي جعلك تنجبين رسالة يتيمة منزوعة الحب خلال ثمانية أعوام من الجفاء !
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : "وإنّها غُربــةٌ بعدَ أُلفــة"     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : أحمد عدوان





 توقيع : أحمد عدوان

حسابي على تويتر


رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47