صناعة الفرص
عندما كنت في الصف الأول الثانوي لاحظ المعلم إهمال زميلي في دروسه فأنكر عليه ذلك وقال له: وتريد أن تنجح .
فرد عليه الطالب : لو لي نصيب سوف أنجح فقال له المعلم ساخرا: هو أنت ستتزوج. (النصيب ، الحظ ، الفرصة): مسميات جميلة وساحرة تشعرك بالسعادة تكاد أن يكون لها نفس المعنى. فالنصيب قد يعرف: بأنه الحظ قال تعالى (وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا) 77 سورة القصص ويقال نصيب فلانة أن تتزوج فلان. أما الحظ: فهو عبارة عن فرصة وجدت لديك استعداد لها وقد يرد بمعنى الاحتمال أو النصيب قال الله تعالى: وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)سورة فصلت يقول: وما يلقى هذه إلا ذو نصيب وجد له سابق في المبرات عظيم. يقص حديثا أن شاب سافر مع أسرته لمدينة أخرى ليخطب ابنة عمه ولم يتفقا فعادوا وفي الطريق توقفوا للصلاة وأمَّ الشاب المصلين وعند خروجه من المسجد استوقفه أحد المأمومين وعرض عليه أن يزوجه ابنته وكان النصيب. فما أجمله ذلك الحظ والاستعداد له. أما الفرصة: فتعرف بأنها: زمن فريد وعرض قد لا يتكرر كقولك: هذه الفرصة المناسبة للحصول على قرض جديد. والفرصة :« أي منفعة ذات قيمة مادية أو معنوية تحقق فائدة، ويتعرض لها الفرد باحتكاكه بالبيئة المحيطة له تعد فرصة)) سليمان العلي -إخصائي تنمية بشرية وتطوير الذات والفرصة الجيدة: هي التي تتضافر عندها العوامل المختلفة لتسهيل وتيسير الأمور على غير العادة، والتي تسمح لنا بالحصول على مكتسبات معينة كانت تحتاج إلى جهد أكبر في وقت آخر أو أنها لم تكن في الحسبان، كالحصول مثلاً على منحة دراسية تغطي كامل التكاليف في جامعة مهمة. والحكماء يرون أن الفرص لا تهدى بل تصنع، وأن الشكوى من قلة الفرص هي مهنة الكسولين فكلمة فرصة كلمة سحرية تترك مفعولاً عميقاً في النفس، وتحفِّز واحداً من أقوى دوافع الإنسان؛ دافع الكسب السريع والمميز وتحت وقع السحر في كلمة فرصة نسعى جميعاً لفهم وتعلُّم فن صناعة الفرص واغتنامها. ومن أجل لك يجب أن نتحلى : 1- بالمبادرة والشجاعة : فطلال أبو غزالة ذلك الطفل الفقير اللاجئ القادم من يافا بفلسطين ولكنه كان يحمل بداخله هدفاً كبيراً لإثبات ذاته وإبراز تفوقه فوقف أمام منزل مدير المدرسة وطلب منه منحة دراسية واحدة ولما أثبت تفوقه مُنح فترة الدراسة حتى تخرجه من الجامعة الأمريكية في بيروت ثم سافر من بلد إلى بلد وأسس شركته في المحاسبة والاستشارات الإدارية في سيارته ثم افتتح فروعاً في بلدان عدة وصار اسمه علامة فارقة هذا الرجل لم ينتظر الفرصة بل صنعها وحافظ عليها وقدم فرص للكثيرين غيره. 2- باليقظة وقوة الملاحظة : فيذكر أنَّ أُمَّاً لاحظت أنَّ الأمهات لا يخبطن ابنتها فأخذتها لمركز تجميل حسَّن من بشرتها وقوام أسنانها ورونق شعرها فخطبت بعد ستة أشهر وتزوجت. واصل العمل والأمل فإذا لم تبحر إليك السفينة فاسبح أنت لها 3- ببناء السيرة والاستعداد بالمطلوب: لتلك الفرص التي ترغب بالتقدم لها من مؤهلات الاختبارات الدراسية والقدرات العامة والاختبار التحصيلي وشهادات في بعض المهارات التي تزيد من حظوظك كإجادة اللغة الإنجليزية ومهارات الحاسب الآلي والمحاسبة والتدريب والاستعداد بالمعلومات اللازمة لاختبارات كل وظيفة وحتى الإلمام بمهارة أداء تلك الاختبارات والمقابلة وكتابة السيرة الذاتية. يذكر أنَّ زوجة عاتبت زوجها لأنه يقرب ابن أخيه أكثر وفي منتصف الليل أرسل لولديه ثم أرسل لابن أخيه الذي أقبل على جواده في كامل لباس الحرب .فقال له عمه : ما هذا ؟ فقال: ما دعوتني في هذا الوقت إلا لخطب جلل. وهكذا الفرصة كن في كامل الاستعداد لها وستكون محظوظا بمقدار استعدادك لها . 4- بتجدد الأمل وعدم الندم: فما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن لصيبك وأنت لم تفشل ولكنك اقتربت من النجاح ولا تندم كقول الشاعر : عجبت لتركي خطة الرشد بعدما **** بدا لي من عبدالعزيز قبولها لئن عــــاد لي عبدالعزيز بمثلها *** وأمكننـي منهـــا إذن لا أقيلها كن متفائلاً وأحسن الظن بالله فالمتفائل يرى في كل محنة منحة ، واعمل وتوكَّل على الله. وفرص الحياة كثيرة بعدد الأيام والساعات واللحظات، ولكنها لا تتسكع في الطريق تزداد كلما اجتهدنا وتقل كلما توقفنا، وإن كانت تتفاوت حسب الكفاءة والتوقيت. الفرص كالباصات تأتي وتروح تأتي متنكرة، وتذهب ساخرة، هي سريعة الفوت وقليلة العود ، والزمن الحاضر هو الأثمن في صناعة الفرص. ولكن انتبه ثم انتبه أنَّ فرصة الحياة وحيدة ولن تتكرر لذا عليك إدارتها كما يجب عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لرجلٍ وهو يَعِظُه: ((اغْتَنِمْ خَمْسًا قبلَ خَمْسٍ: شبابَكَ قبلَ هَرَمِكَ، وصِحَّتَكَ قبلَ سَقَمِكَ، وغِناءكَ قبلَ فَقْرِكَ، وفَراغَكَ قبلَ شُغلِكَ، وحياتَكَ قبلَ موتِكَ)) أخرجه الحاكم في المستدرك سأل ملحد الشيخ ديدات ما هو شعورك لو مت واكتشفت أن الآخرة كذب؟ فقال: ليس أسوأ من شعورك عندما تموت و تكتشف أنها حقيقة. قال الله تعالى: (حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ ٱلۡمَوۡتُ قَالَ رَبِّ ٱرۡجِعُونِ (99) لَعَلِّيٓ أَعۡمَلُ صَٰلِحٗا فِيمَا تَرَكۡتُۚ كَلَّآۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَاۖ وَمِن وَرَآئِهِم بَرۡزَخٌ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ (100) سورة المؤمنون ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير |
رد: صناعة الفرص
الله الله آبو حامد ناقدنا وكاتب الرقي والفكر دومًا
ماشاء الله تبارك الرحمن يختم النص ويرفع للتنبيهات ويمنح لك المكافأة تستاهل اكثر واكثر وعودة تليق بسموك |
رد: صناعة الفرص
كم من فرص صنعناها وكم من أخرى صنعتنا !
وشتّان ما بين فرصة وفرصة ! دمتَ راقي النبض والمداد أيها النبيل أبو حامد |
رد: صناعة الفرص
أسعد الله روحك وهذا الطرح الراقي كاتبنا آبو حامد
طرح مميز وثري جدًا وواقعى شمل حياتنا وكم من نصيب وفرص وجدت في حياتنا له الحمد والشكر والنصيب مقدر نحن نجتهد نقتنص الفرص ويأتي بعدها الحظ لاشك الهدف من واقع العيش بحياتنا نسعى ونجتهد وهناك فرص تأتي ونندم لو أنها من النصيب ولكن هنا يكن شعور الشخص الندم وكلمة لو بالرغم أنها عمل يفتح باب الشيطان ويأتي بعدها اللوم والحسرة لإنها كانت فرصة وضيعت نحن مؤمنين بكل أمر لنا من خير وشر من نصيب وحظ في الحياة فالحياة فرص ولكن الحظ رزق من رب العالمين لعبده مقدر له من قبل أن يلج هذه الدنيا ورب العالمين قد خلق للإنسان أدوات العمل والفعل كالجوارح والحواس وخلق له العقل الذي يتحكم بالجوارح والحواس ثم منحه تعالى القدرة على اختيار ما ينفعه أو يضره وتبعا لذلك لم يصح الاحتجاج بالقدر ولم تصح نسبة الفشل إلى الحظ والنصيب. إذن خلاصة القول أنت محظوظ حينما تؤمن بقدراتك وإمكاناتك وإصرارك همسة لروحك آبو حامد الحظ الوافر هنا بمدائن البوح وجودك معنا ونصيبنا الجميل تواجدك معنا لاعدمناك آيها الفكر الرائع شكرا لروحك الجميلة هنا……. |
رد: صناعة الفرص
هلابك حبيبنا أبو حامد
منور الفرصة حظ أو نصيب, فالحظ فرصة أستغلّت, والنصيب فرصة فُرضت بالقدر., لا الفرصة المُستغلّة أو المفروضة بالقدر؛ هما, بالضرورة المؤكدة حتمًا, المؤديان الى الأفضل , بل هي أقدار يُقدرها العزيز الحكيم, ويعلم سبحانه وحدة عن نتائجها, فالفرصة لا تُصنع, بل تأتي من الخالق لكل شيء, قد نصيدها وقد لا نراها, هي بالنهاية أقدار يوفقك الباري لها أو لا يوفقك اليها, حسب مايرى سبحانه نصيبك وحظك بها لُيقدرها لك أو يمنعها عنك, وعندما يقول الرب سبحانه" حظ عظيم" فهو فرصة للسعادة في الدنيا والأخرة" بلا شك., والله وحدهُ أعلم,, |
رد: صناعة الفرص
طاب الحضور والتقدير أميرة الحرف الراقي {النقاء}
>::>::>:: في سباق الأرنب والسلحفاة نتأكد من حقيقة حظوظ السلحفاة بأنها: بقدر الكد تكتسب المعالي **** ومن طلب العلا سهر الليالي f::f::f:: الحياة فرص --- والفرص من الرزق --- والرزق مقسوم من الرزاق والشكر والرضا والاحتساب قرار flflflfl بارك الله لكم وشكرا لحسن تقديركم |
رد: صناعة الفرص
مرور وارف كاتبة الرقي {الدانة}
>::>::>:: يقول الشاعر : كن ابن من شئت واكتسب أدباً **** يغنيك محموده عن النسب f::f::f:: الفرصة تمنح خطوة واحدة للأمام كدفع طائر في أعلى الشجرة لكن قد توفر له العلو والجناحان flflfl شكرا للمرور الوارف وحسن التقدير |
رد: صناعة الفرص
أهلا حبيب الكل الكاتب المفكر الراقي {الفيصل}
f::f::f:: خذ عندك هذه الحكاية وأنا راضي بدور الوزير يروى أن ملك ووزيره اختلفا أيهما أقوى الملك يقول الاجتهاد والوزير يقول الحظ فأدخلا رجلان جائعان في غرفة مظلمة فأما أحدهما فمكث مضطجعا مستسلماً للجوع وأما الأخر فقام يتلمس فوجد زنبيل فيه حمص وحصى فأخذ يدخل يده في الزنبيل ويأكل الحمص ويرمي على الكسلان بالحصى والكسلان يجمع تلك الحصوات فلما فتحوا الغرفة تبين أن الحصوات ألماس ذهبت لصالح الكسلان فقال الوزير للملك أتؤمن بالحظ ؟ قال الملك نعم ولكن بمقدار ما يكون هناك زنبيل حمص بينه ألماس co:co:co:co:co: دوما فالك الحظ الحسن |
رد: صناعة الفرص
قد يجتهد شخص فيصيب، وقد يبذل شخص مقدار الاجتهاد وربما أعلى ويخيب ليس صدفة ولا مهارات ولا دقة تخطيط ولا "نية صافية" :) عناية سماوية وإرادة إلهية تقديري |
رد: صناعة الفرص
ما شاء الله لا قوة الا بالله
مقال جميل تقرأه ولا تملّه أبو حامد بارك الله فيك وفي طرحك القيّم و المفيد لك تحيتي |
الساعة الآن 03:36 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
المنتدى حاصل على تصريح مدى الحياه
دعم وتطوير الكثيري نت
مجتمع ريلاكس