.







- أينَ ألقَاكْ؟
ومنافذ العبور إليك تُحيلنِي إلى دروب لا تؤدّي إليكْ
أهكذا ينتهِي كلّ شَيءْ دونَ سابقة إنذار
دونَ مهلَة أرتّب فيها قَلبِي
أرتّب فيها الوَقتْ الذي يخلو منك
أحفظ بعض عناوينُك
شيء من أوراقُك
كلماتُك وآآآآه من كلماتُكْ الساكنَة في العُمق!!

لمْ أرتّبنِي بعد لِ فراقُك
ولا إلى نسيانُك وردنِي خاطرْ
رغم أنّي الممتعنَة عنكْ في حضرِة اللقاءْ
خوفاً من لائمَة عادة وتقليد
وتقديساً لشرقيّتُك
عانقتُك على الورقْ
وإحتضنتُ الحرف منكْ
شاغبتُكْ
أهملتُك والتفت إليك على ورَقْ
خاصمتُك صالحتُك على ورَقْ
أحببتُك .. كَ الطفولَة
ورافقتُك في الشبابْ
وإتكأت عليك وتعكزت بي في الكبرْ على ورَقْ
أسكُنتُك مدينتِي
وبنيتُ معك بيتِي طوبَة طوبَة
بنياننا لامس السماءْ
وقصرنا لا مثيل له على الوَرقْ
تحدثّ إليكَ
سمعتُ صوت بكائُك وهمسُكْ
ضحكاتُك
خوفُك حزنُك
قلقك وغضبُكْ
غيرتُك وإنسحابُكْ
واحتفلتُ بعودتِك بعد كل هذا على ورَقْ
تعاركنا وانتصرتْ
وأشعلت هزائمِي شموعاً إحتفالا بانتصاراتُك..على ورَقْ

على ورَقْ
لم تَفتنِي مناسبَة ولم تَفتُك فُرصَة
لأن تُسجّل في ذاكرتِي هداياكْ
المغلّفَة بالحُبْ
رائحَة عطرُك التي تملأ المكانْ .. هندامُكْ
ترتيبك لخصلات شعرِكْ .. ملامحُكْ
وعَينَيكْ
أذكر ذلك التعلّقْ في أول اللقاء الصمت السائد
ونظرَة أولَى لم تحدُث إلا على ورَقْ

وها أنا ذا أفارقُكْ .. وشيء منّي يُنزَعْ!

أبدا والله ماكان كل ذلك على الورَق وحدُه
وقطعة من أيسرِي يقضمها وجع المغِيبْ
أبداً لم تحدث حكايتُنا على الوَرَقْ وحدُهْ
ودمِي المشتعِلْ
ونبضِي الذي لا يهدأ
وفكري المنشغِل بكْ
وجفاءُ نومِي
وهاتفِي الذي أتفقده في كلّ حِينْ
علّ معجزَة مَا تدلّك إليّ أو تدلّنِي إليكْ

وَ
ألقاكَ حقيقَة لا ورَق.!!

- يمام