عرض مشاركة واحدة
قديم 12-11-2021, 05:17 AM   #5


الصورة الرمزية الغند
الغند غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 514
 تاريخ التسجيل :  Oct 2021
 أخر زيارة : 05-30-2024 (10:43 PM)
 المشاركات : 22,584 [ + ]
 التقييم :  122552
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Maroon


افتراضي رد: ما بانت سعاد ..!



ek:
ذيب حزني ما رحم فرحي الحمل
والنتيجة احزان في مثلي تليق

ما يشيل حمول عن كتفي جمل
ولا يوصل وجهتي اية طريق !


نكمل مشوار قصة طريق مع شاعرنا،، اللي ترسبت في روحه ذكريات أليمه،، ما جنى غير حزنه ولننظر لروعة التشبيه وكيف صور علاقة حزنه بفرح أيامه،، كالعلاقة تماما بين الوداعة والشراسة،، الأليف والمفترس،،

كان فرحه برئ مشروع لم يرد منه أكثر مما عطا وعطاءه ما هو قليل ،، العطاء طبع وخلق تربى عليه،،

لذا وصف عطاياه بقوله:
طبعي لو اعطيت أعطي بزياده ،
ما اذكر اني بخلت في يوووم ،


ولأن الجزاء من جنس العمل،، والمردود من أصل العطا توقع مثل ما أهدى فرح يجني فرح،، صحيح هذا عند الخالق حيث الموازين العدل،، بس ميزان البشر مختل ،، لذا من اللي أهداهم العمر والحياة المحبوبة،، كانت فرحته لتنقلب للضد تماما،، وتككون سبب الكدر والتعاسة،،

كانت على ما قاله:
كان الفرح لو قلت له فيني اهات ،
وصار حزن العمر../ له الف سكره ،
راح وترك عاشقن في غرامه مات ،
ودموع عين تهل كل ما افتكره ،



حولت حياته من سعادة حتى الآه منها فرح وسعادة إلى تعاسة وحزن بالبعد ،،

لذا كان فرحه بسيط كبير بمعناه ما أخذ صفة التعدي والاعتداء على غيره مثل حمل وديع،، وكان حزنه بالمرصاد مثل ذيب جائع قضى على الفرح بأفتراس متوحشوتمثل في حياة شاعرنا ذاك الذيب حزن ،، أهدى الشاعر وحشيته،،


وبطبيعة الحال الذيب مفترس والحمل وديع والغلبة هنا حسب شريعة الغاب للأشرس والأقوى وكانت للذيب ،، معركة غير متكافئة وغير منصفة،،

ولأن مقام الشاعر كبير وهنا يفخر بذاته،، كانت الأحزان الكبيرة وكأنها أعدت لمقامه حيق "لكل مقام مقال" يرفض ذاك المقال لكنه وكأنه قدره المحتوم

أبدعت والله أبدعت،،


ذيب حزني :تشبيه شبهت أن الحزن كذئب "تشبيه " الغرض منه بيان انقضاض الحزن من قبل من قدموا لك الحزن من خلال تصرفاتهم بوحشية تفوق قدرة فرحك للتصدى لها،،

فرحي الحمل: تشبيه الفرح بالحمل الوديع،، لبيان ضعف الحزن وصغر مساحته مقارنة بالحزن لذا كانت هزيمته،،،

ذيب حزني ما رحم فرحي الحمل: طباق إيجاب لبيان عدم التكافؤ بين الطرفين لذا أنتصر الحزن على الفرح،،،


مثلي تليق: كناية عن كبر مقام الشاعر هنا فخر متواري بالذات وإن بدا من خلال الأحزان،،،


،،،
وحزن ورى حزن وألم بعد ألم،، جاءت تراكمات ما يقوى يشيل حمولها إنسان،، من ثقلها لا تطاق ،، واستل من بيئة الصحراء وقسوتها،، الجمل اللي عرف بتحمله لتلك القسوة وتعامله معها،، وذاك من مسيرة القوافل قديما التي تحمل عليها البضائع وتسير مسافات طوال دون كلل أو تعب،،

الشاعر يقرب الصورة للذهن بنفس المعنى،، ومن كثر تلك الحمول حتى الجمل ينخ،، فما بالنا ببشر له طاقة تحمل ،،

روعة التصوير جمال من جمال ،، الأول للحسن البصري والثانية للجمال العربية ذات الأسفار من نوق ونحوه،،

ما يشيل حمول عن كتفي جمل: كناية عن ثقل الهموم وتكالبها لدرجة غير عادية لا تُحتمل،، وكل ما حاول يجد طريق صحيح،، وصحبة رائعة كانت خيبة الظنون وإنكسار الأمل جواب،، لم تزده تلك الطرق إلا ضياعا وتيها،،

روعة،،،

حتى آمن بإنكسار الحظ وقالها تكرار:

انا حظي فقد حظه ولا بيده ولا بيدي
معي احلام مكتظه ولا جتني على ودي



هنا خرت أحلام من طموحها عند تلك الكسرة

و
مبدع،،،


 

رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47