منتديات مدائن البوح - قصة ظلال على اعشاب الشوق

ظلال على أعشاب الشوق
بقلم/ صالح بحرق
$$$$$$$$$$$$$$$
نبتت له اعشاب الشوق،من مدى لايحد بالاغاني، تناسلت وعودا أضناها الحنين،وتاهت في بحيرات الشك والارتياب،ترك المدينة خلفه، امتطى يأسه،تخاذل، وعلى صخرةمشبعة بالترقب، أخذ ينظر إلى المدينة من جديد ،شعر بمقت شديد لجدرانها العالية ، مقت ثقيل،، كصخرة تتوسط جوفه، وكسحابه تنود بالرجاء، فتصدها ابراج اللا تناهي، التي تعامدت فيه، ويسرع الخطى ليبتعد عن بؤرة اشتعال المدينة، فركض في فيافي النسيان، وحيدا.
كانت الاشياء على الطبيعة تبدو له نافلة ومهزوزة وكأنها ستقع وكان يوظب اسئلة لاتساع الشوق فيه،
ويفتح خياله للتذكار. فتذكر ذلك اليوم الذي تعرف فيه عليها، وهي تقف امام مائدة عامرة بالاكل في مطعم وسط المدينة، وذلك السيد السمين، يرمقها بنظرات الاحتقار والمقت، فناجى طيفها ، قبل أن تنتشله سيارة المتسولين إلى خارج المدينة.
لا يتذكر من ملامح هدى الغائبة ،الا ذلك الحنين في كلماتها إليه، و وهي تحدثه عن تلك المضايقات التي تلقاها من المارة،أو تسمع كلمات الاستهزاء والسخرية،والدونية، وإصرارها على البقاء على قارعة الطريق، واشتياقها له بالرغم من عرجه.
كانت تحبه وتدخر له كلما جاء بعض الخبز، وتنظر إلى شفتيه وهو يأكل، تحت حرارة الشمس،
كانت تعتبره كل شيء في حياتها، وتقول:(( إن من يقلق عليك يحبك)) وتبحث عن ذلك الحب في حديثه عن المدينة، التي سلبت حلمه، فضاع خلف عمارتها الاسمنتية واضوائها الساحرة، التي امتصت وهجه.
وكان يحس بجمال تدفق صوتها الجميل في تلك الأسبال التي ترتديها، ولا احد يراهاجميلة الا هو. فلابتسامتها طعم خاص، ينبت من منافي الرفض والسحق.
هاهو الان يسعى إليها، في ذلك الركن خلف محلات بيع الذهب، تنتظره لتناوله قطع الخبز.والمدينة أمامهما كغول يفترس احلامهما،والنهار لا ينتهي. فهل تأتي؟؟