منتديات مدائن البوح

منتديات مدائن البوح (https://www.boohalharf.com/vb/index.php)
-   سحرُ المدائن (https://www.boohalharf.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   حَدِيْثُ الكَهْلِ ! (https://www.boohalharf.com/vb/showthread.php?t=10949)

عبدالعزيز 10-17-2022 02:11 PM

حَدِيْثُ الكَهْلِ !
 


سحق قلبي تحت مناسم الفراق ، ومزِّق بمخالب النأي ، ومضغَ بأنياب الحنين ، وتاه في مواطن الوداع ، مُذْ خُفرْتِ عني ، فلنحرق قلب ملك النوى بالوصل ، ونقتل غراب البين باللقاء ، ونسكن أمواج الحنين بالعناق ، وننثر ورود الأنس والسرور بميلاد الهوى ، وموت النوى ، ونقيم المآدب -بدل المآتم- على سكناه الثرى !
أقبلي إلى الهائم بكِ مادةً ذراعيك ، وضعي يدكِ الرقيقة على قلبي ، لتخمُدَ براكينُ الحنينِ ، واسقني من ثغركِ العذبِ ماء الحياةِ ، لتدبَّ الحياة في جسدي !
ولنمضِ إلى النخلة المنتصبة وسط الفناء ، ونجلس تحتها لأحدِّثَكِ عما يعتلجُ بقلبي من عهد الفتوة ، ولأحدِّثَكِ ، كم وددتُ ، وسألتُ الله كثيرًا أن يُضلَّنا سقفٌ واحدٌ ، لأبثَّكِ وجد القلب ، وأشير إليه ، قائلًا : لم تبرحيه مُذْ عهد الصبا ، ولن تبرحيه حتى يواريني صفيح الملحد !
ولأحَدِّثَكِ ، أني لا أملكُ إلا قلمًا ، أفيضُ به ما يعتلجُ بقلبي من هوىً وحنينٍ إليكِ مُذْ فتوَّتي ، وعينان تذرفان دموع الوجد ، وقلبًا يتلظَّى بأتن الحنين يا مليكة القلب المبجلة المفداة !
ولأحدِّثَكِ ، أنَّكِ لا تستحقين قصيدةً ، أو خاطرة تكتبُ في وصف حسنكِ ورقتكِ ، والحنين المضني إليكِ ، بل تستحقين قلبًا يضنى من أجلكِ ، ودموعاً تذرفُ ، وجسدًا ينهك ، وليلًا يُسهر ، وجنبًا يجافي المضجع !
ولأحدِّثَكِ ، أني كنتُ أتصوركِ في الثوب الأزرق–الذي تأتين به إلي في حلمي- ، يزدانُ بكِ ازديان الواحة في عين الظمآن في مفازة ، تجولين في الفناء ، فتهبُّ نسمات المساء العليلة ، مداعبةً شعركِ الأسود ، فأودُّ لو كانتْ يدي هي التي تداعبه وتمسِّده !
ولأحدِّثَكِ ، أني أخطأتُ في الكثير من قرارات حياتي ، لكني لم أخطئْ حين اختاركِ قلبي أنسًا وسرورًا ، وبهجةً ، وأملًا أغذُّ السَّيْرَ إليه ، وبستانًا أتفيؤه من هجير الدنيا وسأمها ، وبدرًا أناجيه وأبثه !
ولأحدِّثَكِ ، أنكِ وإن تواريتِ عن عيني فلم تتواري عن قلبٍ كنتِ باعثة أُنسه وسروره ووائدة شجنه ، وأني أسمي الله عليكِ كثيرًا خشيةً عليكِ من التعثر أو من رهبة مفاجئة أو أن تدمي أحد أصابعكِ بالسكين .
ولأحدِّثَكِ ، أن صحبي يلحظون سُهُومي ، فيعلمون أن سُهُومي بكِ فيتغامزون بينهم ، ولم يعلموا أني في جنةٍ لا هجيرَ بها ، ولا سأم ، يكتنفها السرور والأنس من كل جانبٍ ، حتى أفيقَ من سُهَامي فأعودُ إلى هجير السأم والشجن !
ولأحدِّثَكِ ، أنكِ تأتين إلي في حلمي –كما عهدتكِ في عهد الصبا- بمحيَّاكِ الوضيء ، وشعركِ الأسود المنسدل ، وقوامكِ الأهيف ، لتسأليني عمن بقلبي من النساء ، وما علمتِ أنَّ سحر نساء الكون أُوْدِعَ فيكِ ، فنفثتِ علي نفثةً لا فكاكَ لي منها مدى العمر !
ولأحدِّثَكِ ، أنَّ قلبي مذْ أيفعتُ يحلِّقُ فوق السماء التي تظلكِ ، وإني لأخشى أن يحلقَ بي طائرُ النوى ، دون أن أراكِ ، وها هي الرحلةُ تُوشكُ على الانتهاء ، وأكاد أبلغ نهاية التطواف ، وأضع عصا التسيار ، ويكاد طائر النوى أن يفرد جناحيه ، لأعتلي ظهره ، ولم نلتقِ ، ولم أركِ مذْ أيفعنا ، بل قبل أن نيفع ، وما زال مارد الحنين يعيثُ بقلبي ويجوس في أوردتي وشراييني !
لا تعجبي من حديثِ الكَهْلِ عن فتوته وريعانه ! فهذا بعضُ حديثٍ من عهد الفتوَّةِ احْتَفَظْتُ به وآَنَ أَوَانُ إِفَاضَتِهِ !

عطاف المالكي 10-17-2022 02:34 PM

رد: حَدِيْثُ الكَهْلِ !
 
الله الله ماأجمل أدبك أيها الأديب المتمكن من ناصية الأبجدية الكاتب القدير (عبد العزيز )
أقرأ الكثير من الخواطر العاطفية ولكن لاتهز بي شعرة
ولا قيد أنملة...!! أكثرها تقليد وثرترة عواطف محنطة :)
والقارئ الفطن يلمس من طريقة السرد والأسلوب اللغوي والأفكار
التي تكشف قدرة الكاتب على أنه وصل مرحلة
التفرد والمنافسة نحن نقرأ مئات المقالات ومئات الخواطر
ولايلفت نظرنا إلا النزر القليل منها .لماذا؟ّ!
لأن الكثير يعتمد على دش كلام لايخص الأدب ولا الموهبة .؟!!
وأنت أيها القدير أقنعتنا بموهبتك الفذة ولغتك الرصينة
وأسلوبك الجذاب ولذلك تستحق أن نطلق عليك أديب المدائن عن جدارة
المهم
استمتعت بهذه القطعة الأدبية الرائعة
كل التقدير والشكر لهذا الأدب الراقي
وسلامي للمحبوبة والتي أحببناها من خلال أوصافك العفيفة لها
وتمنينا أن نراها كبطل نصك الرائع
خاطرة توافرت فيها دماثة البطل بصفاته الخُلُقية
وغزله العفيف وابتعاده عن الفحش والأدب الرخيص
ودي وتحياتي لك

عبدالعزيز 10-17-2022 02:57 PM

رد: حَدِيْثُ الكَهْلِ !
 
أديبتنا الموقرة ، بل أختي العزيزة كاتبة المدائن الأولى وناقدته : والذي نفسي بيده ، أن ردكِ الباذخ وثناءكِ على كتاباتي من أعظم ما منحتُ إياه خلال هذه التجربة التي نافتْ على الثلاثين عامًا .

أختي العزيزة عطاف : لو كان هناكَ عرشٌ للتفرد لكنتِ ملكته بلا منازع !
ولو كان هناك تاجٌ للإبداع لما استحقه بجدارةٍ سواكِ !
أنتِ غيمة الأدب ، وغيث التفرد ، ونهر الإبداع ، فحفظكِ ربي ، وأسعدكِ ، ورضي عنكِ ، ووفقكِ لكل خيرٍ (تقديري وتوقيري) !

بُشْرَى 10-17-2022 03:12 PM

رد: حَدِيْثُ الكَهْلِ !
 
.
.

الله الله في كل مرة تتلون بشهقةٍ أكثر امتدادا من أخرى ..
الحديث هذا مذاقه فتنة من طهر ..
يولد في ذاكرة الكلمات زنابق حياة
تعبق في رائحة ولونٍ مشتهاة ..
الحبر الذي تكتب فيه يا عبد العزيز هو عزيز ..
وأجزم ذلك ...
لنذهب لصورك الأديبة التي رصّعتَ بها السطور
دررا ممشوقة بفن البلاغة .
وحسن السكب ..
حديثٌ مكتظ بمباسم الضاد ..
ولهفة الغناء في فضائه .. والهتاف الأكبرمن حنجرة الإعجاب ..
لله درّك وحديثك الذي لن تملّه أنثى طرقت مسامعها تفاصيله ..
لله درّك كلما مدّ حرفٌ قوامه على بسيطة السحر
رائع وكلنا احتفاءٌ
بلغتك
وبلاغتك
وجمال ضادك

الوشم والتقييم والنشر مع منح المكافأة

عطاف المالكي 10-17-2022 03:12 PM

رد: حَدِيْثُ الكَهْلِ !
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالعزيز (المشاركة 258384)
أديبتنا الموقرة ، بل أختي العزيزة كاتبة المدائن الأولى وناقدته : والذي نفسي بيده ، أن ردكِ الباذخ وثناءكِ على كتاباتي من أعظم ما منحتُ إياه خلال هذه التجربة التي نافتْ على الثلاثين عامًا .

أختي العزيزة عطاف : لو كان هناكَ عرشٌ للتفرد لكنتِ ملكته بلا منازع !
ولو كان هناك تاجٌ للإبداع لما استحقه بجدارةٍ سواكِ !
أنتِ غيمة الأدب ، وغيث التفرد ، ونهر الإبداع ، فحفظكِ ربي ، وأسعدكِ ، ورضي عنكِ ، ووفقكِ لكل خيرٍ (تقديري وتوقيري) !

ماذكرته في ردي وأقسمت لم يكون مجاملة أو نفاق بل قلمك يستحق الإشادة
قلمك مكانه الصحف العالمية والمجلات الأدبية وهذا رأيي
ورأي من له صولات وجولات في ميادين الأدب
...ثم شكراً لك لأنك هنا ومازلنا نتعلم من حرفك الرائع والرصين
ودي وتحياتي لك أيها الأديب المتواضع flll:

عبدالعزيز 10-17-2022 04:26 PM

رد: حَدِيْثُ الكَهْلِ !
 
الأديبة الموقرة ابنة الضاد : لو تحولت البحار إلى مداد من ذهب ، والأرض إلى ورق من حرير ، وشدو الطيور إلى عبارات شكرٍ وامتنان ، ووشِّيتْ باللؤلؤ والزبرجد والألماس لما أوفيتكِ بعض حقكِ بهذا المرور الباذخ الآسر (أسعدكِ ربي ، ورضي عنكِ ، وأطال عمركِ ممتعةً بالصحة والعافية) .


امتناني الجم .

عبدالعزيز 10-17-2022 04:27 PM

رد: حَدِيْثُ الكَهْلِ !
 
كاتبة المدائن الأولى : أقسم بالله ، لقد أغدقتِ علي من فيض كرمكِ ما جعلني لا أستطيعُ كتابة كلمة شكرٍ (وفقكِ ربي لكل خير ، وأنالكِ من الخير فوق ما تأملين) .

النقاء 10-17-2022 06:13 PM

رد: حَدِيْثُ الكَهْلِ !
 
هلا وغلا بالاديب الراقي عبدالعزيز

وأثني بالكثير على عطاف فوالله شهادة حق ليس فيها مجاملة ولا نفاق

منذ زمن وأنت آيها الكاتب الأديب عبدالعزيز

متميز بطرحك وحديثك كلنا ننصت له

وكأن الحديث أمام الملاء بكل
ما هو واقع أكثر من حديث يكتب
من نوافذ الواقع

هنا قرأتها بملىء العينين وآنا أتخيل
مايحدث وكيف تكتب بشيء ملموس
ما أجمله من حديث كهل حتى لو فآت اوانه نحب ان نعرف تفاصيله
وصدق واقعه
وهنا توالت ذكرياته متنوعة
مابين الامل والالم كعهد ايامنا
هكذا هي أوراق العمر عندما نتصفحها
تدهشنا المواقيت
ويدهشنا تقاطع الأحاسيس
في مرحلة متتالية من عمر الزمن
رائع الصوغ بما اوفى حق الجمال

كم أنت رائع دومًا لاغاب حسك وقلمك وهذا الحضور الكبير


شكرا لروحك الجميلة هنا

إلهام 10-17-2022 06:44 PM

رد: حَدِيْثُ الكَهْلِ !
 

ومازال في القلب كلمات صعب أن تُحكى
فقط تريد أن يربت على هذا القلب برفق

أبدعت، شعرته نص يشبهني كثيراً حد الألم
أتمنى لك السعادة

عبدالعزيز 10-17-2022 11:49 PM

رد: حَدِيْثُ الكَهْلِ !
 
الأديبة الموقرة النقاء : قلَّبتُ عيني في مواطن الجمال ، فلم أر أجمل ، وأعذب ، وأرق من هذا المرور الذي أبهج قلبي ، ورفع كفي (حفظكِ ربي ، وأسبغ عليكِ نعمه) .


امتناني الجم .


الساعة الآن 08:27 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
مجتمع ريلاكس

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم وتطوير نواف كلك غلا

1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47